الوسواس القهري يتزايد بسبب كوفيد - 19

لندن- تزايد الاهتمام بالنظافة الشخصية والمنزلية والتعقيم مع انتشار فايروس كورونا، وهذا الأمر لا يطرح أي إشكال إذا تعلق الأمر بالشخص العادي، إلا أنه فاقم معاناة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري، ويهدد بتبني هذه العادات حتى بعد انتهاء أزمة كورونا.

وقالت لبنى سالمي، ربة منزل تعاني من هاجس النظافة، إن هذا الهاجس تضاعف لديها منذ بداية جائحة كورونا، مشيرة إلى أنها أصبحت تبالغ في تنظيف وتعقيم كل شيء، وأنها أصبحت تستخدم مواد التنظيف والتعقيم دون موجب، ولاحظت أن هذا الهاجس انتقل إلى بقية أفراد الأسرة.

ويتوقع الخبراء ارتفاع حالات الوسواس القهري إذا استمر فايروس كورونا، محذرين من تحول عملية غسل اليدين من وسيلة لحماية النفس إلى رغبة ملحة غير مبررة.

وأشارت سمية عسكري إلى أنها باتت تخشى ما يُلحقه الإفراط في النظافة والتعقيم من مضار بحالتها النفسية، كما أنها باتت تتخوف من اكتساب هذه الهواجس بعد انتهاء هذه الأزمة.

التشديد على النصائح المتعلقة بالنظافة والتعقيم، من غسل الأيدي وتطهير الأسطح وارتداء الكمامات، قد يربك من يعاني أصلا من الوسواس القهري

وأضافت أن زوجها كان يعارض استخدامها لمادة الجافال إلا أنه في الآونة الأخيرة بات يفرط في استخدام مواد التعقيم مثل الخل والكحول والكلور خاصة بعد عودته إلى المنزل، ولفتت إلى أنه حتى الأشخاص الذين كانت لا تعنيهم أساليب النظافة، أصبحوا يولونها أهمية مفرطة، منبهة إلى أن عادات النظافة لدى الكثيرين سوف تتغير بعد انتهاء هذه الجائحة.

وأكد أخصائيو علم النفس أن التشديد على النصائح المتعلقة بالنظافة والتعقيم، من غسل الأيدي وتطهير الأسطح وارتداء الكمامات، قد يربك من يعاني أصلا من الوسواس القهري، وخاصة أن المختصين كانوا ينصحونه بالتخفيف من القلق.

وأشاروا إلى أنه مع انتشار هذا الفايروس وما تتداوله نشرات الأخبار ومنظمات الصحة من إرشادات وطرق للوقاية من العدوى، قد يتحول الخوف إلى مرض نفسي، خاصة عند اتباع بعض طرق الوقاية بإفراط وليس باعتدال، مثل كثرة غسل اليدين وتطهير كل شيء بالمعقم وغسل المواد الغذائية بمادة الكلور مما يهدد حتى الأشخاص العاديين باضطراب الوسواس القهري.