في خطوة تصعيدية.. 22 قتيلا من قوات الأسد ومجموعات جهادية رغم الهدنة

تجدد الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل مقاتلة متشددة في خطوة تصعيدية بعد خرق الهدنة التي أعلنتها موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل.
الأحد 2020/05/10
المعارك الحالية هي الأعنف

دمشق- تواصل قوات النظام السوري وفصائل مقاتلة أبرزها تنظيم حراس الدين المتشدد بالتصعيد رغم سريان وقف لإطلاق النار منذ شهرين في شمال غرب سوريا.

حيث قتل 22 عنصرا على الأقل من قوات النظام والفصائل المقاتلة خلال الاشتباكات التي دارت بين الجانبين، وسط غياب تام للطائرات الحربية التابعة لدمشق وحليفتها موسكو عن أجواء المنطقة منذ بدء تطبيق الهدنة.

وتشهد المنطقة منذ سريان الهدنة التي أعلنتها موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل، اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً بين الطرفين، إلا أن المعارك الحالية هي "الأعنف" وفق المرصد.

ويسري في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة وقف لإطلاق النار منذ السادس من مارس، أعقب هجوماً واسعاً شنّته قوات النظام بدعم روسي، ودفع قرابة مليون شخص للنزوح من مناطقهم.

وأفاد المرصد عن مقتل 15 عنصراً من قوات النظام ومسلحين موالين لها مقابل سبعة من مقاتلي تنظيم حراس الدين ومجموعات جهادية، جراء اشتباكات عنيفة في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.

ينشط فصيل حراس الدين المرتبط بتنظيم القاعدة ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم جنسيات غير سورية
ينشط فصيل حراس الدين المرتبط بتنظيم القاعدة ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم جنسيات غير سورية

وتعد حصيلة القتلى هذه الأعلى منذ سريان الهدنة، وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن الاشتباكات اندلعت بعد منتصف الليل إثر هجوم للفصائل على مواقع لقوات النظام.

وبموجب اتفاق الهدنة، تسيّر روسيا وتركيا دوريات مشتركة على طول طريق دولي استراتيجي يفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل، آخرها قبل ثلاثة أيام.

وينشط فصيل حراس الدين، المرتبط بتنظيم القاعدة ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم جنسيات غير سورية، وفق المرصد، في شمال غرب سوريا. ويقاتل الفصيل مع مجموعات متشددة إلى جانب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تعد التنظيم الأوسع نفوذاً في إدلب.

وتترافق المعارك المستمرة بين الطرفين مع قصف صاروخي كثيف تنفذه قوات النظام في المنطقة ومحيطها وفي ريف إدلب الجنوبي المجاور، بحسب المرصد.

وأعلنت فصائل المعارضة المسلحة، الأحد، استعادة السيطرة على قرية استراتيجية في ريف حماة والتصدي لهجوم شنته القوات الحكومية السورية فجرا.

وقال قائد عسكري في الجيش السوري الحر "تصدت فصائل المعارضة لهجوم شنته القوات الحكومية السورية والمجموعات المسلحة الموالية في ريف حماة واستطاعت استعادة السيطرة على قرية المنارة بسهل الغاب غرب حماه فجر اليوم والتقدم باتجاه قرية طنجرة، واستعادة عدة نقاط كانت تحت سيطرة القوات الحكومية".

وأشار إلى مقتل وجرح أكثر من 10 عناصر من القوات المهاجمة، واغتنام دبابة وأسلحة وذخائر متنوعة. وأكد أن "قوات النظام بعد خسارتها مواقعها ومقتل عناصرها قامت بقصف مدفعي وصاروخي واسع على بلدتي كنصفرة وكفرعويد ومحيط قرية عين لاروز في ريف إدلب الجنوبي وقرى العنكاوي والقاهرة وقليدين بريف حماة الغربي".

وأضاف "رصدنا منذ منتصف شهر ابريل الماضي تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية تصل إلى خطوط التماس والمناطق القريبة منها، لذلك عملنا على تعزيز نقاطنا العسكرية تحسباً لأي عملية عسكرية تقوم بها القوات الحكومية، وتقوم بخرق الاتفاق الذي وقع بين روسيا وتركيا في الخامس من شهر مارس الماضي".

وحدات من الجيش السوري تشتبك مع مجموعة مسلحة بريف حماة بعد محاولة المسلحين الاعتداء على النقاط العسكرية في المنطقة
وحدات من الجيش السوري تشتبك مع مجموعة مسلحة بريف حماة بعد محاولة المسلحين الاعتداء على النقاط العسكرية في المنطقة

من جانبه قال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية إن "وحدات من الجيش السوري تشتبك مع مجموعة مسلحة على محور سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي وذلك بعد محاولة المسلحين الاعتداء على النقاط العسكرية في المنطقة وسط قصف مدفعي يستهدف تحركاتهم".

كما كشف قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير عن تصدي فصائل المعارضة لمحاولة تسلل، السبت، إلى قرية معارة عليا بالقرب من مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وأضاف أنه بعد فشل عملة التسلل ومقتل ضابط وعنصرين وإصابة جميع عناصر المجموعة التي حاولت التسلل إلى القرية قامت القوات الحكومية باستهداف المنطقة بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة والأسلحة الخفيفة لتأمين سحب عناصرها.

وأحصت الأمم المتحدة عودة نحو 120 ألف شخص الى مناطقهم، بينما يتكدس عشرات الآلاف في مخيمات مكتظة، وسط مخاوف من "كارثة انسانية" في حال تفشي فايروس كورونا المستجد.

وتسبّبت الحرب في سوريا بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وشردت الملايين وهجرت أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، كما دمرت البنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وأنهكت القطاعات المختلفة.