حمى أسواق النفط تبلغ ذروتها قبل أن تلوح فرص السيطرة

اجتماع مرتقب لمنظمة أوبك+ يفتح آمال خفض الإنتاج وكبح انفلات إغراق الأسواق.
الجمعة 2020/04/03
انتعاشة طفيفة في الأسعار

انتعشت أسعار النفط قليلا عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفيد باقتراب انفراج حرب الحصص السوقية بين الرياض وموسكو، مما بعث ارتياحا إلى الأسواق وقطع الطريق على كابوس تواصل الاختلال بين العرض والطلب فيها.

واشنطن -  شهدت أسعار النفط في الأسواق العالمية انتعاشة طفيفة مع تأكيد السعودية اعتزامها إعادة مفاوضاتها مع روسيا لوضع خطة جديدة لخفض الإنتاج وكبح انفلات إغراق الأسواق وتخفيف آثار تداعيات الوباء الذي يشكل وحده تحديا كبيرا.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس إنه “تحدث إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأنه يتوقع أن تخفض السعودية وروسيا إنتاج النفط بما يصل إلى 15 مليون برميل يوميا، حيث أبدى كلا البلدين استعداده لإبرام اتفاق”.

وكان ترامب قال بادئ الأمر إن الخفض سيبلغ حوالي عشرة ملايين برميل، ثم رفع الرقم في تغريدة لاحقة.

وكتب الرئيس الجمهوري على تويتر “إذا حدث (ذلك)، سيكون شيئا عظيما لصناعة النفط والغاز!”.

ولم يوضح ترامب إن كانت التخفيضات بالبرميل يوميا، لكن هذا هو التعبير الأكثر شيوعا عن العرض والطلب على النفط.

وهوت أسواق النفط في مارس مع احتدام صراع على الإنتاج بين السعودية وروسيا بالتزامن مع انحدار الطلب العالمي بسبب الإغلاق العام لاقتصادات عديدة في مواجهة جائحة فايروس كورونا.

ولم يذكر ترامب، المقرر أن يجتمع مع المدراء التنفيذيين لشركات النفط الأميركية اليوم الجمعة، أن هناك اتفاقا مؤكدا بين السعودية وروسيا لكنه قال إنه يتوقع خفضا وأن لديه “أملا”.

وسرعان ما جاء تأكيد السعودية التي دعت إلى عقد اجتماع طارئ لأوبك وروسيا ومنتجي نفط آخرين لتحقيق التوازن في سوق النفط التي تمر بحالة من الاضطراب منذ انهيار اتفاق بشأن تخفيضات الإنتاج وبدء الرياض ضخ خام إضافي في سوق مترعة بالمعروض.

دونالد ترامب: بوادر توافق مرتقب بين الرياض وموسكو على خفض الإنتاج
دونالد ترامب: بوادر توافق مرتقب بين الرياض وموسكو على خفض الإنتاج

ويعزز الإعلان الصادر عن السعودية ، والذي دفع أسعار النفط لصعود كبير يصل إلى 25 في المئة، المؤشرات المتنامية على أن الرياض وموسكو قد تكونان مستعدتين لإنهاء معركتهما على الحصص السوقية والتعاون من جديد.

وأضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أجرى محادثات مع قيادتي السعودية وروسيا، وأنه يعتقد أن البلدين سيبرمان اتفاقا لدعم الأسعار التي ما زالت، حتى بعد قفزة الخميس، دون نصف مستوياتها في بداية 2020 قبل أن تضرب أزمة فايروس كورونا بمعولها.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية السعودية أن الرياض دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة البلدان المصدرة للبترول والمنتجين الآخرين، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، قائلة إن الرياض تريد التوصل إلى اتفاق نفطي عادل لجلب الاستقرار إلى سوق الخام.

وفي وقت سابق، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده لا تعتزم زيادة إنتاجها النفطي.

ونقلت رويترز عن مصدر خليجي كبير مطلع على التفكير السعودي قوله “إن السعودية تدعم التعاون بين منتجي النفط لتحقيق الاستقرار بالسوق”.

وقال المصدر “الرياض لا تزال متمسكة بموقفها المرحب بالتعاون العادل بين جميع المنتجين لتجاوز الأزمة الحالية والدفع باتجاه استقرار السوق البترولية على أساس مبادئ العدالة والمساواة”.

وسبق أن خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا الإنتاج لأكثر من ثلاث سنوات لتدعيم الأسعار.

ولكن تلك الصفقة انتهت في مارس بعد عجز روسيا والسعودية عن التوصل إلى اتفاق على قيود إنتاج جديدة في الوقت الذي تفاقم فيه تفشي فايروس كورونا عالميا، ليقول السعوديون إنهم سيعززون إنتاج النفط إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. تسبب هذا مع الجائحة في تراجع الأسعار العالمية إلى حوالي 20 دولارا للبرميل، لتفقد أكثر من ثلثي قيمتها منذ بداية السنة.

وسيكون خفض الإنتاج بين عشرة ملايين و15 مليون برميل يوميا شبه مستحيل على دول أوبك وحدها، لكن الأيام القليلة الماضية شهدت تفكيرا في خفض الإنتاج من الجهة التنظيمية للقطاع في تكساس وضغوطا من شركات النفط على البيت الأبيض من أجل اتخاذ إجراء.

واقترح عضوان جمهوريان بمجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون لسحب القوات الأميركية من السعودية ردا على تحرك الرياض لإغراق العالم ببراميل الخام.

وسيمكن هذا الاتفاق المرتقب من تجنب كابوس قاتم بخصوص دفع الشركات المنتجة إلى حافة الإفلاس وضرب استقرار حكومات العديد من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول.

وسبق أن حذرت وكالة بلومبيرغ من أن شهر أبريل الحالي سيكون الأسوأ بالنسبة إلى الطلب العالمي على وقود الطائرات، في حال تواصلت حرب الأسعار.

وكانت مؤسسة “أف.ج.أي” للاستشارات قد توقعت تراجع استهلاك البنزين في الولايات المتحدة بنسبة 50 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي مع مواصلة تخمة المعروض إلى شهرها الثاني.

وتفيد المؤشرات بأن السعودية وروسيا أعربتا عن استعدادهما لتجنب التداعيات الأسوأ وخوض مفاوضات جديدة تضمن الاستقرار في الأسواق والمساواة في الحصص السوقية.

11