"محامي الإرهابيين" المقرب من النهضة دافع عن انتحاري السفارة

النائب في ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف هو من كان وراء الدفاع عن أحد الإرهابيين الذين فجرا نفسيهما الجمعة واستهدفا دورية أمنية بمنطقة البحيرة.
السبت 2020/03/07
الإرهاب يخرج من تحت "جبة البرلمان"

تونس - كشف التفجير الانتحاري الذي استهدف وحدة أمنية في منطقة محيطة بالسفارة الأميركية في العاصمة التونسية عن وجود علاقة بين أحد منفذي الهجوم ونائب برلماني متحالف مع حركة النهضة الإسلامية.

ويسود توتر كبير في تونس جراء ارتفاع موجة التكفير والتخوين داخل البرلمان الأمر الذي زاد منسوبه بعيد العملية الانتحارية يوم الجمعة، والتي تسببت في مقتل ضابط في الشرطة وإصابة آخرين.

وقاد انتحاريان الهجوم على الوحدة الأمنية. وكشفت التحريات أن أحد المنفذين خرج من السجن منذ فترة. وأن القيادي والنائب في ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف هو من كان وراء الدفاع عن أحد الإرهابيين الذين فجرا نفسيهما الجمعة واستهدفا دورية أمنية بمنطقة البحيرة.

وكتب مخلوف في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "نعم أنا محامي أحد الشابين الذين فجّرا نفسيهما هذا اليوم.. وقد كان نزيلا بسجن المرناڤية بعد أن حوكم بالسجن مدة ثلاث سنوات.. لا من أجل حمل السلاح ولا من أجل التفجير ولا من أجل الصعود للشعانبي .. بل من أجل تدوينة على فيسبوك".

وقال مخلوف إن الانتحاري كان في سن صغير عندما تبنى الأفكار المتشددة وأن الدولة لم تقم بما يلزم لمنع انزلاقه نحو التطرف وأنها تعاملت معه أمنيا فقط.

وتعتبر كتلة ائتلاف الكرامة المتحصلة على 21 مقعدا في الانتخابات التشريعية التونسية قبل استقالة 3 اعضاء منها من الكتل السياسية المتهمة بالتطرف والموالية لحركة النهضة.

ويوصف الائتلاف بأنه على يمين الحركة الإخوانية حيث دعمها في كثير من القرارات والسياسات وشارك بفعالية في مشاورات تشكيل حكومة الحبيب الجملي قبل سقوطها، كما تعارض الكتلة حكومة إلياس الفخفاخ.

وأطلق تونسيون عبارة "محامي الإرهابيين" على مخلوف الذي اختص في الدفاع عن المتشددين في القضايا الإرهابية لكن الأخير دائما ما يرفض الوصف ويعتبرها محاولة للتأثير على القضاء.

وشهد البرلمان التونسي سجالات واسعة خلال الفترة الأخيرة بعد تصريحات وصفت بالعدائية وتحض على التكفير واستهداف الخصوم السياسيين وهو مناخ هيأ البلاد للعودة إلى مربع العنف، حسب ما يرى مراقبون.

وانتقد مراقبون حركة النهضة التي لم تتصد للتجاذبات السياسية في البرلمان خاصة بعد اتهامات التكفير التي طالت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر.

ويرى مراقبون أن النائبة عبير موسي تحولت إلى مصدر قلق وإزعاج داخل البرلمان، واصفين إياها بأنها باتت بمثابة “صداع” يؤرّق حركة النهضة وخاصة زعيمها راشد الغنوشي الذي يتولى منصب رئيس البرلمان.

ويقود عدد من الأحزاب، وفي مقدمتها حركة النهضة حملة لتشويه الحزب الدستوري الحر واتهامه بتعطيل أشغال البرلمان.

للمزيد: الأزمة السياسية في تونس تفتح الباب لعودة التفجيرات الانتحارية