المسلمون يفتقدون شعائر رمضان في زمن كورونا

الدلائل تشير إلى غياب أغلب الطقوس الرمضانية في ظل حظر بازارات رمضان الشعبية واستمرار غلق المساجد تفادياً لانتشار الفايروس.
السبت 2020/04/18
بأيّ حال ستعود يا رمضان

مريم فام

كانت ماجي محمد المقيمة في سياتل تتطلع إلى قضاء شهر رمضان في مسقط رأسها، مصر. الآن، ومع انتشار الفايروس المستجد، أصبح هذا مستحيلا. هذه السنة، تشير الدلائل إلى أن تفشي المرض سيلقي بظلاله على العديد من الشعائر المحبوبة. ويدعو الكثير من المسلمين من أجل مرور الأزمة قبل رمضان.

وترك إغلاق المساجد وتعديل الأذان ليحث على الصلاة في المنازل الكثيرين يعتمدون على العبادة في بيوتهم مع التطبيقات الدينية عبر الإنترنت. ويخطط البعض لتنظيم ما يسمى بالإفطار عبر التطبيقات.

كانت ماجي تتطلع إلى صلاة التراويح في المسجد. لكنها ستصلي في المنزل مع ابنتها. وتتساءل عما إذا كان بإمكانها عيش نفس التجربة عبر مكالمات الفيديو. وقالت “سيساعدنا ذلك كثيرا لكن الأحاسيس لن تكون هي نفسها”.

وحظرت أغلب الدول بازارات رمضان الشعبية حيث يعرض الباعة المتجولون الأطعمة والمشروبات في الأسواق المفتوحة المزدحمة أو الأكشاك على جانب الطريق.

وفي ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة، يخطط البائعون الآن لتقديم خدماتهم عبر الإنترنت من خلال تطبيقات الهواتف الذكية أو المنصات الرقمية التي ستوفرها السلطات المحلية خلال شهر الصيام.

وقال مفتي عام السعودية عبدالعزيز آل الشيخ إن صلاتي التراويح والعيد ستقامان في البيوت هذا العام، إذا استمر إغلاق المساجد بسبب فايروس كورونا.

مفتي السعودية قال إن صلاتي التراويح والعيد ستقامان في البيوت إذا استمر إغلاق المساجد بسبب الوباء

كما أعلن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بمدينة القدس عن استمرار إغلاق المساجد أمام المصلين في رمضان. وأضاف المجلس “يأتي القرر تماشيا مع الفتاوى الشرعية والنصائح الطبية التي تحذر من التجمعات الكبيرة في ظل انتشار الوباء”.

في مصر، قررت وزارة الأوقاف تعليق الأنشطة الرمضانية الجماعية، بما في ذلك موائد الإفطار الخيرية حول المساجد. وجاء هذا بعد إغلاق دور العبادة وإخضاع البلاد لحظر التجول الليلي. عادة ما يكون الاحتفال برمضان في البلاد، التي يزيد عدد سكانها عن 100 مليون نسمة، كبيرا لتقاليدها.

حيث كان المصلون يتجهون إلى المساجد ويتسوق البعض وتتجمع العائلات على موائد الإفطار، ويتقابل الغرباء على موائد الشوارع التي تطعم المحتاجين، وتعج المقاهي بالزبائن الذين تندمج أصواتهم مع الموسيقى الصاخبة، وتلقي فوانيس رمضان بأضوائها الملونة على الشوارع الحية.

وفي بعض المناطق، يسمع صوت “المسحراتي” وهو يدق على طبلته ليوقظ السكان ليتناولوا السحور قبل أذان الفجر وبدء يوم الصيام. وتتطلع المصرية سعاد سليم إلى هذه الممارسات بحنين وتتساءل عما ستعنيه كل التغييرات بالنسبة للشعائر الرمضانية هذا العام. ويؤيدها بذات اللهجة الحزينة زهير دوبي، قائلا “لن تكون هناك تجمعات، ولا رائحة رمضان في الأسواق، ولا صلاة جماعية في المساجد”.

7