عودة طرفي الصراع في ليبيا إلى طاولة المفاوضات

عودة المفاوضات تعد انتكاسة لمساعي أردوغان في مزيد التغلغل بالمنطقة من بوابة الملف الليبي.
الثلاثاء 2020/06/02
اسكات صوت البنادق

طرابلس - وافق طرفا النزاع في ليبيا على العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لإطلاق النار وخفض التصعيد لدفع الجهود الدولية نحو إيجاد مخرج سياسي للأزمة.

وجاء ذلك فيما استعاد الجيش الليبي توازنه غرب البلاد بعد السيطرة على مناطق استراتيجية وسط تراجع ميليشيات حكومة الوفاق، حيث سيفاوض من موقع قوة.

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قبول حكومة الوفاق وقوات المشير خليفة حفتر استئناف مباحثات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المرتبطة بها، مرحبة بذلك القرار.

ويرى مراقبون أن عودة المفاوضات تعد انتكاسة لأردوغان ولمساعيه لمزيد التغلغل في المنطقة من بوابة الملف الليبي.

وأكدت البعثة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، إن تلك المباحثات والترتيبات تأتي بناءً على مسودة الاتفاق التي عرضتها البعثة على الطرفين خلال محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في 23 فبراير الماضي.

وشددت البعثة على ضرورة التزام الطرفين بتفويض ممثليهم في المفاوضات تفويضاً كاملاً يمكنهم من استكمال اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنجز جزء كبير منه في الجولتين السابقتين.

وطالبت الدول الداعمة لطرفي النزاع بالتقيد باحترام ما اتفقت عليه ضمن مخرجات مؤتمر برلين، وقرارات مجلس الأمن المتعددة.

ويبدو أن الجيش الليبي يرغب في الجلوس على طاولة المفاوضات وهو في موقع القوي ليفاوض ميليشيات الوفاق، محققا انتصارات عسكرية في الفترة الأخيرة مقابل تراجع معنويات ميليشيات حكومة الوفاق.

وفي هذا السياق، أكد اللواء أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي أن أغلب قادة المليشيات الليبية والسورية تم القضاء عليها.

وأوضح المسماري، خلال مؤتمر صحافي استثنائي بمدينة بنغازي، أن أغلب قادة المليشيات الليبية والسورية تم القضاء عليها.

وأشار إلى أن تجنيد مرتزقة أردوغان لليبيا ينقسم لثلاث فئات الأولى جاءت بفتوى شرعية من (المفتي الليبي) الصادق  الغرياني وأمثاله وتضم جبهة النصره وبقايا تنظيم داعش وما إلى ذلك أما الفئة الثانية فتتبع الجيش الوطني السوري الموالي لأردوغان، حيث تم التنسيق مع قادة الفصائل المسلحة في سوريا لإرسال المرتزقة إلا ليبيا وإلا يتم قطع المرتبات عليهم.

أما الفئة الثالثة فهي فئة المخيمات السورية في تركيا والذين يتم إرسالهم مقابل الغذاء،بحسب موقع"بوابة أفريقيا الإخبارية".

وأكد المسماري أن سيطرة الجيش على منطقة الأصابعة سبقه شن سلسلة غارات جوية استهدفت المليشيات للتمهيد للسيطرة على المنطقة، مبينا أن أهالي المنطقة رحبوا بدخول الجيش لها.

وذكر المسماري أن المعركة الكبرى في طرابلس بدأت قبل العيد بيوم بعمليات عسكرية كبيرة تمثلت في إعادة التمركز ووصفت بأنها هزيمة للجيش لكنها في الواقع مكنت القوات المسلحة من التموضع في مناطق مهمة لتدمير الجماعات الإرهابية.

وأشار المسماري إلى أن السلاح الأول لقوات الوفاق المدعومة من تركيا هو الطائرات المسيرة التي أصبح الجيش يسقطها بسهولة حيث حاولوا الوصول لترهونة إلا أن منظومة الدفاع الجوي هناك قوية فتمكنت من إسقاطها وكذلك إحباط محاولة وصولهم للأصابعة

وحذر المسماري من أن نجاح أردوغان في معركة ليبيا سيؤدي إلى إرسال سوريين وليبيين إلى دول أخرى.

ولفت المسماري إلى أن الجيش لا يخوض حرب ضد المجلس الرئاسي بقيادة فائز السراج وإنما بدأ معركته ضد الإرهاب منذ 2014 مشيرا إلى أنهم جاءوا بالسراج على رأس المجلس الرئاسي بليبيا لأنه شخصية هشة يمكنهم إدارتها بالريموت كونترول، متسائلا هل هناك رئيس دولة عاقل يأتي بالغازي إلى أرضه؟

التقيد بمخرجات مؤتمر برلين
التقيد بمخرجات مؤتمر برلين