القاعدة تلغّم التفاوض مع مالي بالاشتراطات

باماكو – أبدى فرع تنظيم القاعدة المتطرف بمنطقة الساحل والصحراء في أفريقيا استعدادا للتفاوض مع حكومة مالي، لكن تحركه لغّمه بالاشتراطات، التي من المرجّح ألا تستجيب لها باماكو.
وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في في بيان تحقّق من صحّته مركز سايت الأميركي المتخصّص برصد المواقع الإلكترونية الجهادية أنّها على استعداد للتفاوض مع باماكو شرط أن تسحب فرنسا والأمم المتحدة قواتهما.
ويأتي الموقف في أعقاب قرار اتّخذه رئيس مالي إبراهيم أبوبكر كيتا مؤخرا، والذي تخلّى فيه عن السياسة المتّبعة مع الجهاديين منذ 2012 بإعلان الاستعداد للحوار مع بعض الحركات الجهادية.
وقالت الجماعة في بيان نشرته منصّة “الزلاقة” التابعة لها “نحن على استعداد للدخول في مفاوضات مع حكومة مالي، التي أعلن رئيسها رغبته في التفاوض.. لمناقشة سبل إنهاء الصراع الدامي”.
وأضافت الجماعة، التي يقودها إياد أغ غالي “ليس لدينا أي شرط مسبق للمشاركة في هذه المفاوضات سوى إنهاء الاحتلال الفرنسي الصليبي العنصري المتغطرس”.
ولم يصدر ردّ من الحكومة، التي اقترحت خلال الأسابيع القليلة الماضية إجراء محادثات في محاولة لوضع حدّ لتمرّد نشر العنف في أرجاء مالي والدول المجاورة.
لكن السلطات قالت مرارا إنها تريد بقاء القوات الفرنسية، بينما وعدت فرنسا بتعزيز وجودها العسكري في منطقة الساحل.
ومالي غارقة في الفوضى منذ أكثر من 7 سنوات عندما اختطف مقاتلون متشددون انتفاضة الانفصاليين الطوارق للسيطرة على شمال مالي الصحراوي بالكامل. واضطروا للتقهقر بسبب تدخل القوات الفرنسية في العام التالي.
ومنذ ذلك الحين أعاد المتشددون تشكيل صفوفهم ووسّعوا نطاق نفوذهم، وشنّوا هجمات على فنادق ومطاعم في عواصم بالمنطقة، وأرهبوا قرى في المناطق النائية حيث فرّ نحو مليون شخص من منازلهم.