أوبك قد تعمّق خفض إنتاج النفط حتى من دون روسيا

لندن - أكدت مصادر مطلعة أمس أن منظمة أوبك قد تعمق تخفيضات معروض النفط، هذا الأسبوع، بدعم روسيا أو دونه، لوقف التراجع في أسعار الخام الذي أوقد شرارته الانتشار العالمي لفايروس كورونا.
وذكرت أن موسكو تقاوم تعميق قيود الإنتاج، قائلة إن تقليص إمدادات أوبك بقيادة السعودية وحلفائها، في إطار مجموعة أوبك+، لن يكون ضروريا لإنعاش الطلب على النفط.
جاء ذلك بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن الأسعار الحالية مقبولة بالنسبة لميزانية روسيا، التي أكد أنها تملك موارد كافية للتأقلم مع أي تدهور في الاقتصاد العالمي.
وأكد أحد المصادر أن “السعودية تريد منع الأسعار من الهبوط، لكن روسيا غير موافقة بعد. لذا قد يكون السبيل الوحيد هو خفض أوبك الإنتاج بمفردها، وهو ما لن يبعث بإشارة جيدة إلى السوق”.
وأضاف أنه “ينبغي الخفض، ولا خيار آخر” ويمكن لأوبك أيضا أن تؤجل القرار إلى أن تجبر أسعار النفط المنخفضة موسكو على المشاركة.
واهتزت أسواق النفط والأسهم العالمية جراء انتشار فايروس كورونا وأدى إلى انحدار سعر مزيج برنت إلى أقل من 50 دولارا للبرميل، الجمعة، بعد أن فقد ما يزيد على 15 دولارا منذ بداية العام الحالي.
وقالت مصادر في أوبك وفي صناعة النفط، الجمعة، إن أوبك تبحث خفض إنتاج النفط مليون برميل يوميا، من بين خيارات أخرى، في ظل سعيها لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط الآخذة في التراجع.
ويتجاوز ذلك حجم التخفيض الذي كان مقترحا في البداية وهو 600 ألف برميل يوميا، تضاف إلى اتفاق أوبك+ الحالي الذي خفض الإنتاج 1.7 مليون برميل يوميا، ويمتد حتى نهاية مارس الجاري.
وتنتج السعودية ما يقل 400 ألف برميل يوميا عن حصتها ليصل إجمالي التخفيضات الفعلية لأوبك إلى 2.1 مليون برميل يوميا.
تجتمع أوبك وحلفاؤها في فيينا يومي الخامس والسادس من مارس الجاري سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن سياسة الإنتاج.
لكن تقليص الإنتاج بمنأى عن روسيا ربما يعني فعليا إنهاء التعاون بين أوبك وموسكو، وهي نتيجة لا تريدها السعودية وغيرها من أعضاء أوبك الرئيسيين.
وعادة ما توافق موسكو على إجراءات أوبك+ في اللحظة الأخيرة، لكن بعد إبداء بعض التردد في البداية.
ووصف وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الشهر الماضي تقريرا إعلاميا، أشار إلى أن الرياض تدرس الانفصال عن تحالف أوبك+ مع روسيا، بأنه “محض هراء”.
وعبر عن ثقته في أن أوبك+ ستستجيب بشكل مسؤول لانتشار فايروس كورونا وأن السعودية وروسيا ستواصلان العمل سويا في ما يتعلق بسياسة النفط.
وتقول مصادر مطلعة على تفكير الرياض إن الأمير عبدالعزيز يؤيد تقليصا سريعا لإمدادات النفط منذ بداية تفشي الفايروس في يناير على اعتبار أن التأخير أدى في السابق إلى انهيار في الأسعار كان بالغ التكلفة.
وتحتاج السعودية إلى أن تبلغ أسعار النفط حوالي 80 دولارا للبرميل لتحقيق ميزانية بلا عجز، بينما تستطيع روسيا التأقلم مع أسعار منخفضة تصل إلى 42 دولارا.