لونان لا أكثر في الغرفة لتجنب الضجر

برلين - الجدران البيضاء، الأثاث فاتح اللون، والقليل جدا من الأكسسوارات، هذه بالطبع الصورة النمطية عندما يتعلق الأمر بمبدأ التقليل (مينيماليزم). وفي الحقيقة، إذا بحث المرء عبر الإنترنت عن صور للتقليل أو البساطة فسوف يجد عادة صورا لغرف مفروشة بالقليل من الأثاث.
ولكن بالنسبة إلى شتيفاني آدم، التقليل هو ليس ذلك فحسب. وتقول مصممة الديكور الداخلي السابقة “التقليل هو أسلوب حياة، سلوك”. وتستخدم آدم هذا المبدأ حاليا في عملها كمدربة حياة.
وتقول آدم “يتمحور التقليل حول تقليل الأشياء للأساسيات في ذهنك وفي محيطك… إنها تخلق وضوحا وتفتح المجال للأشياء المهمة حقا وهي الأسرة والشريك والأصدقاء”.
اعتادت المؤلفة آنه فايس امتلاك الكثير من الأشياء حتى أدركت أن التسوّق لا يجعلها سعيدة. وقالت “لا أحتاج كل هذه الأشياء وما يجعل الوضع أكثر سوءا هو أنها غالبا ما تكون مصنوعة تحت شروط موضع تساؤلات وأضر إنتاجها بالبيئة… فجأة أدركت أن هوس التسوق ليس جيدا لي ولا للآخرين”.
وعادة ما تشمل العودة إلى الأساسيات خفض عدد الأشياء التي نمتلكها، وبمعنى آخر، الفرز والتفريغ. وتقول آدم “الخارج والداخل يعتمدان على بعضهما البعض”. وتنصح بالشروع بشكل ممنهج بالتعامل مع غرفة تلو الأخرى والعمل في اتجاه عقارب الساعة. وتوصي بالمرور على كل قطعة أثاث بشكل فردي، قم بفرز الأدراج واحدا تلو الآخر.
جربت فايس مفاهيم مختلفة. غير أن، الطرق مثل اكتف بعدد معيّن من قطع الملابس أو أن يكون مسموح فقط امتلاك عدد محدد مسبقا من المفردات كانت تخطيطية للغاية بالنسبة لها. وقالت “لقد كان مهما بالنسبة لي أن أجد طريقتي الخاصة، بمعنى ما الذي أشعر بالارتياح تجاهه، ما هو الجيد لي؟”.
وفي النهاية وصلت فايس إلى طريقتها الخاصة: وهو ما تصفه بالتسوق العكسي. وتوضح “سرت عبر شقتي محمّلة بسلة كما لو كنت في متجر متعدد الأقسام، لأقوم بملئه ثم أبيع أي شيء يمكنني أن أعيش دونه أو أهادي به آخر أو أتبرع به أو أتخلّص منه”.
ولكن بغض النظر عن المدى الذي سوف تقوم بتفريغه وتوفير مساحة شاغرة، تعتقد مدربة الحياة آدم أن شقة فارغة بالكامل غير مرغوب فيها. وعلى العكس، هذا النوع من المساحة المعيشية سوف يفتقر إلى شخصية. وترى آدم المنزل على أنه مكان شخصي للقوة حيث تعيد شحن الطاقة. وفي رأيها أن الأشياء الشخصية مثل الصور واللحظات العاطفية هي بالطبع ضرورية للشعور بالراحة.
ولكن يمكن اختيارها بشكل متعمد ومنحها مكانا خاصا في الغرفة. وتقول “المنضدة الجانبية أو عتبات النوافذ، هذه أماكن ملفتة للمساهمة في الشعور بأنك على ما يرام”.
كما أن استخدام ألوان أقلّ يمكن أن يساعد في خلق شعور بالهدوء. وتنصح آدم باللجوء بحد أقصى لدرجتين أو ثلاثة من الألوان لتجنّب الضجر في الغرفة. وتضمن التجهيزات الموحدة مثل مجموعة من الأكواب المتماثلة إحساسا بالنظام والبناء. ولكنها تضيف “لا يوجد قواعد في التقليلية لأن كل شخص مختلف ولديه احتياجات مختلفة”.
وبالنسبة إلى فايس، لا يعني التقليل خفض الأشياء إلى الأساسيات فحسب ولكن أيضا الاستهلاك الواعي. وتقول “من شراء فستان بوليستر جديد مصنوع في بنغلاديش، وامتلاك سيارة التي لم تكن تعني سوى وقوفي كثيرا في اكتظاظ مروري لأنني أعيش في المدينة، إلى السفر لمسافة طويلة لأخذ راحة بعد كل ضغط العمل… يا لهذا التنافر المعرفي.. من الجيّد التوقف عن التصرّف ضد ضميري طوال الوقت”.
إنها لا ترى أسلوب حياتها على أنه تخل مؤلم، ففي النهاية يمكنها اقتراض ما تريده أو شرائه مستعملا. وتقول “إذا كان العيش بهذه الطريقة له مساوئ حقا، ما كنت أقدمت عليه”.