دعوات للتسريع بفتح الحدود لإنعاش الاقتصاد الأوروبي

الحكومة الألمانية تتجه إلى إلغاء قيود وتحذيرات السفر إلى 31 بلدا أوروبيا.
الثلاثاء 2020/05/26
أوروبا تتنفس الصعداء

برلين - تسعى كل من فرنسا وألمانيا إلى التسريع في فتح الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي بعد إجراءات الحجر الصحي الصارمة لمواجهة فايروس كورونا والذي من شأنه أن يساهم في مساعي إنعاش اقتصاد دول التكتل الذي تأثر بشكل كبير بتداعيات هذا الوباء.  

وفي هذا الإطار، دعا رئيس البرلمان الفرنسي ونظيره الألماني الثلاثاء إلى فتح الحدود بين الدول الأوروبية بأسرع وقت ممكن، بعد أسابيع من الإغلاق الهادف للحد من تفشي فايروس كورونا المستجد.

واعتبر الفرنسي ريشار فيران والألماني وولفغانغ شوبل في إعلان مشترك حصلت أنه "على فرنسا وألمانيا العمل لصالح إعادة فورية لحرية الحركة داخل فضاء شينغين حين تتوفر الظروف المناسبة لذلك".

وفيران عضو في حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوسطي "الجمهورية إلى الأمام"، أما شوبل فهو من الشخصيات النافذة في حزب المستشارة أنغيلا ميركل المحافظ الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

وأكدا في الوثيقة "كان لإغلاق الحدود الفرنسية-الألمانية أصلاً نتائج قوية، تتعدى المنطقة الحدودية وتلقي بثقلها خصوصاً على تصور العلاقة الفرنسية-الألمانية"، داعيان إلى "تحرك سريع".

ونشر النص بعد يومين من اجتماع للجنة الفرنسية-الألمانية البرلمانية، وهي منصة جديدة تجمع بين البرلمانيين أنشئت لتعزيز العلاقات بين البلدين، ومخصصة لدراسة تداعيات وباء كوفيد-19 في أوروبا.

ويفترض، كما هو مقرر حتى الآن، أن تفتح الحدود الأوروبية الداخلية اعتباراً من منتصف يونيو، لكن حتى الآن تتخذ الدول الأوروبية قرارات منفصلة بهذا الصدد، رغم دعوات المفوضية الأوروبية إلى مزيد من الحوار.

ورحب رئيسا البرلمانيين الفرنسي والألماني في بيانهما أيضاً بالمقترح الأخير للرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية بشأن خطة إنعاش أوروبية بقيمة 500 مليار يورو لمرحلة ما بعد الوباء، تمول من الديون المستحقة للاتحاد الأوروبي، معربين عن "دعمهما" له.

لكن هذا المشروع يثير الجدل لأنه يكسر حاجزاً بالنسبة للاتحاد الأوروبي من حيث تبادل الديون. وذهب المسؤولان في إعلانهما أبعد من ذلك بالدعوة إلى "إطلاق عقد استثمارات" عامة في أوروبا، في مجالات الصحة وحماية المناخ والأمن.

وأضافا "يجب أن تكون مبادرة حكومتينا انطلاقة لنسخة جديدة من خطة شومان"، في إشارة إلى النص المؤسس للاتحاد الأوروبي الذي نشر في مايو 1950، أي قبل 70 عاماً.

انقاذ الموسم السياحي
انقاذ الموسم السياحي

وفي سياق متصل، تتجه الحكومة الألمانية إلى إلغاء قيود وتحذيرات السفر إلى 31 بلدا أوروبيا، اعتبارا من 15 يونيو المقبل، مشترطة تحسن الظروف بالنسبة لجائحة كورونا. ونقلا عن مسودة "معايير لإتاحة السياحة الداخلية الأوروبية"، سترفع برلين قيود السفر عن دول الاتحاد إلى جانب بريطانيا.

كما سترفع قيود السفر إلى بلدان أخرى تشترك في منطقة الانتقال الحر "شينغن"، وهي آيسلندا والنرويج وسويسرا وليشتنشتاين، بحسب المصدر.

وبحسب المسودة التي صاغتها وزارة الخارجية الألمانية، فإنها استرشدت بفكرة أن "إعادة إحياء السياحة ضروري سواء للمسافرين أو لاقتصاد السفر الألماني، أو للاستقرار الاقتصادي في بلدان المقصد". وتستبد ل المسودة التحذير، بـ"إرشادات سفر مستقلة"، تظهر المخاطر في كل دولة على حدة.

ومن المفترض أن يكون إلغاء التحذير من السفر قبيل فترة العطلات، إشارة لبدء العطلات الصيفية السياحية العابرة للحدود في أوروبا.

وفي إطار التخفيف التدريجي من إجراءات الغلق الشامل لدول التكتل الأوروبي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مؤتمر، أن المملكة المتحدة ستسمح لكل متاجر التجزئة للسلع غير الأساسية بإعادة فتح أبوابها اعتبارا من 15 يونيو المقبل ، حسبما أفادت وكالة أنباء بلومبرغ.

ويأتي ذلك في إطار خطط بريطانيا لتخفيف القيود التي فرضتها البلاد لاحتواء تفشي كورونا، بما في ذلك السماح بعودة تدريبات فرق كرة القدم ضمن ضوابط صارمة. وتحتل بريطانيا المرتبة الخامسة من حيث عدد الإصابات بكورونا (184,261) والوفيات (914,36) على مستوى العالم.