ترامب بنبرة حاسمة: سنتصدى لاستفزازات إيران

الولايات المتحدة تتهم إيران بانتهاك قواعد السلامة الخاصة بالملاحة والقانون الدولي من خلال "أعمال خطيرة واستفزازية".
الأربعاء 2020/04/22
مناورات خطيرة

واشنطن- أمر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاربعاء بتدمير أي قطعة بحرية ايرانية تقترب في شكل خطير من سفن أميركية في الخليج.

وكتب ترامب على تويتر "أمرت البحرية الاميركية بضرب وتدمير أي قطعة بحرية ايرانية تستفز سفننا في البحر". واتهم البنتاغون طهران قبل أسبوع بإجراء "مناورات خطيرة" في البحر.

وقالت واشنطن إن 11 زورقا سريعا للحرس الثوري الايراني "اقتربت مرات عدّة" من 6 سفن حربية أميركية كانت تقوم بمهمة مراقبة في شمال الخليج.

واقتربت الزوارق الإيرانية في لحظة ما إلى مسافة عشر ياردات من السفينة الأميركية. وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة هذا العام بعد أن قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.

وبحسب القوات الأميركية، انتهكت القوارب الإيرانية قواعد السلامة الخاصة بالملاحة والقانون الدولي من خلال "أعمال خطيرة واستفزازية".

ورداً على ذلك، نددت طهران بما اعتبرته النسخة "الهوليوودية" المفرطة التي قدمتها الولايات المتحدة للأحداث. واتهم الحرس الثوري البحرية الأميركية بأنها تتبع "سلوكاً غير مهني" في الخليج.

وقال إن الولايات المتحدة "منعت مرور" سفينة "الشهيد سيافوشي" في أوائل أبريل عبر اتباع "سلوك خطير وتجاهل تحذيرات" السفينة.

وتبادلت البحرية الأميركية والحرس الثوري الإيراني خلال الأيام الماضية الاتهامات بالتحرش بسفن كل جانب منهما الآخر في الخليج.

وقال متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، الأربعاء، إنه ينبغي للولايات المتحدة التركيز على إنقاذ جيشها من فيروس كورونا. وأضاف "ينبغي على الأميركيين اليوم، بدلا من ترهيب الآخرين، أن يركزوا كل جهودهم على إنقاذ أفراد قواتهم الذين أصيبوا بفيروس كورونا".

وتكررت حوادث اقتراب الزوارق العسكرية الإيرانية بشدة من السفن الأميركية في عامي 2016 و2017. وفي عدة مناسبات أطلقت السفن التابعة للبحرية الأميركية طلقات تحذيرية على الزوارق الإيرانية لدى اقترابها بشدة منها.

وللبحرية الأميركية سلطة اتخاذ إجراء للدفاع عن النفس لكن تصريحات ترامب تمضي فيما يبدو لأبعد من ذلك ومن المرجح أن تزيد من حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وتفاقم العداء المزمن بين طهران وواشنطن منذ أن قرر ترامب في مايو 2018 الانسحاب من جانب واحد من الاتفاقية النووية الدولية مع إيران الموقعة في 2015 وإعادة فرض عقوبات اقتصادية شديدة على إيران.

وبلغ التوتر أشده بعد قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية في بغداد في 3 يناير.

ومؤخرا، وضعت حادثة جديدة البحرية الأميركية والحرس الثوري وجها لوجه في 15 أبريل في مياه الخليج. وتؤمن إيران بأحقيتها في منطقة الخليج وتستنكر الوجود العسكري الغربي في هذا المدخل البحري الحيوي لإمدادات النفط العالمية.

وتتهم الجمهورية الإسلامية الولايات المتحدة بممارسة "الإرهاب الاقتصادي"، إذ تواجه طهران كلا من الوباء والعقوبات الأميركية التي تخنق اقتصادها منذ 2018.

11 زورقا سريعا للحرس الثوري الايراني "اقتربت مرات عدّة" من 6 سفن حربية أميركية
11 زورقا سريعا للحرس الثوري الايراني "اقتربت مرات عدّة" من 6 سفن حربية أميركية

ومنذ عدة أسابيع تؤكد إيران أن العقوبات الأميركية أضعفت قدرتها على مكافحة الوباء من خلال خنق البلاد ماليا والحد من قدرتها على الاقتراض في السوق الدولية.

ويفترض نظرياً أن تكون السلع الإنسانية مثل الأدوية والمعدات الطبية على وجه الخصوص معفاة من العقوبات، ولكن في الواقع تفضل البنوك الدولية رفض أي تحويل على صلة بإيران أيا كان المنتج المعني، بدلاً من التعرض لسياط العقوبات الأميركية الانتقامية.

وأعلنت إيران في مارس أنها طلبت من صندوق النقد الدولي خط ائتمان طارئاً يصل إلى نحو 5 مليارات دولار.

لكن واشنطن التي تملك حق النقض في المؤسسة المالية وتشن حملة ممارسة "أقصى ضغوط" على إيران قالت حتى الآن إنها لا تعتزم السماح بمثل هذا القرض متهمة طهران باستخدام مواردها لتمويل "الإرهاب في الخارج".

سجلت إيران رسمياً ما يقرب من 5300 وفاة بسبب فيروس الكورونا المستجد ونحو 85 ألف إصابة، وهي أعلى حصيلة في الشرق الأوسط.

ويقدر البعض، سواء خارج البلاد أو داخلها، أن هذه الأرقام أقل من الحقيقة، ويتحدثون عن ارتفاع عدد الوفيات بأربع إلى خمس مرات.