مصر تكشف أطماع أثيوبيا الخفية في ملف سد النهضة

القاهرة- اتهمت مصر إثيوبيا باعتمادها نهجا يدل على نيتها لممارسة الهيمنة على نهر النيل وتنصيب نفسها كمستفيد أوحد من خيراته وسط تعنت أديس أبابا وتصعيد خطابها بشأن قضية سد النهضة.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها جملة وتفصيلاً لبيان وزارة الخارجية الإثيوبية الصادر حول قرار مجلس جامعة الدول العربية الصادر يوم 4 مارس بشأن سد النهضة.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان: "لقد اتصف البيان الإثيوبي بعدم اللياقة، وافتقد للدبلوماسية، وانطوى على إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية ودولها الأعضاء.
وكانت أديس أبابا قد رفضت بيان الجامعة العربية الداعم لتصورات القاهرة التي وقعت في نهاية شهر فبراير على اتفاق ملء وتشغيل السد في واشنطن.
وتصاعد التوتر بين مصر وإثيوبيا بعد توقيع القاهرة على الاتفاق فيما تغيبت أديس أبابا عن اجتماع واشنطن بعد مفاوضات أربعة أشهر كانت برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي.
ولم يقف التراجع الإثيوبي للخلف عن الغياب الذي اعتبرته مصر "متعمدا"، في بيان للخارجية قبل أيام، بل خرج وزيران إثيوبيان في مؤتمر صحفي الثلاثاء، ليعلن أحدهما عن اعتزام بلاده ملء السد في يوليو المقبل، دون الالتزام بتوقيع الاتفاق، وهو ما رفضته القاهرة لاحقا.
وأشار بيان الخارجية المصرية إلى أن تبنى جامعة الدول العربية لقرار يدعو إثيوبيا للالتزام بمبادئ القانون الدولي واجبة التطبيق وعدم الإقدام على أي إجراءات أحادية من شأنها الإضرار بحقوق مصر ومصالحها المائية ما هو إلا إقرار بالمدى الذي باتت إثيوبيا تعتقد أن مصالحها تطغى على المصالح الجماعية للدول ذات السيادة الأعضاء في جامعة الدول العربية والتي تسعي إثيوبيا للهيمنة عليها".
وأضاف "إن قرار الجامعة العربية يعكس خيبة الأمل والانزعاج الشديد إزاء المواقف الإثيوبية طوال مسار المفاوضات الممتد حول سد النهضة، وبالأخص منذ إبرام اتفاق إعلان المبادئ عام 2015 حيث إن النهج الإثيوبي يدل على نية في ممارسة الهيمنة على نهر النيل وتنصيب نفسها كمستفيد أوحد من خيراته.
وتابع البيان: "قد ثبتت حقيقة مواقف إثيوبيا بجلاء في عدم موافقتها على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الذي أعده الوسطاء المحايدون، وهما الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع البنك الدولي. وكتعبير عن دعمها السياسي، رحبت الجامعة العربية بهذا الاتفاق ودعت إثيوبيا لمراجعة موقفها والنظر في توقيع هذا الاتفاق".
وجاء في البيان: "على ضوء سياساتها خلال مفاوضات سد النهضة، فإن إثيوبيا ليس من حقها أن تعطي دروسا لجامعة الدول العربية أو دولها الأعضاء حول الصلات والوشائج التي تجمع الشعوب العربية والأفريقية، وهي الروابط التاريخية التي ليس لإثيوبيا أن تحدد مضمونها.
وأكدت القاهرة أن مواقف أديس أبابا إزاء موضوع سد النهضة ما هي إلا مثال آخر على منهجها على الصعيد الإقليمي المبني على اتخاذ إجراءات أحادية.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا.
وكان السودان قد تحفظ على مشروع قرار مجلس وزراء الخارجية العرب، حيث اعتبر أن القرار ليس في مصلحته ولا يجب إقحام الجامعة العربية في هذا الملف، مبديا تخوفه مما قد ينتج عنه هذا القرار من مواجهة عربية إثيوبية.
يشار إلى أنه وخلال اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، تقدمت مصر بمشروع قرار يصدر عن الجامعة العربية بالإعراب عن التضامُن مع مصر والسودان في ملف سد النهضة لمراعاة مصالح دولتي المصب، وتمت موافاة الجانب السوداني مسبقاً بمشروع القرار للتشاور حوله مع التأكيد على أن قرارا كهذا يدعم موقف دولتي المصب مصر والسودان ويعكس الدعم العربي لحقوق مصر والسودان المائية.