مؤتمر صحافي يومي لترامب حول كورونا مناسبة لمهاجمة الإعلام

واشنطن - اقتبس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمره الصحافي الأحد، جملة من مقال في صحيفة نيويورك تايمز التي تعتبر ألد أعدائه، تقول أنه “يحقق نجاحا ساحقا في نسب المشاهدة”، دون أن يكمل بقيتها، بهدف تسجيل نقطة على ما أسماه “الإعلام العاجز”.
وتقول العبارة كاملة في مقال الصحيفة، إن ترامب حقق نجاحا ساحقا بالنسبة إلى نسب المشاهدة، لكن “بعض الصحافيين وخبراء الصحة العامة يقولون إن ذلك قد يكون أمرا خطيرا”.
وتابعت الصحيفة أن الرئيس ترامب “كرر معلومات وصفها أطباء ومسؤولون في الصحة العامة بأنها سيئة ومضللة أو خاطئة تماما”.
وتجاهل ترامب هذه التعليقات وركز فقط على أرقام معدلات المشاهدة لمؤتمراته التي توازي مباريات كرة القدم الأميركية التي تبث ليلة الاثنين أو الحلقة الأخيرة من المسلسل الناجح “ذا باتشيلر”.
وتباهى على تويتر الأحد بنسب المشاهدة المرتفعة لمؤتمره الصحافي اليومي حول فايروس كورونا المستجد الذي يجتاح الولايات المتحدة. وقال “لأن نسب مشاهدة مؤتمراتي الصحافية مرتفعة جدا (…) فإن الإعلام العاجز ينتابه الجنون”.
وتابع هجومه على وسائل الإعلام قائلا “الإعلام العاجز يريدنا أن نفشل”، مؤكدا أن “هذا لن يحدث أبدا”.
ويعقد ترامب مؤتمرات صحافية مطولة يوميا الساعة الخامسة مساء في البيت الأبيض حول مواجهة إدارته لفايروس كورونا ويشاركه فيها نائبه مايك بنس وكبار الخبراء. وفي البداية كانت معظم قنوات التلفزيون الكبرى تنقل المؤتمر مباشرة بشكل كامل، لكن بدأ بعضها بالتخلي عن ذلك بسبب “التضليل” وفق ما قالت راشيل مادو من قناة “أم.أس.أن.بي.سي”.
لكن قناة “فوكس نيوز” تابعت بث المؤتمر بكامله، فيما عمدت قنوات أخرى مثل “سي.أن.أن” إلى قطع البث قبل أن يغادر ترامب المنصة.
ولم يخلو المؤتمر الصحافي من مناوشات بين ترامب ومراسلي وسائل الإعلام المشاركة، فقد أحرج الرئيس، الصحافية ياميشي ألسندور من تلفزيون “بي.بي.أس”، عندما سألته عن الأسباب التي جعلته يقول خلال مقابلة مع “فوكس نيوز” إن حكام الولايات يبالغون في أعداد الإصابات بفايروس كورونا المستجد، ويطلبون أكثر مما يحتاجون إليه من معدات. وقاطع ترامب الصحافية، معربا عن امتعاضه من سؤالها، وقال لها: “لماذا أنتم لا تتحركون وتقومون ولو بالقليل من العمل الإيجابي، فأنتم ليس لديكم هدف سوى النيل مني دائماً”.
وتابع: “أتعرفين.. نظراً لعدم قيامكم بأي شيء إيجابي فإن أحدا لا يثق بوسائل الإعلام بالمطلق”.
وعندما أرادت الصحافية إلقاء سؤال ثان على ترامب، رفض تلقي سؤالها قائلا بأن هناك الكثير من المراسلين في القاعة ويجب أن يحصل كل منهم على فرصة التحدث، وطالب أن يتم انتزاع المايكروفون منها: “كوني لطيفة، لا تهددي”. وفي وقت سابق من الشهر الحال، قال ترامب فى تغريدة “نيويورك تايمز تمثل إحراجا للصحافة، لقد كانت نسختها الورقية ميتة قبل دخولي السياسة، وسوف تكون ميتة بعد أن أغادر البيت الأبيض، وهو الذي سيكون خلال 5 سنوات، وسائل الإعلام المزيفة هي عدو الشعب!”