موقع أميركي يحدد بالذكاء الاصطناعي أفضل الأجوبة عن كورونا

سان فرانسيسكو – طور فريق من الباحثين بجامعة كورنيل الأميركية منظومة إلكترونية تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي من أجل التحقق بشكل آلي من صحة المزاعم التي تتواتر بشأن فايروس كورونا المستجد على شبكة الإنترنت.
وتحمل المنظومة الإلكترونية اسم “كورونا تشيك”، وقد تم إطلاقها فعليا في شهر مارس الماضي، وتم استخدامها أكثر من 9600 مرة.
وأفاد الموقع الإلكتروني لجامعة كورنيل بأن قاعدة بيانات منظومة “كورونا تشيك” التي تتوافر حاليا باللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، تتحقق من صحة المعلومات عن الفايروس المميت، من خلال مصادر موثوق بها، مثل منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
ويقول الباحث إيمانويل ترومر، أستاذ هندسة الكمبيوتر في جامعة كورنيل، في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني “تيك إكسبلور” المتخصص في مجال التكنولوجيا “هناك الكثير من المعلومات الخاطئة التي تنتشر على شبكة الإنترنت عن فايروس كورونا… وبعض هذه المزاعم الكاذبة لا تكون ضارة، ولكن البعض الآخر منها قد ينطوي على خطورة مثل الزعم بأن تناول الفضة يقضي على فايروس كورونا”.
وأضاف أنه “نظرا للكم الهائل من المعلومات الكاذبة عن فايروس كورونا على الإنترنت، ومعدلات إنتاج هذه المزاعم ونشرها على الشبكة الدولية، من المستحيل بالنسبة للبشر علاج هذه المشكلة عن طريق التحقق من صحة هذه البيانات بشكل يدوي”.
وعند الاستفسار عن صحة أي معلومة على الموقع الإلكتروني، تحدد منظومة الذكاء الاصطناعي أفضل مصدر للتأكد من صحتها استنادا إلى قاعدة البيانات المتاحة لديها، وحسب طبيعة الزعم الذي يتم الاستفسار عنه.
ويؤكد الباحثون أن المنظومة الجديدة يمكنها أن تحسن أدائها بمرور الوقت، حيث تستطيع التعرف على أنواع المزاعم الجديدة المختلفة بشأن الفايروس اعتمادا على استفسارات المستخدمين للموقع الإلكتروني.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها وسائل الإعلام وشركات الإنترنت لمكافحة الأخبار الزائفة المتعلقة بفايروس كورونا، إلا أن المزيد من هذه الأخبار ينتشر كالنار في الهشيم وبسرعة تواكب انتشار الفايروس نفسه.
حيث برزت بشكل كبير بعض المنصات التي تمتلئ بنظريات المؤامرة، والأخبار الكاذبة، والمعلومات العلمية المضللة، والهاكرز والمحتالين.
ووجد الباحثون في دراسة حديثة أن التقليل بنسبة 10 في المئة في كم النصائح الضارة المتداولة عن فايروس كورونا يحد من تفاقم تفشي المرض، وأن منع الناس من تداول تلك النصائح بنسبة 20 في المئة له نفس الأثر الإيجابي.
وفي تحليل لمدى تأثير المعلومات الخاطئة على انتشار الأمراض، قال علماء بجامعة إيست أنجليا “يو.إي.إي” البريطانية إن أي جهود تنجح في منع الناس من نشر أخبار كاذبة يمكن أن تسهم في إنقاذ أرواح.
وفي ما يتعلق بفايروس كورونا المستجد المنتشر في العالم قال بول هنتر، أستاذ الطب بجامعة يو.إي.إي وأحد قادة فريق البحث “هناك الكثير من التكهنات والمعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة على الإنترنت، عن كيفية نشوء الفايروس ومسبباته وكيفية انتشاره”.
وتابع قائلا “المعلومات المغلوطة تعني إمكانية انتشار النصائح الخاطئة بسرعة شديدة، وهي يمكن أن تغير السلوك البشري بما يفتح المجال أمام مخاطر أكبر”.