انتكاسة مرضى كورونا تثير المخاوف من فشل احتواء الوباء

كوريا الجنوبية تسجل انتكاسة 116 شخصا على الأقل بعد أن أثبتت تحاليلهم إصابتهم من جديد بالوباء تزامنا مع سعي البلاد إلى تخفيف إجراءات الحجر الصحي.
الاثنين 2020/04/13
كوريا الجنوبية تمكنت من احتواء الوباء بفضل استراتيجية شاملة

سول- تثير زيادة أعداد المرضى المنتكسين من علاج فايروس كورونا المخاوف من انتشار الوباء أكثر مع سعي البلاد لاجتثاث عدوى المرض.

ويشكل احتمال عودة الإصابة بالعدوى مصدر قلق للعالم، حيث تأمل بلدان كثيرة في أن يطور من أصيبوا بالعدوى مناعة تحول دون عودة الوباء إلى الظهور.

حيث أظهرت تحاليل عودة الوباء لدى المرضى المتعافين في كوريا الجنوبية التي سجلت 25 حالة إصابة جديدة فقط الاثنين.

وأفادت كوريا الجنوبية أن 116 شخصا على الأقل كان قد أُعلن تعافيهم من الفايروس ثبتت إيجابية تحاليلهم مجددا، على الرغم من أن المسؤولين ذكروا أنهم سينظرون عما قريب في تخفيف التوصيات الصارمة التي تهدف لمنع تفشي المرض.

وما زال المسؤولون يدرسون سبب ما يبدو أنها انتكاسات. وقالت جيونج إيون-كيونج، مديرة المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الفايروس ربما نشط مجددا وإن المرضى لم يصابوا به من جديد.

وقال خبراء آخرون إن الفحوص الخاطئة ربما تلعب دورا في ذلك، أو قد تكون هناك بقايا للفايروس في أجسام المرضى دون أن تكون معدية أو تمثل خطورة عليهم أو على غيرهم.

أي تخفيف قبل الأوان للتباعد الاجتماعي يمكن أن يؤدي لنتائج لا تُحمد عقباها
أي تخفيف قبل الأوان للتباعد الاجتماعي يمكن أن يؤدي لنتائج لا تُحمد عقباها

وتزيد هذه الحالات المئة وستة عشر عن ضعف 51 حالة مماثلة سجلتها كوريا الجنوبية قبل أسبوع.

وكانت كوريا الجنوبية في فبراير الماضي ثاني دولة أكثر تضررا من الوباء بعد الصين لكنها تمكنت من احتواء انتشاره بفضل استراتيجية شاملة تستند على اجراء الكثير من الفحوصات.

وأجرت فحوصات على أكثر من نصف مليون شخص ما أتاح للسلطات تحديد كيفية انتشار الوباء وضبطه.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن أعلن الشهر الماضي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب منه شحنة فحوصات خلال اتصال هاتفي بينهما.

وستقلع طائرة شحن أميركية الثلاثاء من مطار إنتشون الكوري الجنوبي متوجهة إلى ولاية ماريلاند الأميركية وتنقل فحوصات مصنعة من قبل شركتين محليتين كما أوردت يونهاب نقلا عن مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية.

والشركتان الكوريتان الجنوبيتان هما ضمن ثلاثة مصنعين في البلاد تلقوا في الآونة الاخيرة إذنا مسبقا طارئا من السلطات يتيح تسويق الفحوصات في الولايات المتحدة بحسب يونهاب بدون أن توضح أسماء الشركات أو الكميات المعنية.

وأكدت ناطقة باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن شحنات الفحوصات ستغادر الثلاثاء لكنها رفضت إعطاء المزيد من التوضيحات.

وكان المصنع الكوري الجنوبي "اس دي بيونسنسور" أعلن الشهر الماضي أنه ينتج 350 ألف فحص في اليوم وأنه على وشك الانتقال إلى مليون فحص يومياً.

وسجلت كوريا الجنوبية نحو عشرة آلاف و500 حالة بكوفيد-19 وقد تماثل للشفاء نحو 70% من المرضى.

 وفي غضون ذلك، دعت قيادات الحكومة الكوريين الجنوبيين للاستمرار في اتباع الارشادات والقيود المفروضة على التجمعات العامة، لكنهم لمّحوا إلى أنه يمكن تخفيف هذه الإجراءات عما قريب.

ودعت كوريا الجنوبية السكان إلى الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي بشكل صارم حتى 19 أبريل على الأقل، لكن مع انخفاض حالات الإصابة الجديدة وتحسن الطقس، بدأ عدد متزايد من الناس يميلون لمخالفة تلك التعليمات.

وقال رئيس الوزراء تشونج سي-كيون، في اجتماع الاثنين، إن الحكومة ستبحث قريبا تخفيف التعليمات التي تطالب الناس بالتزام منازلهم وتجنب التجمعات الاجتماعية من أي نوع وعدم الخروج إلا لأسباب ضرورية فقط.

وقال "في وقت لاحق هذا الأسبوع، نعتزم مراجعة حملتنا المكثفة للتباعد الاجتماعي، التي نطبقها حتى الآن، ومناقشة ما إذا كنا سنتحول إلى إجراءات السلامة المعتادة".

وفرضت بعض الحكومات المحلية إجراءات أكثر صرامة شملت إغلاق الحانات والملاهي الليلية وحظر المظاهرات الكبيرة والحد من التجمعات الكنسية.

الاستراتيجية الشاملة لكوريا الجنوبية ساهمت في احتواء الوباء
الاستراتيجية الشاملة لكوريا الجنوبية ساهمت في احتواء الوباء

وحذر تشونج من أن البلاد لن تعود إلى الحياة كما كانت قبل تفشي المرض، حتى عندما يتم تخفيف القيود.

وقال "نحتاج إلى نهج حذر للغاية لأن أي تخفيف قبل الأوان للتباعد الاجتماعي يمكن أن يؤدي لنتائج لا تُحمد عقباها. علينا أن نفكر مليا بخصوص توقيت وكيفية الانتقال للنهج الجديد".

وقالت منظمة الصحة العالمية "نحن على علم بالتقارير عن أشخاص أظهرت الفحوص من نوع تفاعل البلمرة المتسلسل خلوهم من كوفيد-19، ثم بينت فحوص لاحقة بعد عدة أيام عودة الفايروس مجددا إليهم".

وذكرت المنظمة أنها تسعى لجمع مزيد من المعلومات بشأن تلك الحالات، ونصحت بجمع عينات من المتعافين بشكل منهجي حتى يتسنى فهم ما يجري في المراحل اللاحقة.

وكان تفشي العدوى في كنيسة في دايجو قد أسهم في زيادة حادة في عدد حالات الإصابة في كوريا الجنوبية اعتبارا من أواخر فبراير.

وأدى تفشي المرض في بادئ الأمر إلى زيادة الحالات المؤكدة حيث كانت تفوق بكثير أي مكان آخر خارج الصين، قبل أن تلتجئ البلاد إلى الاختبارات على نطاق واسع وتتخذ تدابير التباعد الاجتماعي لخفض الإصابات.