الواقع الافتراضي يخفف من وطأة عزلة كورونا

نيويورك ـ فرضت التدابير المتخذة في جميع أنحاء العالم لمنع انتشار فايروس كورونا على مناحي الحياة حول العالم، واقعا جديدا تدور أنشطته في "الواقع الافتراضي".
ففي ظل التزام كثير من سكان العالم بمنازلهم ضمن إطار التدابير المتخذة لمنع انتشار الفايروس، بدأ كثيرون في قضاء مزيد من الوقت أمام شاشات الأجهزة الذكية لتلبية احتياجاتهم المعيشية والتعليمية والاجتماعية والتجارية.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه وباء كورونا يؤثر على العالم كله، يطالب المسؤولون والخبراء الحكوميون مواطنيهم الالتزام بـ "البقاء في المنزل" من أجل مكافحة فعالة أكثر لانتشار كوفيد-19وأدانتشار الفايروس في معظم أرجاء العالم، إلى تزايد الاهتمام بأنماط العمل من المنزل والتواصل عن بعد، فيما تعاظمت أهمية الشاشات الذكية لكونها نوافذ تمكن الأفراد من العمل عن بعد وقضاء أوقات ممتعة في المنازل.
وازداد استخدام الأجهزة الذكية بشكل ملحوظ مقارنة بفترة ما قبل الجائحة العالمية، وتحولت الهواتف المحمولة والكمبيوتر المستخدمة في العمل عن بعد إلى أجهزة تلعب دورا حيويا خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى أجهزة التلفاز المستخدمة في عملية التعليم المنزلي.
وتحولت منصات وسائل التواصل الاجتماعي إلى الخيار الأول لأولئك الذين لا يريدون الانفصال عن محيطهم الاجتماعي أثناء البقاء في المنزل.
وقد أدى ارتفاع رغبة الشعوب في معرفة مجريات الأحداث و تتبع أخبار الوباء، إلى مزيد من الإقبال على متابعة قنوات التواصل الاجتماعي.
وكشف تقرير صادر عن مجلة الأعمال اليوم (Business Today) الأميركية، أن 75 بالمئة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يقضون كثيرا من أوقاتهم على مواقع وتطبيقات مثل فيسبوك وتويتر وواتس آب، بعد تطبيق تدابير منع انتشار جائحة كورونا.
ووفقا للتقرير الذي نشرته المجلة، فإن عدد الساعات التي يقضيها مستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي في الهند قد تجاوزت الـ 4 ساعات يوميًا في هذه المرحلة، ما يقابل زيادة بنسبة 87 في المئة مقارنة بفترة ما قبل انتشار الوباء.
وتفشي كورونا الذي يؤثر على العالم بأسره، ألزم الكثير من المؤسسات والمنظمات والشركات، وخاصة الكبيرة منها، بتشجيع موظفيها على العمل من المنزل.
ومن أجل تنسيق العمل بين الموظفين وعدم الوقوع في المشاكل، تفضل هذه الشركات استخدام برامج وتطبيقات "الدوائر التلفزيونية المغلقة"، للمحافظة على فاعلية العمل بالتواصل بين الموظفين والمدراء.
وخلال الفترة ما بين 14-21 مارس الماضي فقط، أي مع تكثيف إجراءات العزلة الاجتماعية حول العالم في إطار تدابير مكافحة انتشار الوباء، تم تحميل العديد من تطبيقات "الدوائر التلفزيونية المغلقة" مثل Hangouts Meet وTeams وCloud Meetings أكثر من 62 مليون مرة من متاجر App Store ومتاجر تطبيقات Google Play حول العالم.
في حين زادت أعداد التحميل بنسبة 45 في المئة مقارنة بالأسبوع السابق، فقد زاد بنسبة 90 في المئة فوق المتوسط مقارنة بالأسابيع المماثلة من العام 2019.
وفي الوقت الذي يؤثر فيه تفشي كورونا على جميع القطاعات، فإنه يخلق صعوبات مضاعفة بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام. حيث بدأ الصحفيون، الذين يواصلون توعية الجمهور رغم الظروف الخاصة في معظم أنحاء العالم، إجراء مقابلاتهم الاعتيادية وتأدية واجباتهم الإعلامية من أجل نشر الوعي في المجتمع.