من المبكر تأبين النفط مع انخفاض الأسعار وتفاقم ضرر كورونا

استهلاك العالم سيصل إلى 105 ملايين برميل يوميا بحلول 2030.
السبت 2020/03/28
العالم مازال بحاجة إلى الذهب الأسود

لندن - حذر خبراء اقتصاديون من الإفراط المبالغ فيه بشأن تراجع حاجة العالم إلى النفط، مع تدني الأسعار بشكل كبير وتصاعد تأثيرات انتشار فايروس كورونا على الاقتصاد العالمي.

وأجمعوا في تحليلات متفرقة على أنه من المبكر تأبين النفط. مُذكّرين بأنه لا زال يمثل أهمية بالغة للاقتصاد العالمي، من دون أن تتراجع أهميته على مدار الأعوام العشرة القادمة وما وراءها. ومستبعدين في الوقت نفسه أن تكون قد اقتربت نهاية استخدام النفط على الرغم من القلق المتصاعد بسبب الوقود الأحفوري والتغير المناخي، والحديث المتزايد حول مستقبل العالم بعد انتهاء مرحلة الكربون.

ويستهلك العالم يوميا حوالي 97 مليون برميل من النفط، ووفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية فإن استهلاك العالم من النفط سوف يصل إلى 105 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2030.

واستبعد أفشين مولافي أحد كبار الزملاء في معهد السياسة الخارجية بكُلِيّة جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، أن تصل أعمار أحد من البشر الأحياء إلى اليوم الذي يعلن فيه انتهاء حاجتنا إلى النفط، مشيرا إلى أن هذا اليوم سوف يأتي لكن ربما بعد زمن طويل.

وقال نائب وزير الطاقة الروسي بافيل سوروكين إن انخفاض إمدادات النفط ربما يؤدي إلى توازن السوق العالمية في غضون عام أو نحو ذلك، بينما تجب مراقبة الطلب الذي تضرر بفعل جائحة كورونا.

أفشين مولافي: لن نلحق على اليوم الذي يعلن فيه عن انتهاء حاجتنا للنفط
أفشين مولافي: لن نلحق على اليوم الذي يعلن فيه عن انتهاء حاجتنا للنفط

وأبلغ سوروكين منتدى فالداي للحوار، وهو مؤتمر اقتصادي عُقد عبر الإنترنت الجمعة، بقوله “السوق ربما تتوازن سريعا جدا، لكن ليس في شهر أو اثنين، ما زال ذلك سيستغرق عاما أو أكثر”.

وهبطت أسعار النفط بسبب وفرة المعروض وتراجع الطلب بسبب تفشي فايروس كورونا. ووصلت إلى أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من عشرين عاما، وأصبح سعر برميل خام برنت 25 دولارا للبرميل.

وقالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (أسكوا) إن الدول العربية تخسر نحو 550 مليون دولار يوميا نتيجة تراجع أسعار النفط، وأن أزمة الفايروس قد تؤدي إلى خسارة 1.7 مليون وظيفة هذا العام.

مع ذلك يُذكّر الخبراء اليوم بمرحلة وصول أسعار النفط  إلى 165 دولارا، مشيرين إلى أن هناك أكثر من الحنين إلى أيام الوفرة بالنسبة إلى رواد صناعة النفط والمنتجين بمنطقة الشرق الأوسط بعد هذا الانهيار الدراماتيكي لأسعار النفط الخام.

ويستبعدون أن تصل الأسعار أكثر من مئة دولار، لكن ذلك لا يعني أن الحاجة انتفت إليه، وسيبقى النفط عنصرا يتمتع بالأهمية، لأن هناك 40 في المئة من برميل النفط الواحد تذهب إلى إنتاج وقود السيارات، وباقي برميل النفط يُستخدم في أغراض مثل تموين الطائرات وصناعة البلاستيك والبتروكيماويات التي تعُدّ عنصرا حيويا في صناعة الأسمدة التي نحتاجها لإنتاج المحاصيل وإطعام سكان كوكب الأرض البالغ عددهم 7.7 مليار نسمة.

ويرى أفشين مولافي مؤسِّس “نيو سيلك رود مونيتور”، والذي يرأس تحريرها، أن النفط سيظل يلعب دورا محوريا بالنسبة إلى الاقتصاد الدولي خلال حقبة ما بعد العام 2040. حتى لو توقفت عملية الزيادة على الطلب بحلول العام 2030 وما بعده كما تشير التوقعات.

وحمل مولافي أخبارا سارة لمنتجي النفط في الشرق الأوسط وروسيا والولايات المتحدة، في مقال له بعنوان “أسعار النفط قد هبطت، لكن العالم لا يزال يحتاج للنفط لعقود قادمة” بموقع سنديكيشن بيورو للرأي.

وقال لا يدرك أصحاب النظريات المتبنية مبدأ “انتهاء حقبة النفط” إن أسواق النفط ستعود للاستقرار في النهاية، وهذا كان عهدها دائما، وسيتم السيطرة على فايروس كورونا وسيعود الطلب على النفط إلى الارتفاع مجددا، وسواء حدث هذا الأمر في العام 2020 أو 2021.

وتوقّع روبن ميلز المحلل في مجال النفط في دبي أن تمر الأسواق بفترة من الزمن قبل عودة سعر النفط ليتراوح بين 60 و80 دولارا للبرميل. ويشارك ميلز هذا الرأي العديد من الخبراء من أن سوق النفط مستمر في طريقه بثبات، من دون أن يعبأ بالضجيج الذي يثيره المنتقدون، وسيظل داعما للاقتصاد المعاصر على الأقل خلال العقدين القادمين.

1