نتنياهو: سأضم غور الأردن فور فوزي في الانتخابات

القدس – أطلق زعيم الليكود ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد آخر طلقاته الانتخابية بتعهده الأحد بضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية المحتلة “في غضون أسابيع” إذا ما فاز في الانتخابات التشريعية التي تجري الاثنين 2 مارس الجاري.

وتشكل هذه الانتخابات التي تقام للمرة الثالثة في أقل من عام أهمية كبرى لنتنياهو ليس فقط على الصعيد السياسي بل وحتى الشخصي حيث يواجه زعيم الليكود تهما بالفساد في ثلاث قضايا.

وتشير الاستطلاعات إلى تقارب النتائج بين نتنياهو وخصمه زعيم تحالف أزرق ابيض بيني غانتس. ويبدي الخصمان تخوفا من عزوف الناخبين وسط حالة الجمود السياسي في البلاد، ويسعيان لاستثمار اللحظات الأخيرة لزيادة إقبال الناخبين.

وقال نتنياهو في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية العامة إن ضم غور الأردن وأجزاء أخرى من الضفة الغربية على رأس أولوياته ومن بين “أربع مهمات كبرى فورية” يعتزم القيام بها.

وأضاف رئيس الوزراء في المقابلة التي أذيعت قبل 24 ساعة على فتح صناديق الاقتراع “سيحدث ذلك في غضون أسابيع أو شهرين كأقصى حد”. وبحسب نتنياهو فإن “لجنة الخرائط الأميركية الإسرائيلية المشتركة بدأت عملها قبل أسبوع”.

وأعطت الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط التي أعلن عنها في أواخر يناير الضوء الأخضر لإسرائيل لضم غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية التي تشكل 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية.

وتم اقتراح لجنة مهمتها ترسيم الحدود الدقيقة للأراضي التي يتوقع ضمها.

واتهم وزير الدفاع السابق وزعيم حزب إسرائيل بيتنا القومي أفيغدور ليبرمان، حليفه السابق بنيامين نتنياهو بالانخراط في خطاب سياسي فارغ.

وقال ليبرمان الذي ينظر إلى موقفه على أنه حاسم في نتائج الانتخابات التي تجري اليوم، علانية إن لديه “معلومات مؤكدة” على أن تصريحات نتنياهو في ما يتعلق بغور الأردن لم تكن صادقة بشكل مطلق.

وأضاف ليبرمان “قبل أيام قليلة تبين لي أنه بعث برسالة إلى (العاهل الأردني) الملك عبدالله الثاني يقول فيها لا تقلق، إنها انتخابات فقط، لن يكون هناك ضم لغور الأردن”.

ويرى خبراء أن خطوة الضم أحادية الجانب من قبل إسرائيل لغور الأردن ذي الأهمية الاستراتيجية من شأنها أن تثير التوترات الإقليمية وتضر بالعلاقات مع الأردن الجارة.

ووقعت عمّان معاهدة سلام مع إسرائيل وسبقتها القاهرة في ذلك. وتطرق نتنياهو أيضا إلى أولوياته الأخرى ومن بينها توقيع معاهدة دفاعية “تاريخية” مع الولايات المتحدة و”القضاء على التهديد الإيراني”، دون أن يقدم المزيد من التوضيحات.

وقال نتنياهو (70 عاما) الأحد، إن هدفه “الفوري” الرابع إذا فاز بولاية جديدة رغم مواجهته تهم فساد، يتمثل في إجراء إصلاح اقتصادي كبير لخفض تكلفة المعيشة المرتفعة في إسرائيل.

وقضى نتنياهو 14 عاما في السلطة كرئيس للوزراء، وهو رئيس الحكومة الوحيد في تاريخ إسرائيل الذي يواجه اتهامات بالفساد وهو في منصبه.

وتبدأ محاكمة نتنياهو بتهم تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة في 17 من الشهر الجاري.

وتشير استطلاعات الرأي النهائية إلى فوز كل من حزب الليكود والتحالف الوسطي “أزرق أبيض” بـ33 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا. ومن غير المتوقع أن يحصل أيّ من المتنافسيْن على أغلبية تتيح له تشكيل ائتلاف حكومي، وإن حصل على دعم حلفائه.

وفي حال صحت نتائج استطلاعات الرأي فإن نتنياهو وغانتس لن يكونا قادرين على تشكيل ائتلاف حكومي.

ويرى محللون أن التوجه إلى صناديق الاقتراع مرتين في أقل من عام أحبط العديد من الناخبين الإسرائيليين.