أوغلو: نظام أردوغان يروّج لمزاعم انقلابية للتغطية على فشله

المعارض البارز يرى أن توجهات أردوغان الحالية وسياسات الحزب الحاكم تندرج في إطار البحث عن غطاء شرعي لميولهم الاستبدادية والاستغلالية.
الجمعة 2020/05/08
بالتخويف أردوغان حول تركيا إلى دولة أقزام

أنقرة - اتهم رئيس حزب المستقبل التركي المعارض ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعمل على جعل تركيا دولة أقزام عبر إشاعة مناخ الخوف في أوساط الشعب وتحويل السلطة الحاكمة إلى شركة دعاية.

وأعرب أوغلو عن استنكاره قيام نظام أردوغان والآلة الإعلامية الضخمة التابعة له بترويج شائعات تزعم قرب وقوع انقلاب جديد في البلاد.

وأكد أوغلو أن نظام الرئيس التركي يروّج لمزاعم انقلابية من أجل التستر على فشله إنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية خانقة وسياساته الخارجية التي عمقت عزلة أنقرة إقليميا ودوليا.

وقال إن "السلطة الحاكمة بدأت تتخوف من الشعب... هذا الوضع الذي يحول بلدنا إلى دولة أقزام، ويحوّل السلطة الحاكمة إلى شركة دعاية، يؤدي حقاً إلى تكوين صور مأساوية، لأن الدول ينبغي أن تدار بالجدية وليس بالحملات الدعائية".

وأشار أوغلو إلى أن توجهات أردوغان الحالية وخطاباته وسياسات الحزب الحاكم تندرج في إطار البحث عن غطاء شرعي لميولهم الاستبدادية والاستغلالية لكل مقدرات البلاد لتحقيق طموحاتهم السلطوية.

كما تطرق إلى تكرار وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الخاضعة للحزب الحاكم الحديث عن محاولات انقلابية مزعومة، قائلا "مع الأسف، بعض أنصار السلطة عند الحديث عن احتمالية انقلاب يدخلون في سباق حول عدد الأسلحة التي سيحملونها والرصاصات التي سيطلقونها وكمية الدماء التي ستسال وكيف سينتقمون".

وحمل المعارض التركي البارز نظام أردوغان فشله في إدارة الأزمات الكبيرة التي حلت بتركيا في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية التي استفحلت بالبلاد.

تفرد بالسلطة
تفرد بالسلطة

وأضاف أن "من عجزوا عن إدارة المصائب الكبيرة التي حلّت بالبلاد منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي، ولا يعرفون كيف سيسيطرون على الأضرار والفاتورة الثقيلة خلال الأشهر المقبلة، يحاولون اللجوء إلى طرقٍ ما من أجل التلاعب في الأجندة السياسية".

وأكد أوغلو أن بلاده وكدلا تزال دولة يمكن أن تقع بها انقلابات، ولفت إلى أن هذه الانقلابات لن تفشل إلا بعودة إردوغان للعاصمة التي يغيب عنها منذ 45 يوماً، حيث يقيم في قصر في إسطنبول منذ تفشي (كورونا).

وتشهد تركيا تجاذبات ونقاشات حادة أخيراً حول النظام الرئاسي، وحديث قيادات المعارضة عن فشل حكومة إردوغان في إدارة أزمة وباء "كورونا" والحد من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية.

ووصف قادة حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة، الحكومةَ بـ"النظام" و"نظام القصر"، وهو ما دفع "العدالة والتنمية" ومسؤولي الحكومة إلى التحذير من "مساعٍ انقلابية"، وسط اتهامات للمعارضة بمحاولة استغلال الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد لتحقيق مكاسب سياسية.

وتفجرت هذه الضجة بعد تصريحات للمتحدث الرسمي باسم "الشعب الجمهوري" أوزغور أوزال، قال فيها إن "نهاية نظام القصر اقتربت"، في إشارة إلى النظام الرئاسي وحكومة أردوغان، وأطلق تحذيراً لموظفي الدولة والمسؤولين من مختلف المستويات بأن الحكومة المقبلة ستعاقبهم، في تصريحات عدّها أنصار الرئيس التركي، مع غيرها كثير من كتابات صحافيين معارضين، بمثابة "تلويح بانقلاب".

النظام التركي فشل في إدارة أزمة كورونا
النظام التركي فشل في إدارة أزمة كورونا

وردّ العديد من الكتاب المقربين من الحكومة، بمقالات عدّوا فيها هذه التصريحات "تهديداً بتغيير الحكم من خلال الانقلاب"، فيما عدّ آخرون أنه "لا مصلحة لأحد بإيصال الاستقطاب السياسي في البلاد إلى هذه الدرجة".

وللتغطية على فشل الحزب الحاكم ومع كل أزمة أو نقاش سياسي في تركيا، يتجدد الحديث من جانب حزب إردوغان وأنصاره عن انقلاب جديد، بعد فشل محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في 15 يوليو (تموز) 2016.

وتعليقاً على هذا الجدل الحاد، قال داود أوغلو إن "على السلطة أن تواجه مخاوفها أولاً؛ بدلاً من محاولتها تخويف الأمة"، مشيراً إلى أن الحكومة خائفة من فاتورة الاقتصاد، وخائفة من المشكلات، وخائفة من الديمقراطية، وخائفة من العدالة.

وأضاف أن "الأهم من ذلك أن السلطة تخاف من الأمة، ولأنها خائفة فهي لا تريد سماع أصوات الجدارة والعدالة والفطرة السليمة والديمقراطية والاختلافات".