وقف إطلاق النار في إدلب يحدّ من خسائر أردوغان

أنقرة تسرّع الخطى للانتهاء من تفاصيل وقف إطلاق النار مع الجانب الروسي في إدلب.
الجمعة 2020/03/13
ورطة تركيا في إدلب

أنقرة - يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من وراء اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا إلى التهدئة للحدّ من نزيف خسائره وإخفاقاته العسكرية والسياسية شمال سوريا.

وقالت وزارة الدفاع التركية إنها أحرزت تقدما كبيرا في الاتفاق على تفاصيل وقف إطلاق النار في إدلب مع الجانب الروسي.

وتدفع أنقرة باتجاه التوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق تام لإطلاق النار في مفاوضات مع موسكو، بعد خيبة أمل تركية من إمكانية الحصول على أيّ دعم أميركي.

كما تفاقمت عزلة النظام التركي بعد اصطدام أردوغان بموقف أوروبي صلب يرفض التورط في الجبهة السورية رغم الضغط التركي المتواصل من خلال التلويح بورقة اللاجئين السوريين المتكدسين على الحدود اليونانية في وجه الناتو والبلدان الأوروبية.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، إن مسؤولين أتراكا وروسا توصلوا بدرجة كبيرة لاتفاق بشأن تفاصيل وقف إطلاق نار في منطقة إدلب السورية خلال محادثات في أنقرة.

وكان البلدان قد اتفقا، الأسبوع الماضي، على وقف لإطلاق النار يهدف لمنع تصعيد العنف في إدلب، ووصل وفد روسي إلى أنقرة هذا الأسبوع لمناقشة التفاصيل التي تشمل ممرا أمنيا ودوريات مشتركة على الطريق "إم – 4" الاستراتيجي.

وقال أكار إن المحادثات مع الروس لا تزال مستمرة، مضيفا أن جميع القوات التركية في إدلب ما زالت في مواقعها.

ولوّح الوزير التركي بأن بلاده ستواصل هجومها العسكري في إدلب إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، في خطوة للتغطية على حجم الفشل الذي مني به النظام التركي في جبهة إدلب.

أنقرة ترضخ لشروط موسكو
أنقرة ترضخ لشروط موسكو

وفي السياق ذاته، قال أردوغان أمس الأربعاء إن تركيا لن تتخاذل عن القيام بعمل عسكري أقوى في إدلب في حالة انتهاك وقف إطلاق النار.

وبموجب الاتفاق، ستقوم قوات تركية وروسية بدوريات مشتركة على طول الطريق السريع إم4 الرابط بين شرق سوريا وغربها، وإقامة ممر أمني على جانبيه.

ووجد النظام التركي نفسه مجبرا على الرضوخ للشروط الروسية والمضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار بعد فقدان هامش المناورة وانسداد جميع الطرق أمام أردوغان لتحقيق انفراجة سياسية بعد توريطه لأنقرة في المستنقع السوري.

وأجج الرئيس التركي من جديد أزمة اللاجئين، بتصعيد خطابه أمس الأربعاء وتوجيه انتقادات لاذعة إلى اليونان قال فيها "إن الاستجابة اليونانية تجاه المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود لا تختلف عما فعله النازيون"، متعهدا بـ"إبقاء البوابات الحدودية مفتوحة أمام اللاجئين المتجهين إلى أوروبا".

وقال مراقبون إن الحرب الكلامية التي يشنها الرئيس التركي، مجرّد غطاء على فشل متواصل لسياسات تركية كرّست عزلة البلاد إقليميا ودوليا.