تفاقم أزمة الغذاء في سوريا

روما – كشف برنامج الأغذية العالمي الجمعة أن حوالي نصف سكان سوريا قد تأثروا بأزمة الجوع التي تواجهها البلاد، ووصف الوضع بأنه غير مسبوق.
وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة في بيان إن 9.3 مليون سوري – من أصل تعداد سكاني يبلغ نحو 17 مليون نسمة – صاروا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بزيادة 1.4 مليون مقارنة بستة أشهر سابقة.
وأضاف البرنامج “يواجه السوريون اليوم أزمة جوع غير مسبوقة حيث وصلت أسعار السلع الغذائية الأساسية إلى مستويات غير مشهودة، حتى في ذروة الصراع المستمر منذ تسع سنوات”.
وأضاف أن أسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعا بأكثر من 200 في المئة خلال أقل من عام بسبب “الجمود الاقتصادي والانهيار السريع للاقتصاد اللبناني – الذي يعتبر جسرا حيويا لسوريا – وإجراءات الإغلاق في مواجهة تفشي مرض كوفيد – 19”.
وأصدر برنامج الأغذية العالمي بيانه عشية مؤتمر للمانحين بشأن سوريا عقد الخميس. وقال البرنامج، ومقره روما، إنه يسعى لتوفير مساعدات غذائية لـ4.8 مليون سوري، مشيرا إلى الحاجة “الملحة” لمئتي مليون دولار لاستمرار عملياته خلال ما تبقى من العام الجاري.
وتعيش سوريا منذ عام 2011 على وقع حرب تتقاطع فيها مصالح قوى إقليمية ودولية. وفيما حقق النظام السوري المدعوم من روسيا انتصارات عسكرية هامة، بات محاصرا بقانون حماية السوريين المعروف بقانون قيصر والذي أقرته الولايات المتحدة بهدف الضغط أكثر على النظام لإسقاطه أو تعديله بحسب ما يقول الكثير من المراقبين.
وبحسب تفسيرات الإدارة الأميركية، فإن قانون قيصر لا ينص صراحة على تغيير نظام الأسد، لكنه يدفع إلى وجوب التزام الحكومة بشروط، منها إخراج إيران من سوريا والتوقف عن دعم حزب الله اللبناني، علاوة على التخلي عن الأسلحة الكيمياوية التي تقول واشنطن إنها تهدد أمن منطقة الشرق الأوسط.
وفي إطار حملة الضغوط الأميركية المتزايدة على النظام السوري أعلنت روسيا الخميس انسحابها من ترتيب طوعي تقوده الأمم المتحدة لحماية المستشفيات وشحنات المساعدات الإنسانية في سوريا من استهداف الأطراف المتحاربة لها.
ويأتي التحرك الروسي بعد أن خلص تحقيق داخلي أجرته الأمم المتحدة في أبريل إلى أنه من “المحتمل للغاية” أن تكون الحكومة السورية أو حلفاؤها قد نفذوا هجمات على ثلاث منشآت للرعاية الصحية ومدرسة وملجأ للأطفال في شمال غرب البلاد العام الماضي.