القمرات ثلاثية الأبعاد تغير أساليب القيادة التقليدية للسيارات

استخدام الشاشات المجسمة في مقصورة السيارات الذكية يمكنه أن يحسّن توقيت الاستجابة للتعليمات التي تظهر فجأة وتزيد من جودة تقدير العمق أثناء القيادة.
الأربعاء 2020/04/08
عالم من المتعة في قمرة القيادة

مع التقدّم المتسارع في ابتكار السيارات الحديثة، لم يعد هناك مجال للهدوء بين الشركات على الرغم ما تمر به الصناعة من أزمة غير مسبوقة بسبب وباء كورونا الذي أخمد نار المنافسة مؤقتا، فالكل يعمل كخلية النحل داخل مراكز التطوير لوضع مفاهيم مغايرة في عالم القيادة وخاصة الشاشات ثلاثية الأبعاد.

برلين- يعكف المطوّرون على اعتماد كافة الضوابط التكنولوجية الممكنة لإغواء عشاق السيارات الحديثة من خلال طرح العديد من الخيارات، التي تجعل من المركبة أكثر من مجرد وسيلة للتنقل.

وتتمحور تلك الضوابط حول الأدوار التي يمكن للسائقين القيام بها مستقبلا عندما تصبح المركبات أدوات تنقل ذكية، خاصة بعد أن بدأت التجهيزات الرقمية في كتابة فصل الختام للأزرار في قمرات القيادة.

ولكن الأمر تجاوز تلك النقطة على ما يبدو، حيث هناك اهتمام متزايد وخاصة من طرف الشركات المغذية لجعل الشاشات منسجمة مع التطور التقني ومريحة للسائقين على نحو أفضل.

وتظهر العديد من الدراسات أن استخدام الشاشات المجسمة في مقصورة السيارات الذكية يمكنه أن يحسّن توقيت الاستجابة للتعليمات التي تظهر فجأة، وتزيد من جودة تقدير العمق أثناء القيادة.

وآخر المنضمين إلى هذه القافلة، كونتينينتال، التي أزاحت النقاب عن شاشة رقمية للسيارات لعرض عداد السرعة وعداد لفّات المحرك بشكل ثلاثي الأبعاد، تتيح إدراك المعلومات بشكل أسرع من الشاشات التقليدية، ما يحدّ من تشتّت انتباه السائق.

وأوضحت الشركة الألمانية المغذية لصناعة السيارات أن استعمال الشاشة الجديدة لا يتطلب من قائد السيارة ارتداء نظارة خاصة لرؤية العرض ثلاثي الأبعاد. كما تشتمل الشاشة الرقمية أيضا على كاميرا لمراقبة قائد السيارة والتعرّف على مدى انتباهه ونشاطه.

ولم تكشف كونتينينتال عن موعد طرح أو أسعار الشاشة ثلاثية الأبعاد الجديدة، ولكنها أشارت إلى أن السيارة الفاخرة جينسيس جي.في 80 الجديدة، التي تنتجها مجموعة هيونداي الكورية الجنوبية ستكون أول سيارة يتم تجهيزها بالشاشة.

شاشة كونتينينتال ثلاثية الأبعاد تتيح إدراك المعلومات بشكل أسرع من نظيرتها العادية ما يحد من تشتت انتباه السائق
شاشة كونتينينتال ثلاثية الأبعاد تتيح إدراك المعلومات بشكل أسرع من نظيرتها العادية ما يحد من تشتت انتباه السائق

ويكشف هذا التطور أن تركيز المصنّعين بات ينصبّ أكثر من أي وقت مضى على تبسيط العرض التقديمي للسائقين في المركبات الذكية عبر تطوير قمرات قيادة ليست فقط خالية من الأزرار، بل افتراضية أيضا.

ويستهدف المطوّرون أن يكون التواصل البصري للسائقين بديهيا قدر المستطاع لاسيما في ظل التسابق نحو اعتماد إدخال الأوامر عن طريق الاستعمال اليدوي أو التحكم الصوتي.

وكانت هيونداي قد قالت العام الماضي أنّ لديها نموذجا مطوّرا من استخدام الشاشات، حيث كشفت عن قمرة قيادة افتراضية لديها شاشات حتى على عجلة القيادة.

وقالت الشركة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني حينها إن “قمرة القيادة الافتراضية، ستجعل الحياة أسهل لشريحة كبيرة من السائقين مستقبلا، وستتيح لهم مستوى أعلى من الأمان والرفاهية”

ومن خلال برنامج “مستقبل قمرة القيادة في السيارة”، قامت الشركة بتجهيز سيارتها آي 30 بمقود مزوّد بشاشتين لمسيتين بدلا من أزرار التحكّم.

وبإمكان السائق التحكّم فيهما بواسطة إصبعي الإبهام بهدف المزيد من ديناميكية التحكّم في وظائف السيارة، بالإضافة إلى رفع درجة سلامة القيادة بفضل الحدّ من تشتّت انتباه قائد السيارة.

وتعطي الشاشات استجابة لمسية لتشير إلى قائد السيارة استقبال النظام لضغطة الإصبع. وتقدّم كل واحدة من الشاشات خمسة أزرار افتراضية، يمكن من خلالها تخصيص الشاشة بحرية.

وبرّرت ريجينا كايزر كبيرة المهندسين في المركز الفني للشركة اختيار آي 30 للقيام بحقنها بالقمرة الافتراضية لإثبات أن الابتكارات لا تقتصر على السيارات ذات الفئة الأعلى، وأن هيونداي تعتزم إثبات أن الابتكارات يجب أن تكون قابلة للتحقيق لقاعدة واسعة من المستهلكين.

وهذه هي النسخة الرابعة لهيونداي، بعد أن عرضت الشركة نسختها الأولى في عام 2015، ولكن تم تغييرها بشكل هامشي منذ ذلك الحين.

ويؤكد المختصون أن شاشات اللمس المُثبتة على عجلة القيادة تعتبر فكرة جديدة، حيث باتت مجموعة الأدوات الرقمية الآن عبارة عن شاشات متعددة الطبقات توفر تأثيرا ثلاثي الأبعاد.

وكانت شركة بوش الألمانية قدّمت في الصيف الماضي شاشة ثلاثية الأبعاد للسيارات، وقالت إنها توفر ثأثيرا ثلاثي الأبعاد بشكل حقيقي بمساعدة تقنية ثري دي لا تحتاج إلى نظارات ثلاثية الأبعاد، وهو ما يتيح إدراكا أسرع للمعلومات المعروضة على الشاشة.

هناك اهتمام متزايد وخاصة من طرف الشركات المغذية لجعل الشاشات منسجمة مع التطور التقني ومريحة للسائقين على نحو أفضل

ويتم تكوين الصورة أمام زجاج الشاشة لتكون متاحة للرؤية من عدة زوايا مختلفة، ومن ثم يتم الانتباه للإرشادات التحذيرية بشكل أسرع، كما تقترب صور كاميرا الرجوع للخلف من الحقيقة بشكل أكبر، مع تسهيل التقديرات المكانية.

وبالإضافة إلى ذلك، تخدم الشاشة الجديدة أنظمة الملاحة، إذ يعمل عرض خط السير بشكل ثلاثي الأبعاد على تسهيل عملية التوجيه.

وباتت معظم السيارات الحديثة اليوم مزوّدة بالشاشات اللمسية، التي تحتوي على مرايا عرض مركزية أكبر يصل حجم بعضها إلى 15 بوصة كما هو الحال في موديل 3 الذي تنتجه شركة تسلا الأميركية.

وتعمل مجموعات أجهزة القياس على شاشة رقمية بدلا من العدادات التقليدية، لذلك يحرص المصنّعون على احترام قاعدة ضرورية حتى مع وجود التكنولوجيا في الموديلات الجديدة تتعلق أساسا بالعلامات الموجودة في مقصورة السيارة، والتي من دونها لا يمكن التكهن باحتياجات السيارة.

17