أزمة كورونا ترخي بثقلها على احتفالات عيد الفصح

كهنة يبتكرون طرقا جديدة لتحدي قيود وباء كورونا والاحتفال بعيد الفصح للحفاظ على الأجواء الاحتفالية للمناسبة التي شهدت غياب المؤمنين عن الكنائس.
الاثنين 2020/04/13
قداديس متنقلة

لندن- احتفل مئات ملايين المسيحيين حول العالم هذه السنة بعيد الفصح، وهو أهم المناسبات المسيحية، في ظروف غير مسبوقة، تحت وطأة فايروس كورونا المستجد.

وأرخت أزمة الوباء بثقلها على احتفالات عيد الفصح إذ فرغت الكنائس من المؤمنين، غير أن كهنة في أكثر من بلد ابتكروا طرقا جديدة لتحدي هذه القيود بغية الحفاظ على الأجواء الاحتفالية للمناسبة.

وأودى كوفيد-19 بحياة أكثر من 109 آلاف شخص حول العالم منذ ظهوره في الصين بديسمبر، وقد تضاعف الرقم خلال ما يزيد قليلا عن أسبوعين.

وفي أوروبا، حصد الوباء حياة أكثر من 75 ألف ضحية، 80 بالمئة منهم في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.

وشهدت احتفالات عيد الفصح بكاتدرائية القديس بطرس والتي ترأسها بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، غياب المؤمنين، في ظل القيود المفروضة للحد من انتشار الوباء.

وأقيمت جميع الاحتفالات البابوية خلال الأسبوع المقدس، وهي فترة الأيام السبعة التي تسبق أحد الفصح، من دون جمهور. وتابع الكاثوليك متابعة الاحتفالات عبر الإنترنت أو شاشة التلفزيون.

الكنائس تفتقد المؤمنين في احتفالات عيد الفصح
الكنائس تفتقد المؤمنين في احتفالات عيد الفصح

 ومن المعتاد أن تعج ساحة القديس بطرس بالحضور يوم أحد الفصح، في ظل تزيينها بزهور التيوليب وغيرها القادمة من هولندا.

 ولكن الساحة خلت من الحضور هذا العام، ولم يتم تزيينها. وتم إغلاقها أمام الجمهور، وكذلك كاتدرائية القديس بطرس ومتاحف الفاتيكان، منذ أكثر من شهر بسبب تفشي وباء كورونا.

كما أحيا في إيطاليا، أكثر بلدان أوروبا تضررا بالوباء، الموسيقيون ستيفانو مونتاناري على الكمان وجانلويجي تروفيزي على الساكسوفون وجاني بيرغاميلي على البيانو، قداس الفصح في منطقة نيمبرو التي دفعت فاتورة باهظة جراء الوباء.

وأدى الموسيقيون الثلاثة المتحدرون من هذه المدينة التي تضم 12 ألف نسمة قرب بيرغامو المتضررة بشدة جراء الفايروس، أعمالا شهيرة بينها "وات ايه واندرفول وورلد" و"هللويا" لليونارد كوهين.

هذا الحدث الذي نُقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أقيم في كنيسة شبه مقفرة على مرأى كاهن الرعية أنتونيو غارنييري المتعافي أخيرا من الفايروس.

أما في بريطانيا فقد اعتمد القس باتريك ألرتون مبدأ "إذا كان الناس غير قادرين على المجيء إلى الكنيسة، فلتذهب الكنيسة إليهم". وجاب شوارع لندن حيث أحيا قداسا متنقلا مع الصلوات والترانيم خدمة للمسيحيين القابعين في الحجر المنزلي بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد.

واختار هذا القس البالغ 41 عاما في كل يوم حيا مختلفا من العاصمة البريطانية لإحياء قداس مقتضب مع احترام التوصيات الصحية.

احتفالات في البيوت
احتفالات في البيوت

أما في البرتغال، فقد جاب الكاهن نونو ويستوود شوارع رعيته في ضاحية لشبونة على متن سيارة صغيرة مكشوفة بيضاء من طراز "سمارت" واضعا كمامة طبية على الوجه. وتلا الصلوات عبر ميكروفون لإسماع صوته للمؤمنين على النوافذ.

وقد مشى الكاهن ببطء خلف تمثال لسيدة فاطيما موضوع على سقف السيارة في هذه المسيرة غير العادية التي أتاحت له "ملاقاة الناس مع احترام قواعد" التباعد الاجتماعي المعمول بها بسبب وباء كوفيد - 19.

وقال هذا الكاهن البالغ 48 عاما لوكالة فرانس برس "شعرت بالحاجة لكي أقول للناس إنهم ليسوا وحدهم وليسوا متروكين، مع مدّهم الكلمة الطيبة والإيمان".

وتنقل الكاهن البرتغالي في شوارع المنطقة عبر سيارته المكشوفة الصغيرة مستعينا بميكروفون ومكبر للصوت لنقل صلواته والموسيقى الليتورجية.

ولم تقتصر هذه المشاهد على القارة الأوروبية بل شملت أيضا إفريقيا. ففي أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر، أحيا الكاهن بدرو أوبيكا جزءا من قداس عيد الفصح من مؤخر سيارته.

وفي بلد يقبع سكان مدنه الثلاث الكبرى في الحجر المنزلي لتطويق تفشي الوباء، تحدى بعض المؤمنين في مدينة أكاماسوا القيود والتحقوا بالكاهن بدرو في مقلع للغرانيت الذي زاره البابا فرنسيس في أيلول/سبتمبر.

وقد سُمح لهؤلاء "المتمردين" على القواعد بحضور القداس مع ارتداء المعدات اللازمة شرط البقاء على مسافة ثلاثة أمتار بين الشخص والآخر.