بومبيو يبحث في كابول مستجدات المصالحة الأفغانية

مراقبون: الغرض من زيارة بومبيو إلى كابول هو محاولة التوسط لإيجاد حل بين الرئيس الأفغاني أشرف غني وخصمه السياسي عبدالله عبدالله.
الاثنين 2020/03/23
مساع أميركية لإنقاذ الاتفاق التاريخي

كابول ـ بحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الإثنين، مع الرئيس الأفغاني أشرف غني مستجدات المصالحة الأفغانية والوضع الأمني والسياسي في أفغانستان.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي، في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر إن الرئيس الأفغاني التقى بوزير الخارجية الأميركي، وتباحث معه بشأن مستجدات المصالحة والخطوات المستقبلية بشأنها، والإجماع على مستوى المنطقة بشأنها.

وأشار إلى أن الطرفين ناقشا أيضا خلال اللقاء الوضع السياسي والأمني في أفغانستان.

ووصل وزير الخارجية الأميركي الاثنين إلى أفغانستان في زيارة لم يعلن عنها مسبقا للمساعدة في إنقاذ اتفاق تاريخي وقعته واشنطن مع حركة طالبان في نهاية فبراير وتعرقله الخلافات السياسية وأعمال العنف.

وتأتي الزيارة غداة أول جلسة محادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان حول تبادل الأسرى والسجناء وهي خطوة رئيسية في مسعى أوسع لإحلال السلام إثر اتفاق وقعته واشنطن مع المتمردين الشهر الماضي.

ويُنظر إلى هذه المحادثات على أنها خطوة حاسمة في اتفاق السلام، الذي تم التفاوض عليه ويسمح لواشنطن بإعادة قواتها وإعطاء الأفغان أفضل فرصة للسلام.

وزار بومبيو الرئيس الأفغاني أشرف غني في قصره قبل الاجتماع مع خصمه السياسي عبدالله عبدالله ويقول كلاهما إنه الرئيس الشرعي للبلاد بعد انتخابات متنازع على نتيجتها في سبتمبر.

وعرقل موقفهما تشكيل فريق تفاوض لتمثيل الحكومة الأفغانية في محادثات مزمعة مع طالبان.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية إن الغرض من زيارة بومبيو هو محاولة التوسط في حل بين الرجلين. ومن المقرر أن يعقد اجتماعات مع الاثنين معا في وقت لاحق.

وقال المسؤول "الخوف من أنه إذا لم تحل هذه الأزمة... قريبا، فقد يؤثر هذا على عملية السلام. اتفاقنا مع طالبان يمكن أن يتعرض للخطر".

وأضاف أنه من غير الواضح إذا كان سيتم التوصل لحل خلال الزيارة التي تستغرق يوما واحدا.

ولم تكن الحكومة الأفغانية طرفا في الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان الذي وقع في الدوحة في 29 فبراير لكن الاتفاق يهدف إلى تمهيد الطريق أمام طالبان للتفاوض مع الحكومة الأفغانية وشمل اتفاقا بانسحاب القوات الأجنبية سينهي عمليا أطول حرب شاركت فيها الولايات المتحدة.

لكن المفاوضات الرسمية لم تبدأ بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان وساهم في ذلك الخلاف بشأن إطلاق سراح سجناء والنزاع بين غني وعبدالله.

وناشد المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد الجانبين الأسبوع الماضي التحرك سريعا لإطلاق سراح السجناء وهو شرط حددته طالبان لبدء المحادثات.

وأضاف أن انتشار فايروس كورونا زاد ضرورة الإفراج عن السجناء.

ومع بلوغ عدد حالات الإصابة في أفغانستان 40 حالة تتنامى المخاوف من أن آلاف العائدين إلى ديارهم يوميا من إيران المجاورة ربما يساهمون في زيادة انتشار الفايروس في دولة تهالكت فيها أنظمة الصحة العامة بسبب سنوات الحرب.

وقال مسؤولون إن طالبان والحكومة الأفغانية عقدتا اجتماعا عبر تطبيق سكايب الأحد لبحث الإفراج عن السجناء.

وتطالب طالبان بالإفراج عن كل سجنائها البالغ عددهم خمسة آلاف قبل أي مفاوضات.

وتتوجس الحكومة الأفغانية من عدم التوصل لاتفاق سلام مع طالبان مع بدء سحب القوات الأميركية من كابول ما قد يطيح بها أو تسقط البلاد مجددا في مربع العنف.