أسواق الخليج تعوّض خسائر اثنين أسود

الأسهم العالمية تستعيد بعض خسائرها مدفوعة بإعلان الرئيس الأميركي نيته الكشف عن تدابير اقتصادية للتغلب على التبعات السلبية التي تسبب فيها فايروس كورونا.
الثلاثاء 2020/03/10
أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 7%

باريس- ساهم انتعاش جزئي في أسعار النفط في تحسن أسواق الأسهم الآسيوية، الثلاثاء، حيث انتعشت المراكز المالية في دول الخليج النفطية عند الافتتاح فارتفع سوق دبي المالي بنسبة 5.5% وسوق أبوظبي 4.2%.

وصعدت مؤشرات سوق الأسهم السعودية، وارتفع مؤشر السوق الرئيسية "تاسي"، خلال التداولات بحوالي 7.03% إلى 6759 نقطة، بتداولات قيمتها 6.8 مليار ريال.

كما ارتفع مؤشر السوق الأول في الكويت 0.3% إلى 5174 نقطة، والبحرين1.4% إلى 1493 نقطة، فيما صعد كل من مؤشر بورصة قطر 3.3% إلى 8433 نقطة، وسوق مسقط 0.68% إلى 3797 نقطة.

وقد سجلت الأسهم الرئيسية حول العالم انتعاشا الثلاثاء، غداة تكبدها أفدح الخسائر في أكثر من عقد بسبب تدهور أسعار النفط والخشية من فايروس كورونا المستجد.

عدة عوامل تسببت في ارتباك الأسواق، أولها تأثير كورونا على النمو الاقتصادي للصين، التي تشكل 16 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي

واستعادت الأسواق بعض خسائرها بعد أسوأ يوم مرت به منذ أزمة عام 2008، إذ عم الارتياح مع ارتفاع أسعار النفط وبروز أمل جديد في اتخاذ إجراءات مالية لدعم النشاط الاقتصادي والاستهلاك.

ورجّح محللون أن تنمو اقتصادات دول الخليج في ظل تركيز حكومات المنطقة ولاسيما السعودية والإمارات على الأنشطة غير النفطية، وسط توقعات بتمديد خفض إنتاج الخام المتفق عليه في إطار تحالف أوبك+ حتى نهاية العام الجاري.

وسجلت باريس وفرانكفورت ولندن زيادات تتراوح ما بين 2.5 % و 3%. وإن كان هذا التحسن لا يكفي لاستعادة ما خسرته الاثنين حين سجلت انخفاضات تراوحت بين 7 و9%.

وأغلق مؤشر نيكاي القياسي على ارتفاع 0.85%، مقابل انخفاض بنسبة 5% سجله في اليوم السابق.

الأسواق تستعيد بعض خسائرها بعد أسوأ يوم مرت به منذ أزمة عام 2008
الأسواق تستعيد بعض خسائرها بعد أسوأ يوم مرت به منذ أزمة عام 2008

وفي هونغ كونغ، استعاد مؤشر هانغ سنغ 1.41%، في حين ارتفع مؤشر بورصة شنغهاي بنسبة 1.82% وشنزن بنسبة 2.42%. الاستثناء الوحيد، على أهميته، كان افتتاح بورصة موسكو للأوراق المالية على تراجع حر بأكثر من 10% بعد عطلة نهاية أسبوع من ثلاثة أيام، متأثرة بتراجع الخام والروبل.

وخلف الانتعاش في مراكز المال الأخرى، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 7% في حين سجل برنت أكثر من 8% في مبادلات آسيا.

وفقد المؤشران حوالي 25% الاثنين في أعقاب حرب الأسعار التي شنتها المملكة العربية السعودية بعد فشل المفاوضات في نهاية الأسبوع الماضي مع روسيا، ما تسبب في عاصفة عنيفة اجتاحت أسواق الأسهم العالمية المتضعضعة بالفعل من جراء وباء كورونا المستجد.

وساهم انتعاش جزئي في أسعار النفط في تحسن أسواق الأسهم الآسيوية حيث انتعشت المراكز المالية في دول الخليج النفطية عند الافتتاح فارتفع سوق دبي المالي بنسبة 5.5% وسوق أبوظبي 4.2%.

وطرأ كذلك تحسن على بورصة طوكيو بفضل تراجع الين الياباني الذي تتبعه لحظة بلحظة.

ومنيت العملة اليابانية بخسائر بالفعل أمام الدولار ففي حوالي الساعة 6:30 بتوقيت غرينتش كان سعر الدولار 104.48 يناً مقابل 102.74 ين في اليوم السابق بعد إغلاق بورصة طوكيو، وهو ما يعد مؤشراً للمستثمرين في اليابان.

انتعاش جزئي في أسعار النفط يساهم في تحسن أسواق الأسهم الآسيوية
انتعاش جزئي في أسعار النفط يساهم في تحسن أسواق الأسهم الآسيوية

وأشاع الأمل في اتخاذ تدابير "واسعة النطاق" لدعم الاقتصاد الأميركي وعد بها دونالد ترامب الاثنين شعوراً بالارتياح لدى المستثمرين.

وكان ترامب أعلن نيته الكشف عن تدابير اقتصادية في ظل تراجع أسعار النفط والمخاوف من فايروس كورونا.

وقال إنه سيصدر إعلانا "كبيرا" لتدابير اقتصادية تهدف للتغلب على التبعات السلبية التي تسبب فيها الوباء.

ومن المتوقع أيضًا أن تعلن الحكومة اليابانية عن خطة مساعدة مالية للتعامل مع العواقب الاقتصادية لوباء كورونا.

ويعقد القادة الأوروبيون مؤتمرا عبر الفيديو الثلاثاء لتنسيق استجابتهم للوباء الناجم عن فايروس كوفيد-19 في حين تتوقع الأسواق أيضا أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي سلسلة تدابير قد يعلن عنها الخميس.

سجلت باريس وفرانكفورت ولندن زيادات تتراوح ما بين 2.5 % و 3%

ونقلت وكالة بلومبرغ عن كيوشي إيشيجان، الخبير الاستراتيجي لدى شركة ميتسوبيشي يو إف جيه كوكوساي لإدارة الأصول، قوله "ترحب الأسواق بهذا النقاش حول اتخاذ تدابير مالية لدعم الاستهلاك والنشاط الاقتصادي".

وفي وقت سابق حذر تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والاستثمار والتنمية من أن انتشار الفايروس يمكن أن يضر باستثمارات خارجية مباشرة في أنحاء العالم بما يصل إلى 15 في المئة.

ويعتقد محللون أن عدة عوامل تسببت في ارتباك الأسواق، أولها تأثير كورونا على النمو الاقتصادي للصين، التي تشكل 16 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي، وتساهم بثلث نموه سنويا، كما أنها تستحوذ على ثلث الصناعة العالمية.