كيف أثر كورونا على الرؤساء والزعماء

لندن - لا تفرّق الأمراض بين وزير أو غيره، فالجميع يمكن أن يصاب بالعدوى ويصبح مجبرا على اتباع التدابير الصحية المشدّدة كي يضمن سلامته وسلامة المحيطين به.
وباء كورونا أو ما يصطلح على تسميته أيضا بـ"كوفيد-19" هدد حياة عدد من زعماء العالم، ففيهم من أجبر على الحجر الصحي لمدة 14 يوما لمجرد تواصله مع شخص مريض ومن بينهم أيضا من أعلن عن إصابته، وفيهم من اختار توعية الناس بطريقته.
اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتباع نظام جديد اذ "لم يعد يصافح أحدا"، وذلك بعدما تم الإعلان عن إصابة طبيب بارز بفايروس كورونا كان بوتين قد التقاه الأسبوع الماضي.
وقرر بوتين العمل عن بعد، بعد أن زار في الفترة الأخيرة مستشفى لعلاج المصابين مرتديا بدلة وقاية كاملة جعلته محلّ سخرية "افتراضية".
وأعلن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي أنّه يخضع بصورة منتظمة لفحوصات كورونا لمراقبة حالته الصحية.
وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن إصابته بالفايروس وظهور "أعراض طفيفة" عليه، مما استوجب بقاءه في الحجر الصحي إلى غاية شفاءه.
وغيّر جونسون الشعار الرسمي لصفحته في موقع تويتر، ليضيف هاشتاغ #StayHomeSaveLives، "ابق في المنزل تبقى حيّا" وصار يوظفها لنشر طريقة عمله من المنزل وتفاصيل الاجتماعات التي يعقدها مع أعضاء الحكومة وفيديوهات توجيهية لمتابعيه والبريطانيين بالأساس.
قبل ذلك بمدة قصيرة، أصيب الأمير تشارلز (71 عاما) ولي العهد البريطاني بفايروس كورونا المستجد مع عوارض خفيفة للمرض، كما أعلن مكتبه، مما اضطره للبقاء وحيدا ومغادرة والديه إلى قصر آخر.
وكان قصر موناكو في 19 مارس قد أعلن أن الأمير ألبير الثاني مصاب بفيروس كورونا المستجد، مؤكدا أن بمقدوره مواصلة العمل من مقرّه الخاص وأنّ “وضعه الصحي لا يدعو إلى القلق”.
واختار كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكست ميشال بارنييه (69 عاماً) أن يعلن بنفسه عن إصابته بفايروس كورونا، في مقطع فيديو على تويتر، لكنه قال إن صحته تدعو إلى الاطمئنان.
واضطر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لوضع نفسه في العزل المنزلي لمدة أسبوعين منذ 13 مارس الماضي، بعدما جاءت نتيجة فحوصات زوجته صوفي غريغوار ترودو إيجابية، وباشر مهامه الرئاسية عن بعد.
وفي ألمانيا، ورغم أن تصريحاتها حول الوباء قد أثارت هلع الألمان وشعوب أخرى أيضا، فقد اختارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن تدخل في حجر صحي إرادي بعدما زارت طبيبها الشخصي والتقته بعد فترة لتكتشف إصابته بالفايروس.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لميركل وهي تتبضّع لوحدها وتلتزم بإجراءات الوقاية، ليعلن رسميا عن عدم إصابتها بالمرض وتعود لممارسة حياتها الطبيعية.
أما ملك إسبانيا، فيليبى السادس، فلم يغادر القصر الملكي طيلة فترة الحظر الصحي المفروضة على البلد وصار يعقد جميع أنشطته عبر الفيديو كأغلب رؤساء الدول.
وفي تصرف مختلف أصر رئيس حكومة إيطاليا، جوزيبى كونتى، على العمل من مكتبه، وذلك رغم حالة الطوارئ التي تم فرضها في البلاد بسبب تفشي فايروس كورونا.
وسجّلت إيطاليا وفاة أكثر من 13 ألف شخص بالفايروس وإصابة حوالي 110 ألف شخص، ومددت الحكومة مبدئيا اجراءات العزل الكلي والتي تشل الاقتصاد حتى منتصف أبريل الجاري.
وحذر خبراء من أن ثالث اقتصاد في منطقة اليورو سيشهد أسوأ انكماش منذ عقود (-6% في 2020) إذا استمر العزل حتى مايو.
فيما جعل الحجر الصحي رئيس النمسا، ألكسندر فان ديربيلن، نشطًا على حسابه الرسمي بموقع تويتر، اذ ينشر كل تفاصيل العمل من المنزل ويشكر في كل مرة "كل من يعمل في النمسا من المنزل، بما في ذلك فان ديربيلن كرئيس اتحادي".
أما بعض النساء الفاعلات في المجال السياسي، فقد اخترن الحفاظ على أناقتهن حتى خلال الحجر الصحي والوقاية من الوباء.
وفي لفتة أنيقة وغريبة لاقت انتقادات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، اختارت رئيسة سلوفاكيا، سوزانا كابوتوفا، البالغة من العمر 46 عاماً أن تجمع بين الوقاية والأناقة في إطلالاتها الأخيرة. فقد ظهرت بأكثر من مناسبة رسميّة مهتمة بوضع الكمامة الواقية وحرصت على تنسيقها مع لون أزيائها.
وظهرت سوزانا لأول مرة بالكمامة الطبيّة في القصر الجمهوري في منتصف شهر مارس الماضي بهدف حماية نفسها وتوعية الناس إلى أهمية اعتماد هذا "الإكسسوار" الوقائي.
واختارت بعد ذلك الظهور بثوب باللون الأحمر الداكن وبكمّامة صُنعت خصيصاً من لونه، لتتعرض انتقادات لاذعة.
هذا المظهر الجمالي اتبعته الملكة ليتيزيا التي اختارت أن ترتدي كمامات للوقاية بألوان فساتينها كي لا تتخلى عن أناقتها المعتادة، وذلك بعد قضاء الحجر الصحي لشكوك بإصابتها.
وفي سياق متّصل، أعلنت الناشطة البيئية غريتا تونبرغ، التي تحارب من أجل البيئة والمناخ، أنها مصابة "على الأرجح" بالفايروس بعدما شعرت طيلة عشرة أيام بعدة عوارض عند عودتها من أوروبا الوسطى. والتجأت إلى عزل نفسها مع والدها.