نتنياهو وغانتس يقتربان من تشكيل حكومة وحدة طارئة

تل أبيب - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وخصمه السابق بيني غانتس أنهما حققا "تقدما مهما" في المحادثات الرامية إلى اتفاق نهائي لتشكيل حكومة وحدة طارئة، وأكدا أنهما سيعقدان اجتماعا "للتوصل إلى اتفاق نهائي".
وقال حزب الليكود بزعامة نتنياهو وتحالف "أزرق أبيض" الذي يقوده غانتس في بيان مشترك إنها اجريا محادثات طوال ليل السبت الأحد "بهدف تشكيل حكومة طوارئ وطنية للتعامل مع أزمة فايروس كورونا وغيرها من التحديات التي تواجه إسرائيل".
وأضاف البيان "تم إحراز تقدم مهم خلال الاجتماع وسيعقد اجتماع آخر خلال اليوم للتوصل إلى اتفاق نهائي".
وأوردت القناة "12" الخاصة، إن نتنياهو وغانتس، باتا بعد الاجتماع قريبين من التوقيع على اتفاق تشكيل الائتلاف الحكومي بعد أكثر من عام على "شلل سياسي" تشهده إسرائيل.
إلا أنها لفتت إلى أنه لم يتم الانتهاء من التفاصيل النهائية بعد.
ويريد حزب غانتس، الحصول على حقيبة الصحة، في ظل تفشي فايروس كورونا، فيما يرفض الوزير الحالي الحاخام "يعقوب ليتسمان" زعيم حزب "يهدوت هتوراه" الديني بشدة التنازل عن المنصب.
وبحسب المصدر ذاته، فإن اختلافا يدور أيضا حول حقيبة العدل، التي يتولاها حاليا أمير أوحانا من حزب الليكود بقيادة نتنياهو، حيث يريد حزب غانتس الحصول على المنصب وهو ما يرفضه الليكود.
وكلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، في وقت سابق بيني غانتس تشكيل الحكومة بعد الانتخابات التي جرت في من مارس وكانت الثالثة خلال أقل من عام.
وأطاحت القوى المناهضة لنتنياهو المنقسمة برئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) يولي إدلشتاين، المقرب من رئيس الوزراء والعضو في الليكود. وانتخب غانتس الخميس رئيسا للكنيست ما أدى إلى انقسام تحالفه.
ودعا كل من رئيس الأركان السابق بيني غانتس ونتنياهو إلى تشكيل حكومة وحدة لمكافحة انتشار وباء كوفيد-19، خصوصا في ظل غياب ضمانات بأن غانتس سيتمكن من تشكيل الحكومة.
وأحصت إسرائيل حوالي أربعة آلاف إصابة و13 وفاة بفيروس كورونا المستجد.
ولا تتوفر بعد معلومات رسمية حول الحكومة المستقبلية، لكن نتنياهو كان قد اقترح في وقت سابق التناوب على منصب رئيس الوزراء، على أن يترأسه هو أولا لمدة 18 شهرا.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، من المتوقع في إطار الاتفاق أن يدعم حزب غانتس في الكنيست، سن قانون يسمح لنتنياهو بتولي منصب نائب رئيس الوزراء (خلال الـ 18 شهرا الثانية) وعضوا في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، رغم تقديم لائحة اتهام ضده، وهي الخطوة التي لا يجيزها القانون الإسرائيلي حاليا.
والخميس، فجّر غانتس زلزالا سياسيا في إسرائيل، بعد انتخابه بدعم كتلة اليمين رئيسا مؤقتا للكنيست، وإعلان عزمه الدخول في حكومة وحدة مع نتنياهو، وهي الخطوة التي أدت إلى تفكك تحالف "أزرق- أبيض" بقيادته، بعد انسحاب حزبي "هناك مستقبل" بقيادة يائير لابيد، و"تيلم" بزعامة موشيه يعالون، واتهام غانتس بـ "خيانة" معسكره ووعوده الانتخابية، بعدم الدخول في حكومة مع نتنياهو بل وإنهاء عهده السياسي.
ويبدو أن نتنياهو استغل أزمة هذا الوباء للعمل على تشكيل حكومة طارئة يكون شريكا فيها مع غريمه السياسي غانتس لتفادي مساعي ملاحقته قضائيا بتهم فساد مالي.
ويواجه نتنياهو الذي يشغل منصب رئيس الحكومة منذ 2009 تهما بالفساد، ينفيها.
وأدى تفشي وباء كوفيد-19 في إسرائيل، إلى تأجيل محاكمته التي كانت مقررة في 17 مارس الجاري.