ترامب يُشهر سلاح الرقابة في خلافه مع مواقع التوصل

واشنطن - خيّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب التصعيد في مواجهة مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية أزمته مع تويتر، ملوحا بسلاح الرقابة.
ومن المرتقب أن يوقع ترامب أمراً تنفيذيا في علاقت بخلافه مع تويتر، وفق ما أفاد به البيت الأبيض.
وتعليقا على تهديدات ترامب، قال مارك زكربرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك إن فرض رقابة على منصة ما لن يكون "الرد الصائب" من قبل الحكومة.
وكان ترامب هدد بتنظيم عمل شركات التواصل الاجتماعي أو إغلاقها بعد يوم من إضافة شركة تويتر تحذيرا لبعض تغريداته لحث المتابعين على تحري مصداقية هذه التغريدات.
وقال زكربرغ في مقابلة مع قناة فوكس نيوز أمس "لا بد أن أفهم أولا ما يعتزمون عمله بالفعل، لكنني بوجه عام أعتقد أن إقدام حكومة على فرض رقابة على منصة لأنها قلقة من الرقابة التي قد تفرضها هذه المنصة ليس برد الفعل الصائب".
وضاعف الجمهوري الغاضب الهجوم على ما وصفه بأنه ادعاءات لا أساس لها من الصحة ونظريات مؤامرة.
وأعلنت في وقت سابق الخميس ، متحدّثة باسم البيت الأبيض للصحافيين أنّ ترامب سيوقّع أمراً تنفيذياً "يتعلّق بمواقع التواصل الاجتماعي"، من دون أي تفاصيل إضافية.
وأدلت المتحدّثة بتصريحها المقتضب على متن الطائرة التي أقلّت الرئيس من فلوريدا إلى واشنطن. وقصد ترامب مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا لحضور عملية إطلاق أول رحلة مأهولة لشركة "سبايس إكس" إلى الفضاء، في رحلة فضائية أرجئت في اللحظات الأخيرة بسبب رداءة الطقس.
وكان تويتر اتّهم للمرة الأولى ترامب بطرح معلومات كاذبة وقال إن اثنتين من تغريدات الرئيس "لا أساس لهما من الصحة"، بعد أن كتب ترامب وبدون أن يقدم أدلة، أن التصويت عبر البريد سيؤدي بالضرورة إلى احتيال وإلى "انتخابات مزورة" في الاستحقاق الانتخابي المقرر في نوفمبر.
وأضاف تويتر المتهم في أغلب الأحيان بالتساهل في التعامل مع التصريحات التي يدلي بها القادة، الثلاثاء عبارة "تحققوا من الوقائع" إلى التغريدتين.
وكان قاوم موقع المدونات القصيرة لفترة طويلة دعوات إلى فرض رقابة على الرئيس الأميركي بشأن رسائل مخالفة للحقيقة وخرقه شبه اليومي لقواعد المنصة، إذ ينشر قطب العقارات الثري تقريبا كل ساعة إهانات شخصية ومعلومات غير دقيقة عن مسائل عامة وعلى صلة بخصومه السياسيين.
لكن صفعة تويتر أثارت غضب ترامب الذي شنّ هجوما حادا على المنصة، حيث ادعى أن اليمين في الولايات المتحدة يخضع للرقابة.
وكتب الرئيس الأميركي الذي يتابعه ثمانون مليون مستخدم للانترنت، "يشعر الجمهوريون بأن منصات التواصل الاجتماعي تمارس رقابة كاملة على أصوات المحافظين. سنقوم بإخضاعها للوائح تنظيمية شديدة أو إغلاقها لعدم السماح بتكرار أمر مماثل".

وقال "لا يمكننا السماح بترسيخ استخدام بطاقات الاقتراع بالبريد على نطاق واسع في بلدنا. سيكون أمرا يتيح للجميع الغش والتزوير وسرقة بطاقات الاقتراع".
كما اتهم ترامب أيضا منصات التواصل الاجتماعي بالتدخل في الانتخابات الأخيرة، قائلا "رأينا ما حاولوا القيام به وفشلوا في عام 2016".
وتواجه شبكات التواصل الاجتماعي باستمرار انتقادات لتطبيقها سياسة الكيل بمكيالين في مكافحتها التضليل الإعلامي.
فقد اتخذ موقع فيسبوك مثلا قرارا مثيرا للجدل يقضي بعدم عرض التصريحات التي تدلي بها شخصيات سياسية لخدمة تقصي حقائق ثالثة.
وحل موقع تويتر المشكلة جزئيا بمنع الإعلانات ذات الطابع السياسي. لكن هذا لا يمنع ترامب من مواصلة نقل نظريات مؤامرة حتى عندما يتبين أنها خاطئة كليا أو جزئيا.