هل يتفادى أردوغان العقوبات بحزمة مساعدات ورسالة تودّد لترامب

النظام التركي يسعى لاستمالة الكونغرس الأميركي بحزمة من المساعدات الطبية لمجابهة الجائحة التي تفشت في الولايات المتحدة.
الأربعاء 2020/04/29
مساعدات ملغومة

اسطنبول - بحزمة من المساعدات الطبية ورسالة تودّد موجهة لترامب، يأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تغيير موقف واشنطن حيال صفقة الصواريخ الروسية المثيرة للجدل وتفادي العقوبات الأميركية.

وقال أردوغان في رسالة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب إنه يأمل أن يتفهم الكونغرس الأميركي بشكل أفضل الأهمية الإستراتيجية لعلاقاتهما نظرا للتضامن والإمدادات المتبادلة خلال وباء فايروس كورونا.

ويأتي ذلك بعد التلويح بفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها أنظمة الصواريخ إس-400 الدفاعية من روسيا، لكن الوباء أجّل خطة تشغيل الأنظمة مع تركيز أنقرة على مكافحة انتشار المرض في البلاد.

ووصلت رسالة أردوغان أمس الثلاثاء مع شحنة من اللوازم الطبية التركية التي تشمل ملابس وقائية وكمامات لمساعدة شريكتها في حلف شمال الأطلسي على احتواء تفشي مرض كوفيد-19 الناجم عن الفايروس.

وقال الرئيس التركي في الرسالة "آمل أن تشهد الفترة المقبلة، في ظل روح التضامن التي أبديناها خلال الوباء، تفهما أفضل من الكونغرس ووسائل الإعلام الأميركية للأهمية الإستراتيجية لعلاقاتنا".

وأضاف أنه يأمل أن يتصرفوا "بالطريقة التي يستوجبها سعينا المشترك لحل مشاكلنا المشتركة".

وتأتي الرسالة التركية ضمن مساعي أردوغان اليائسة في الفترة الأخيرة لتغيير موقف الولايات المتحدة حيال الصفقة، بعد أن أبدت الإدارة الأميركية جدية كبيرة حيال إمكانية فرض عقوبات على الاقتصاد التركي المنهك.

ويبدو أن التعنت التركي حيال الصفقة الروسية التي ترفضها الولايات المتحدة سيقود لا محالة إلى فرض عقوبات بمجرد الانتهاء من وباء كورونا.

وقال مراقبون إن المكابرة حجبت على أردوغان حقيقة أن العلاقات التركية الأميركية أعمق بكثير من أن تتم تسويتها بحزمة مساعدات طبية.

ويتجاهل النظام في تركيا عمق الخلافات بين واشنطن وأنقرة في أكثر من ملف إقليمي ودولي.

استثمار الأزمة سياسيا
استثمار الأزمة سياسيا

ويستغل الرئيس التركي جائحة كورونا والظروف الصعبة التي تمر بها الولايات المتحدة لاستمالة الكونغرس الأميركي وتفادي عقوبات ستجهز على الاقتصاد التركي المتدهور منذ سنوات.

ويستثمر النظام التركي الظرف الحالي وتحت غطاء تقديم المساعدات الطبية لفرض أجنداته ضمن دبلوماسية ناعمة تستغل فكرة التضامن الدولي في مواجهة الجائحة.

وتوترت العلاقات التركية الأميركية أيضا في السنوات القليلة الماضية نتيجة لخلافات تتعلق بسوريا، خاصة دعم أنقرة لجاعات مسلحة متطرفة، وإدانة الولايات المتحدة لمسؤول تنفيذي في بنك تركي.

ووصلت طائرة شحن عسكرية تابعة للقوات الجوية التركية، محملة بمساعدات طبية تركية، بوقت متأخر الثلاثاء، الولايات المتحدة الأميركية الأكثر تضررا من فايروس كورونا.

وحملت طرود المساعدات شعار رئاسة الجمهورية التركية، وتتصدر الولايات المتحدة المركز الأول عالميا من حيث وفيات وإصابات كورونا، متقدمة بفارق كبير على كل من إيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا.

وما زالت ولاية نيويورك في صدارة الولايات الأميركية من حيث عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن الفايروس، تليها نيو جيرسي، وماساتشوستس.