نتائج الانتخابات تضع إسرائيل مجدّدا أمام طريق مسدود

بنيامين نتنياهو يعلن فوزه بالانتخابات الثالثة في أقل من عام لكن دون تحقيق الأغلبية المريحة لتشكيل الحكومة.
الثلاثاء 2020/03/03
نصر انتخابي منقوص

تل أبيب - سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعلان فوزه بالانتخابات الإسرائيلية، رغم أن استطلاعات الرأي تؤكد أن تقدم زعيم حزب الليكود لم يحقق بعد الأغلبية المريحة التي تخول له تشكيل حكومة جديدة، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام تكرار السيناريو ذاته في ثالث انتخابات عامة في أقل من عام.

واحتفى نتانياهو الثلاثاء بـ"انتصاره الكبير" في الانتخابات العامة، حيث وضعته آخر الاستطلاعات في موقف قوي لتشكيل الحكومة المقبلة ومواجهة الاتهامات بالفساد، فيما اعترف خصمه رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس بـ"خيبة الأمل".

لكن استطلاعات الرأي تظهر أن نتنياهو تقدم الثلاثاء في الانتخابات الإسرائيلية، لكنه لا يزال أقل من الأغلبية الحاكمة لتشكيل حكومة جديدة، مما يشير إلى طريق مسدود محتمل.

والحقيقة الوحيدة التي أفرزتها الاستطلاعات الأولية، أنه بعد انتخابات غير حاسمة في أبريل وسبتمبر، يؤكد فوز نتنياهو (70 عاما) على قدراته كزعيم سياسي الأكثر بقاء في السلطة والذي خاض الحملة الانتخابية الأخيرة قبل محاكمة فساد وشيكة.

كما أن الفوز سيمهد الطريق لنتنياهو للوفاء بتعهده بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن بعد الانتخابات بموجب خطة سلام قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي أول تعليق من الجانب الفلسطيني على فوزه بالانتخابات، قال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن فوز زعيم حزب الليكود يعني "فوز الاستيطان".

وأكد عريقات أن "نتانياهو قرر أن استمرار الاحتلال والصراع هو ما يجلب لإسرائيل التقدم والازدهار".

وأضاف أن نتانياهو "اختار أن يكرس أسس وركائز الصراع ودوامة العنف والتطرف والفوضى وإراقة الدماء، وبذلك يفرض ان تعيش المنطقة وشعوبها بالسيف".

خيبة أمل بيني غانتس
خيبة أمل بيني غانتس

في المقابل لم يعترف بيني غانتس بالهزيمة في خطاب ألقاه في مقر الانتخابات في حزبه، إذ قال إن الانتخابات قد تؤدي إلى طريق مسدود آخر.

وقال غانتس "أقول لكم بأمانة وأتفهم وأشاطركم الشعور بخيبة الأمل والألم لأنها ليست النتيجة التي أردناها".

وحيال مساعي تشكيل الحكومة، قال متحدث باسم حزب ليكود إنه يتوقع أن يتمكن نتنياهو من كسب أغلبية حاكمة وتشكيل حكومة ائتلافية عن طريق اجتذاب النواب من المعسكر المعارض، وقال جوناتان أوريتش "سيكون هناك منشقون".

وكانت معركة نتنياهو للفوز بالانتخابات معقدة في ظل الاتهامات الموجهة إليه بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال، تتعلق بمزاعم عن تقديمه مزايا قيمتها مئات الملايين من الدولارات لأقطاب إعلام إسرائيليين في مقابل هدايا وتغطية إيجابية له.

ومن المقرر بدء محاكمة نتنياهو في 17 من مارس المقبل، حيث من المرجح أن تكون المداولات على أشدها حول تشكيل ائتلاف بعد الانتخابات.

وخلال الحملة الانتخابية وصف غانتس نتنياهو "بالمتهم" واتهمه بأنه يسعى للبقاء في السلطة من أجل الترويج لتشريع يمنع السلطات من محاكمة رئيس وزراء في السلطة.