الثمن الاقتصادي الباهظ يدفع الحكومات لتخفيف الإغلاق

مع سعي أوروبا والولايات المتحدة إلى تخفيف العزل الصحي ما تزال دول أخرى في حالة تأهب خشية تسارع انتشار وباء كورونا.
الجمعة 2020/04/17
ترامب يريد تحريك الاقتصاد

أجبر الثمن الباهظ لإغلاق النشاطات الاقتصادية بعض البلدان الأوروبية على التحرك بحذر نحو تخفيف القيود المفروضة لمنع انتشار فايروس كورونا، بعد تزايد المؤشرات على أن شلل الاقتصاد يمكن أن يؤدي إلى عواقب أخطر من تأثير الوباء المباشر.

لندن- بدأت العديد من الدول الأوروبية تدريجيا بتخفيف القيود التي تفرضها في إطار إجراءات مكافحة فايروس كورونا المستجد، بعد تراجع الخطوط البيانية مثل تباطؤ عدد الذين يدخلون إلى العناية المركزة والمستشفيات.

كما يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إعادة تحريك الاقتصاد، رغم عدم بلوغ الوباء ذروته في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا في العالم. ويعلم ترامب الثمن الاقتصادي الباهظ وتأثيره المحتمل على فرص إعادة انتخابه، ولذلك فهو يلوح بأن “بعض الولايات يمكن أن تفتح قبل مطلع الشهر المقبل”.

وأعادت إيطاليا الدولة الثانية الأكثر تضررا في العالم فتح بعض هذه المحلات، في وقت اعتبرت فيه إسبانيا أنّ إمكانية رفع تدريجي لإجراءات عزل تعدّ من الأكثر صرامة في أوروبا.

وتستعد سويسرا للكشف عن خططها في وقت أعادت فيه بولندا بعض النشاطات الاقتصادية مع فرض وضع الأقنعة الواقية في الأماكن العامة وأعادت ليتوانيا فتح بعض المحلات التجارية.

كما تنوي ألمانيا إعادة فتح بعض محلاتها التجارية قريبا، وتخطط لافتتاح المدارس اعتبارا من الرابع من الشهر المقبل.

وعاد نحو نصف التلاميذ في الدنمارك إلى مدارسهم الأربعاء بعد إغلاق استمر شهرا. كما أعادت النمسا فتح محلاتها التجارية الصغيرة غير الأساسية الثلاثاء. ومن المرجح تمديد إجراءات الحجر في بريطانيا تحت صدمة أعداد الوفيات اليومية الكبيرة، في وقت تبحث فيه عن مؤشرات تمكنها من تخفيف الحظر.

ويبدو أم خطط فرنسا لرفع إجراءات العزل تدريجيا اعتبارا من 11 مايو المقبل، تسير في الاتجاه الصحيح مع تراجع عدد الذين أدخلوا إلى المستشفيات للمرة الأولى منذ بداية انتشار الوباء.

وقال مساعد وزير الصحة الفرنسي جيروم سالومون “إنه الانخفاض الأول ويجب أن نرحب به”. لكن منظمات غير حكومية تحدثت عن شروط صحية سيئة جدا في ضواحي العاصمة الفرنسية.

وتشكو الرومانية ليفيا كوفاسي وهي تبكي من أن “الدولة لا تفكر فينا وتتركنا نموت هنا”، معتبرة أن “الأقوياء نشروا الفايروس لقتل الفقراء”. وهي واحدة من حوالي مئتي شخص يعيشون منذ ما قبل انتشار الوباء في مخيم في ضاحية سان ديني تنتشر فيه جيف جرذان نافقة وسط النفايات.

تداعيات شلل الاقتصاد يمكن أن تؤدي إلى عواقب أكثرة خطورة  من التأثير المباشر لتفشي فايروس كورونا 

وبينما تتحدث أوروبا والولايات المتحدة عن تخفيف العزل، ما زالت دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث توفي 21 مصابا بالفايروس، في حالة تأهب. وفي الواقع تخشى السلطات الكونغولية “الأسوأ” في كينشاسا اعتبارا من مطلع مايو عندما “يدخل الوباء في مرحلة تسارع”.

وقد أغلقت المدارس وأماكن العبادة، وكذلك الحانات والملاهي الليلية، لكن الأسواق البلدية تبقى مفتوحة وتكتظ بالبائعين والزبائن دون مراعاة قواعد الإبقاء على مسافة بينهم.

ولمساعدة الدول الأكثر فقرا التي ضربها الوباء وخصوصا في أفريقيا، اتخذت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الأربعاء قرارا “تاريخيا” بتعليق تسديد هذه البلدان للديون لعام واحد.

وجاءت هذه الخطوة في وقت مناسب بعدما اتخذ الرئيس الأميركي قرارا تاريخيا بتعليق تمويل الولايات المتحدة، وهو الأكبر، في منظمة الصحة العالمية التي اتهمها “بسوء الإدارة” في هذه الأزمة وبالانحياز للصين. ولقي القرار إدانة واسعة من العديد من دول العالم؛ من الاتحاد الأوروبي إلى الصين مرورا بروسيا وفرنسا وإيران والاتحاد الأفريقي.

10