العاملون في قطاع السياحة الأردني ينتظرون الانفراج

وزيرة السياحة الأردنية: قطاعا وكلاء السياحة والسفر والنقل السياحي هما من أكثر القطاعات السياحية تضررا بالأزمة.
الأحد 2020/06/14
الأشباح تسكن البتراء

عمان - كان محمد الناطور يبيع تذاكر الطيران قبل تفشي فايروس كورونا المستجد، لكنه حول نشاطه وغيّر عمله وأصبح يبيع الكوسة والباذنجان بعد أن أدت الجائحة إلى توقف صناعة السياحة في الأردن بشكل مفاجئ.

وزيرة السياحة مجد الشويكة تقرّ أن “قطاعي وكلاء السياحة والسفر والنقل السياحي هما من أكثر القطاعات السياحية تضررا بالأزمة، ولا بد من تقديم الدعم لهما”، داعية جميع القطاعات السياحية إلى الاستعداد لاستئناف العمل.

وقال الرجل البالغ من العمر 65 عاما إن قيود السفر في أنحاء العالم ألحقت ضررا بالغا بمكتب السياحة الذي يديره، مما اضطره إلى البحث عن سبيل جديد للرزق وكسب العيش للإنفاق على أسرته.

وقال الناطور، وهو أب لخمسة أبناء وصاحب مكتب سياحة وتصدير وتذاكر طيران، “طبعا أحسست بالأسى.. فأنا لا أتقن غير العمل في السياحة والسفر الذي أمتهنه منذ 45 سنة ولا أعرف مهنة أخرى غيرها”.

والناطور هو واحد من كثيرين تضرروا من الوباء وتوابعه، فقد أصبح المرشدون السياحيون ومكاتب السياحة بلا عملاء، وصارت المواقع التاريخية، التي تكتظ عادة بالزوار، خاوية يلفها الصمت منذ عدة أشهر حتى الآن.

وقال المرشد السياحي عبدالرزاق حداد “تعطلت مصادر دخلنا بالكامل، فاشتغلنا كأدلاء سياحيين يوما بيوم، بمعنى أنه إذا اشتغلنا ارتزقنا، لكن في حالة توقف السياحة صرنا في مأزق خاصة وأن لنا التزامات عائلية وأطفالا يذهبون إلى المدارس والجامعات، نحن نعيش فعلا في مشكلة”.

واستقبلت مدينة البتراء 1.3 مليون زائر في عام 2019. وعلى سبيل المقارنة، لم يزر أي سائح الموقع في شهر أبريل من هذا العام، الذي يعد عادة أحد أكثر شهور السنة ازدحاما، بحسب سلطة إقليم البتراء.

وقال رئيس إقليم البتراء سليمان الفرجات “أزمة كورونا ليست أزمة محلية، هي أزمة عالمية. تأثيرها علينا كان مفاجئا فانقطعت السياحة مرة واحدة عكس الأزمات السابقة التي عرفناها”.

وتمثل عائدات السياحة نحو 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للأردن، حيث بلغت 5.3 مليار دولار في عام 2019 حسبما تقول هيئة تنشيط السياحة. لكن القطاع تكبد خسائر فادحة هذا العام لم يتم بعد التعرف على مداها بالكامل.

لم يزر أي سائح البتراء في شهر أبريل الماضي الذي يعد عادة أحد أكثر شهور السنة ازدحاما، بحسب سلطة إقليم البتراء
لم يزر أي سائح البتراء في شهر أبريل الماضي الذي يعد عادة أحد أكثر شهور السنة ازدحاما، بحسب سلطة إقليم البتراء

ولتخفيف حدة الضربة التي تعرض لها القطاع، تطلق وزارة السياحة برنامجا تحت اسم “أردننا جنة، أردننا بخير” في 20 يونيو، بهدف إنعاش السياحة الداخلية.

وقالت شويكة إن البرنامج سيشمل 60 وجهة، وسيكون على مرحلتين، الأولى تنطلق من الجنوب وتشمل 23 وجهة، والثانية تشمل 37 وجهة لمناطق الشمال والوسط.

وبينت أنه جرى في الموسم الجديد لبرنامج “أردننا جنة، أردننا بخير”، إشراك المكاتب السياحية في تسويق البرنامج إلى جانب الوزارة وهيئة تنشيط السياحة، مشيرة إلى أنه جرى تحديث التطبيق الإلكتروني الخاص بالبرنامج بحيث تجري عملية التسجيل والاشتراك من قبل المواطنين والزوار بطريقة سهلة وميسرة، تتناسب مع متطلبات مرحلة التعافي من وباء فايروس كورونا.

ولفتت شويكة إلى أن الوزارة قامت الأسبوع الماضي، وعبر موقعها الإلكتروني ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بتعميم “دليل إجراءات تدابير السلامة والوقاية الصحية للحد من انتشار فايروس كورونا” الخاص بالقطاع السياحي لتكون جميع المنشآت جاهزة، وذلك تماشيا مع مرحلة التعافي وعودة القطاعات السياحية إلى العمل مجددا بعد قرار الحكومة الصادر الخميس الماضي بفتح المطاعم والمقاهي والفنادق والنزل والمواقع السياحية والطيران الداخلي.

وأضافت أن الدليل يهدف إلى تنظيم عمل المنشآت وأنشطة القطاع السياحي ضمن ضوابط وتعليمات السلامة والوقاية الصحية للحد من انتشار فايروس كورونا، بحيث تكون هذه المنشآت جاهزة للعمل مجددا، لافتة إلى أن الدليل يشمل المنشآت الفندقية وخدمات الإيواء والمطاعم السياحية، والمتاحف والأماكن المغلقة، والمخيمات والنقل السياحي، ومراكز الغوص والألعاب المائية، وأدلاء السياح.

16