إجراءات إيرانية متأخرة تعقّد مهمة كبح جماح كورونا

الحكومة الإيرانية ترفض اتخاذ تدابير عاجلة لوقف تفشي وباء كورونا ما كبدها خسائر فادحة في الأرواح وتسبب في شلل قطاعات حيوية على خلاف ما كانت تعتقد.
الخميس 2020/03/26
خطوة متأخرة

طهران- اتخذت إيران الأربعاء حزمة من القرارات تهدف إلى وقف تفشي وباء كورونا، في خطوة يصفها مراقبون بالمتأخرة خاصة بعد أن اجتاح كوفيد – 19 جميع المحافظات والمدن الإيرانية.

وقررت السلطات منع التنقل بين المدن اعتبارا من الخميس أو الجمعة بهدف تطويق تفشي كورونا الذي أودى حتى الآن بحياة المئات من ضمنهم مسؤولون في الحكومة والحرس الثوري. وإيران هي إحدى أكثر الدول تضررا من وباء كورونا في العالم بعد كل من الصين وإيطاليا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي عبر حسابه على تويتر وتطبيق تلغرام “عمليات السفر الجديدة ستمنع الخروج من المدن” وذلك عقب تأكيد الرئيس حسن روحاني أن “إجراءات صعبة” على السكان سيجري تطبيقها قريبا.

وترفض الحكومة الإيرانية حتى الآن فرض تدابير عزل أو حجر على غرار العديد من الدول الأخرى، مؤكدة أن ذلك من شأنه التسبب في كارثة لاقتصادها الذي يواجه العديد من الصعوبات جراء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة.

143 حالة وفاة إضافية جراء كوفيد – 19 سجلتها إيران الأربعاء ما يرفع الحصيلة إلى 2077 حالة

ولكن تأخرها في اتخاذ هذه التدابير كبدها خسائر فادحة في الأرواح وتسبب أيضا في شلل قطاعات حيوية على خلاف ما كانت تعتقد.

ويتزامن قرار المنع الجديد مع العطلة المدرسية بمناسبة رأس السنة الإيرانية، وجاء في وقت يقضي فيه الملايين إجازتهم خارج المحافظات التي يسكنون فيها، إلا أن السلطات لم تحدد موعدا واضحا لدخول التدبير حيز التنفيذ.

وقال ربيعي “على الناس العودة فورا إلى مدنهم”، مشيرا إلى أنه ستتم معاقبة من يخرق هذا الإجراء بـ”غرامات مالية”، ومؤكدا أن قوات الأمن “ستمنع بطبيعة الحال” التحرك بين المدن.

وأضاف المسؤول الإيراني أنه سيتم الحد جزئيا من العمل في جميع المجالات المهنية والحساسة حتى 3 أبريل المقبل. ونقلت عنه وكالة تسنيم قوله إنه “لا يوجد أي نقص في المواد التي يحتاجها الشعب لقضاء يومه حيث تتوفر هذه المواد في متاجر بيع المواد الغذائية وغيرها والتي ستبقى قائمة على رأس عملها على مدار الساعة“.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أنه سيتم إغلاق جميع الحدائق وأماكن الاصطياف وأماكن الاكتظاظ السكاني والتجمعات، مشددا على “ضرورة تعاون ومشاركة جميع أفراد المجتمع والتزامهم بقرارات وزارة الصحة والهيئات المتخصصة لضمان سلامة الجميع ولتخطي هذه المحنة“.

وخلافا للواقع على الأرض وفي تناقض صارخ مع الأرقام المعلنة لعدد الوفيات والإصابات بوباء كورونا، قال ربيعي إن بلاده نجحت في السيطرة على الموجة الأولى من انتشار الفايروس، إلا أنه لم يستبعد أن تتعرض إيران لموجة انتشار ثانية.

ونقلت الوكالة الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وزير الداخلية عبدالرضا رجماني فضلي قوله إن “الدخول والخروج من المدن سيخضعان لمراقبة أشد ولذلك نحض الناس على التعاون أكثر مع السلطات اعتبارا من الخميس أو الجمعة حين يدخل هذا المشروع حيز التنفيذ“.

تناقض صارخ مع الأرقام المعلنة لعدد الوفيات والإصابات بوباء كورونا
تناقض صارخ مع الأرقام المعلنة لعدد الوفيات والإصابات بوباء كورونا

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية الأربعاء عن 143 حالة وفاة إضافية جراء كوفيد – 19 ما يرفع الحصيلة الرسمية إلى 2077 حالة وفاة في البلاد. وأفاد المتحدث باسم الوزارة كيانوش جهانبور خلال مؤتمر صحافي “أحصى زملاؤنا 2206 حالات إصابة جديدة بمرض كوفيد 19” خلال 24 ساعة.

ويرفع ذلك عدد الإصابات الإجمالية، وفق الأرقام الرسمية، إلى 27017 حالة منذ بدء تفشي الوباء في إيران، إحدى أكثر الدول تضررا من الفايروس في العالم إلى جانب إسبانيا وإيطاليا والصين.

وتابع جهانبور متحدثا عن الإجراءات الجديدة “سيتم تجنب أي تحرك غير ضروري…خصوصا بين المدن”، مضيفا “ستفرض قيود ذات نهج قائم على المشاركة الاجتماعية مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الأساسية للسكان”، وموضحا “هذا تماما ما نطلق عليه المرحلة الثالثة من الحجر“.

وتأتي هذه الإجراءات بينما اكتفت السلطات في السابق بحض المواطنين على البقاء في بيوتهم “قدر الإمكان” متجاهلة بذلك نداءات المعارضة وبعض النواب في البرلمان الإيراني الذين طالبوا بحجر صحي عام.

5