واشنطن تتجنب لغة التهديد في حث طالبان على خفض العنف

كابول – قال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، إن مستوى عنف حركة طالبان في أفغانستان لا يزال مرتفعا، مبيناً أنهم ينتظرون منها تقليص هذا العنف.
وأكد في تصريحات صحافية، الخميس، على ضرورة انطلاق المباحثات الأولية في أقرب وقت، بين ممثلي حركة طالبان والحكومة الأفغانية، من أجل بدء مباحثات السلام بين الطرفين.
وأشار إلى أن الحكومة الأفغانية أكملت استعداداتها في هذا الخصوص.
وتابع المبعوث الأميركي أن “مستوى عنف طالبان لا يزال مرتفعاً، وننتظر منها تقليص هذا العنف من أجل تبادل الأسرى دون مشاكل، وإحراز التقدم في عملية السلام”.
وأوضح أن تبادل أسرى طالبان سيكون وفق اللائحة المقدمة من قبل الحركة.
والأربعاء أعلن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، قرار إخلاء سبيل عناصر حركة طالبان المعتقلين لدى بلاده، في إطار اتفاق السلام المبرم بين واشنطن وطالبان.
وفي 29 فبراير الماضي، شهدت العاصمة القطرية الدوحة اتفاقا بين الولايات المتحدة وطالبان يمهد الطريق وفق جدول زمني لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان على نحو تدريجي.
ونص الاتفاق على تخفيض عدد القوات من نحو 13 ألفا إلى 8 آلاف و600 عسكري في غضون 135 يوما.
كما نص أيضا على إطلاق سراح ما يصل إلى 5 آلاف من سجناء طالبان، مقابل ما يصل إلى ألف أسير من الحكومة الأفغانية بحلول 10 مارس الجاري.
وبالتوازي مع تصريحات خليل زاد قال الجنرال كينيث ماكينزي، من مشاة البحرية، الذي يرأس القيادة المركزية للجيش الأميركي الخميس إن حركة طالبان يتعين عليها أن تقلص بشكل كبير عدد الهجمات التي تنفذها، بعد الاتفاق الذي وقعته مع الولايات المتحدة هذا الشهر.
وقال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي خلال جلسة في مجلس الشيوخ “لن أعتبر ما تقوم به طالبان متسقا مع أي مسار للمضي قدما نحو اتفاق نهائي مع حكومة أفغانستان الراهنة”.
وتأتي تصريحات المسؤولين الأميركيين في وقت رفضت فيه حركة طالبان خطة الرئيس الأفغاني أشرف غني للإفراج المشروط عن سجنائها، وذلك من خلال إطلاق سراحهم عبر دفعات.
وقالت الحركة المتشددة إن خطة غني تنتهك بشكل واضح الاتفاق الذي أبرمه المتمردون مع الولايات المتحدة، وأنها لن تجري محادثات مع الحكومة الأفغانية قبل الإفراج عن جميع السجناء البالغ عددهم خمسة آلاف.
وبدأت الولايات المتحدة بسحب قواتها من البلد الذي غزته منذ 18 عاما، وسط توجّس من عودة قوية للعنف بسبب خلافات طالبان وحكومة أشرف غني من ناحية وتجاذبات الخصمين اللدودين غني وعبدالله عبدالله من ناحية أخرى.
وتعهدت طالبان ببدء محادثات مع الحكومة في إطار اتفاق الدوحة لكنها تقول إن إفراج الحكومة عن سجنائها في دفعة واحدة كان جزءا من الاتفاق.
وقال سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان، من الدوحة “لم نوافق قط على أيّ إفراج مشروط عن السجناء”. وأضاف “إذا زعم أحد ذلك، فإنه سيكون ضد اتفاق السلام الذي وقعناه في الـ29 من فبراير”.
وأهم عناصر اتفاق الانسحاب الأميركي تعهد طالبان بأنها لن تدع الإرهابيين يستغلون أفغانستان لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها.