تحالف أوبك+ يوافق على تمديد خفض إنتاج النفط

فيينا- اتفقت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" مع شركائها من خارج التكتل على تمديد الخفض التاريخي للإنتاج بـ9,7 ملايين برميل حتى نهاية يوليو، وذلك بهدف تأمين استقرار أسعار النفط التي تدهورت على خلفية جائحة كوفيد-19 والقيود المفروضة لاحتوائها.
ويأمل مراقبون أن تسهم عمليات خفض الإنتاج في استقرار أسعار الذهب الأسود، بعد تراجع كبير في الطلب جراء تفشّي وباء كورونا.
وجاء في بيان أصدرته المنظمة بعد جولتي تفاوض أن "كلّ الدول المشاركة... اتفقت على خيار تمديد المرحلة الأولى لتعديلات الانتاج المطبّقة في مايو شهرا إضافيا".
وكان وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي قد أعلن على تويتر التوصل للاتفاق.
وأكد المزروعي أن الإمارات تفتخر بدورها الداعم لتحالف الدول المنتجة للنفط والقرارات الإيجابية التي تحقق توازن سوق النفط العالمي مشيرا إلى أن اجتماعات منظمة "أوبك" وتحالف دول "أوبك+" عقد وفق جو من التعاون والتكاتف بين مختلف الدول في اصرار على العمل المشترك لتحقيق توازن السوق النفطية.
ووصف قرار تمديد الخفض الحالي بالقرار الشجاع والجهد الجماعي الذي يستحق الإشادة من جميع الدول المنتجة المشاركة في الاجتماع.
وكانت المنظمة اتفقت مع شركائها في 12 أبريل على خفض الانتاج بـ9,7 ملايين برميل يوميا اعتبارا من 1 مايو وحتى نهاية يونيو.
وكان الاتفاق يلحظ تخفيف الخفض ليصل إلى 7,7 ملايين برميل يوميا بين يوليو وديسمبر، وصولا إلى 5,8 ملايين برميل يوميا بين يناير 2021 وأبريل 2022.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لمؤتمر بالاتصال المرئي لوزراء أوبك+ "الطلب يعود مع نهوض اقتصادات كبيرة الاستهلاك من إجراءات العزل المفروضة بسبب الوباء لكننا لم نتجاوز الصعوبات بعد ولاتزال أمامنا تحديات".
وأشار وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب إلى 9,6 ملايين برميل، أي أقل بمئة ألف برميل عن قيمة التخفيض خلال مايو ويونيو، وهي معلومة لا تظهر في بيان أوبك.
من جهته، عبّر وزير الطاقة الأميركي دان برويليت على تويتر عن تهانيه لـ"أوبك بلاس" بعيد إعلان الاتفاق.
وبهذا الاتفاق تخطّت المنظمة وشركاؤها النزاعات المعتادة والخلافات التي تمحورت هذا الأسبوع حول عدم تنفيذ عدد من الدول تعهّداتها.
وحسب مؤسسة "كبلر" للبيانات، فإنّ الكارتل خفّض انتاجه بمقدار نحو 8,6 ملايين برميل يوميا في أيار/مايو، أي 11% أقلّ من التخفيض المقرر.
وتوجّه شبهات عدم الالتزام، على وجه الخصوص، نحو العراق ونيجيريا، بيد أنّ الأخيرة فتحت الباب السبت أمام تعويض الفائض الذي ضخته منذ بداية مايو، خلال يوليو واغسطس وسبتمبر.
في وقت سابق السبت، قال عرقاب الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة حاليا "لدينا مناخ جيد جدا بين أوبك والدول غير الأعضاء. نحن نعمل في اطار تناسق تام بشأن القضايا الرئيسية".
لكن كثيرا ما تشهد المفاوضات توترا بين روسيا والسعودية اللتين خاضتا حرب أسعار قصيرة عقب فشل مفاوضات سابقة مطلع مارس.
من جهته، ذكّر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في كلمة استهلالية بثّت على موقع أوبك، بأهمية احترام حصص التخفيض المقررة بشكل كامل.
على الرغم من الشكوك، أثبتت سياسة أوبك فاعليتها بما أن الأسعار ارتفعت في بداية حزيران/يونيو إلى نحو 40 دولارا لبرميل غرب تكساس الوسيط (المرجعي الأميركي)، وأيضاً بالنسبة إلى نظيره الأوروبي برنت بحر الشمال.
وكانت الأسعار تراجعت إلى مستويات غير مسبوقة في حدود 20 أبريل، ملامسة عتبة 15 دولارا لبرنت وحتى إنّها انتقلت إلى المقياس السلبي بخصوص غرب تكساس الوسيط.
واعتبر المحلل لدى معهد "ريستاد انرجي" بيورنار تونهويغن أن "السوق لم يكن يتمنى نتيجة أفضل عقب انهيار الأسعار".
وأضاف أنه "ما لم تضرب موجة ثانية من كوفيد-19 العالم، سيكون الاتفاق العمود الفقري لانتعاش سريع لقطاع الطاقة".
من جانب آخر رفضت المكسيك السبت تمديد خفض إنتاج النفط حتى نهاية شهر يوليو، الذي اتفق عليه أعضاء "أوبك" ومنتجين رئيسيين آخرين
وقالت وزيرة الطاقة المكسيكية روسيو نالي إن بلادها لن تنضم لكبار منتجي النفط الآخرين في تمديد تخفيضات الإنتاج.