العيد بلا بهجة في اليمن.. كورونا يفرّق بين الأحباب

إسماعيل الحجوري واحد من اليمنيين العالقين في مصر وجد نفسه غير قادر على العودة إلى بلاده بسبب جائحة كورونا التي أجبرتهم على البقاء بعيداً في أوضاع مأساوية.
الثلاثاء 2020/05/26
شوق العيد

العيد مناسبة للمّ شمل العائلة والأحباب، لكن كورونا ينزع هذه الأجواء عن بعض العائلات اليمنية التي ودعت أحد أفرادها للتداوي خارج أرض الوطن، الذين ظلوا عالقين في الغربة بسبب غلق المطارات والحدود.

صنعاء- عندما غادر إسماعيل الحجوري صنعاء متوجها إلى القاهرة في نوفمبر لإجراء جراحة في القلب، كانت زوجته زعفران المهنا تتوقع التئام شملهما مرة أخرى قبل عيد الفطر بمدة طويلة.

لكن فايروس كورونا وما استلزمه من إجراءات كان يسبق الأحداث ويتقدم عليها. فلم يكن الحجوري قد تعافى بعد عندما ضربت أزمة كورونا مصر وتسببت في إغلاق المطار بوقع المفاجأة.

وبكلمات تقطر حزنا عبرت زعفران المهنا عن شعورها في ظل غياب الزوج. وقالت “طبعا اليوم رائحة البخور مش موجودة بالبيت، العطر مش موجود بالبيت، الثوب المكوي لزوجي مش موجود بالبيت، طبعا يحز في نفسي”.

لم تتمكن الزوجة من السفر إلى مصر لتكون إلى جانبه، أثناء خضوعه لجراحة قلب مفتوح قبل نحو أسبوعين فيما يجد الرجل نفسه عاجزا بلا حيلة تمكنه من العودة إلى الوطن. وأضافت “مشت الأمور بسرعة.. تم تعليق الطيران وأغلقت المطارات، دون أن يمنحوا فرصة لأحد والوقت الكافي لترتب الناس أمورها، وخاصة المرضى الذين يخضعون لعمليات طبية أن يتمموا علاجاتهم ويعودوا إلى منازلهم، هكذا أخذوا القرار بشكل مفاجئ ودون اعتبارات إنسانية، لم يكن القرار مناسبا وقد تركني بعيدة عن زوجي”.

وتم تعليق الرحلات الجوية في المطارات المصرية في 19 مارس. وفي 19 مايو، مدّد رئيس الوزراء المصري وقف العمل “حتى إشعار آخر”. إنه وضع مرهق يصعب تحمله على كلا الزوجين. فجراحة القلب المفتوح وحدها تتكلف حوالي 20 ألف دولار.

وقالت زعفران إن المشهد الضبابي الذي يستحيل في ظله التكهن بموعد اللقاء مرة أخرى يضيف عبئا نفسيا إلى الضائقة المالية. وأضافت، “أصبحت المشكلة عندنا مشكلتين، أول شيء الإجراءات الاحترازية.. ثاني شيء غياب رب الأسرة الذي أثّر علينا.. فلو كان موجودا فإن ذلك يجعلنا نجتمع وننسى الضغط النفسي”.

ومضت قائلة، “لو لا ابن أخي الذي يجلس معنا نستند عليه في قضاء أمور كثيرة في غياب الأب لكان الأمر صعبا علي وعلى أطفالي”. ويعمل الحجوري صحافيا وزوجته المهنا مدربة للتنمية البشرية. وقد تزوجا منذ 30 عاما ولم ينفصلا قط منذ ذلك الحين.

تحول اليمينيون الذين سافروا لتلقي العلاج في مستشفيات دول أجنبية إلى عالقين غير قادرين على تحمل نفقات البقاء  

وتأكدت حتى الآن، 216 إصابة بفايروس كورونا المستجد في اليمن، و40 حالة وفاة.

الحجوري الذي وجد نفسه غير قادر على العودة إلى بلاده، وهو واحد من الآلاف من اليمنيين في بلدان العالم المختلفة، كانت عودتهم مقررة، لكن جائحة كورونا أجبرتهم على البقاء بعيداً في أوضاع مأساوية، اضطرت بعضهم لبيع المقتنيات الخاصة وحتى الهواتف المحمولة.

تقول خلود الحجري إن غياب والدها ترك غصة للعائلة في رمضان والعيد، وهو العالق في الهند منذ ما يقرب من شهرين، بسبب إجراءات الحد من تفشي كورونا.

وغادر والد خلود البلاد منذ فبراير لمرافقة زميل له يعاني ورماً في الدماغ قرر طلب العلاج في الهند، إلا أن عودته المقررة في 24 مارس تعثرت. تقول خلود، “مهما قلت أو تحدثت لا أستطيع إيصال ما بداخلي وإخوتي من فقد واشتياق وخوف على والدي، ولا نعلم كيف يأكل أو يشرب وهو الذي تعوّد على أن يكون بيننا”.

24