النرجيلة في فلسطين.. الخطر آت من تحت الكمامة

في الوقت الذي تسعى فيه كل الدول إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة للوقاية من فايروس كورونا المستجد، ما زال الفلسطينيون يلتقون في المقاهي للتسامر وتدخين النرجيلة ولو من تحت الكمامة، معتقدين أنها قد تحميهم من العدوى.
الضفة الغربية- نشرت وكالة الصحافة الفرنسية، صورة تظهر عددا من الشبان الفلسطينيين يدخنون “النرجيلة” وهم يرتدون أقنعة واقية في مقهى بمدينة الخليل في الضفة الغربية، وسط مخاوف من تفشي فايروس كورونا.
أتي ذلك، بعدما أعلنت الحكومة الفلسطينية، السبت، عن ارتفاع عدد الإصابات المسجلة بفايروس كورونا في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية إلى 19 حالة.
ويفضّل العديد من الفلسطينيين وخاصة الشباب تدخين النرجيلة في المقاهي حيث يجتمعون في الجلسات المسائية أو في عطلة نهاية الأسبوع للتسامر والتحاور، فيما يفضل قليل منهم أن تكون النرجيلة في البيت، ليتم تجهيزها وفق الأهواء الشخصية.
يقول الشاب محمود دراغمة إنه لا يستخدم النرجيلة في المنزل، ويفضّلها في المقهى، منوهًا إلى أن النرجيلة تنتشر في أوساط الشباب بشكل واسع، وتحضر بقوة في السهرات، سواء أكانت في المقاهي أو في المتنزهات.
ونصحت وزارة الصحة الفلسطينية، المواطنين بالحفاظ على صحة الرئة، وتحسين القدرة على التنفس، في ظل انتشار فايروس (كورونا)، وذلك عبر الإقلاع عن التدخين، ولكن ماذا عن تدخين “النرجيلة” في الأماكن العامة، لتنتقل من شخص إلى آخر بلا تعقيم يُذكر.
وتعتمد المقاهي الإجراءات الوقائية، لكن ذلك غير كاف في ما يتعلق بالنرجيلة لأن خطر انتقال العدوى عبر الرذاذ التنفّسي ولمس الأسطح ممكن، فعندما يُدخن الشخص النرجيلة فإن الهواء المتصاعد منها قد يحمل رذاذ الشخص الذي قد يصل إلى الشخص الجالس إلى جانبه أو أمامه.
وبناء على هذه المخاوف ناشدت الجمعية الفلسطينية لمكافحة التدخين وزارة الصحة والجهات الأمنية والحكومة بإغلاق كل الأماكن التي تقدّم فيها النرجيلة بشكل كامل، بعد أن وصل فايروس كورونا إلى فلسطين، وخاصة في الضفة الغربية.
وتتباهى المقاهي بتقديم أفخر أنواع المعسل بنكهات الفواكه وبألوان متنوعة في أفخم أنواع النراجيل التي تلبّي احتياجات الزبائن ورغباتهم.
وقال خليل السيد، الذي وصف الشيشة بأنها حبيبته الوفية التي يحتاجها عندما يكون منزعجا، “أنا أشغل نفسي بالشيشة في الأوقات التي أكون فيها بحاجة للترويح عن نفسي، أشعر أنها تكلمني وتخفف من ضغوط حياتي، ألجأ إليها في المقهى مع أصدقائي لقضاء أوقات ممتعة برفقتها وتنسيني هموم الدنيا وما أعانيه من المتاعب والمشاكل العائلية”.وتنتشر العديد من أنواع النراجيل في الأراضي الفلسطينية، فمنها الشامية، وهي الأجمل والأفخر، وكذلك محلية الصنع، ومنها الصينية، وأخرى ذات الرأس الكبير والبربيشين، فيما تتوافر نراجيل أخرى برأسين وبربيشين، إضافة إلى نراجيل فيفي عبده التي تتميز بحركتها الدائرية وإضاءتها المميزة.
ويسود اعتقاد لدى البعض بأنّ أصل النرجيلة يعود إلى ولايتي راجستان وغوجارات في الهند، فيما يعتقد آخرون أنّها انطلقت من الدولة الصفوية في بلاد فارس قبل أن تنتشر في شرق الهند والعالم من بعده.
يفضّل العديد من الفلسطينيين وخاصة الشباب تدخين النرجيلة في المقاهي حيث يجتمعون في الجلسات المسائية أو في عطلة نهاية الأسبوع للتسامر والتحاور
والنرجيلة حديثة العهد في فلسطين، إذ انتشرت في تسعينات القرن الماضي خصوصا بعد فتح العديد من الكوفي شوبات والمقاهي والمنتديات، وبعد أن كانت محصورة على الرجال والشباب بدأت بالتفاقم لتشمل السيدات والصبايا.
وكشفت الدراسات العلمية، أن الفايروسات يمكن أن تعيش في خرطوم النرجيلة، ومادة القطران والأوساخ التي تترسخ في “البربيش” تنمو وتعيش داخله لتنقل العدوى بين الناس، هذا عدا عن الأمراض المعدية الأخرى التي تنتقل بالطريقة نفسها.
وأطلقت السلطات الفلسطينية حملات تعقيم في المساجد والكنائس، وعلّقت التدريس في المدارس والجامعات، وأعلنت حالة الطوارئ في بيت لحم وأريحا الأغوار.
وأفاد أخصائيون في بحث علمي نشر في نيويورك، أن كل جلسة تدخين الشيشة قد تعرّض المدخن لفترة دخان أطول من تدخين السجائر، مؤكدين أن مدخن الشيشة قد يستنشق خلال جلسة واحدة ما يستنشقه المدخن جراء 100 سيجارة أو أكثر.
وبينت منظمة الصحة العالمية في دراسة لها عن أضرار الشيشة أنها تفوق مخاطر التدخين إلى 50 عاما حيث أظهرت النتائج ارتفاع معدلات ضربات القلب أكثر بعد تدخين الشيشة، كما أثبتت أن معدل استنشاق الدخان كان بنحو 48 مرة عند تدخين الشيشة مقارنة بالسجائر، ويؤديان إلى إمداد الجسم بالنيكوتين.