الجيش السوري يواصل تقدّمه في إدلب

بيروت - قتل 29 مدنياً على الأقل الأحد في شمال غرب سوريا حيث باتت قوات النظام على وشك السيطرة على الطريق الدولي حلب-دمشق ولم يبق أمامها سوى كيلومترين فقط لاستعادته كاملاً إثر تقدم جديد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد أن 14 مدنيا قتلوا في غارات روسية بينهم تسعة في قرية كفرنوران في ريف حلب الغربي.
وقتل خمسة مدنيين آخرين في غارات جوية للنظام أربعة منهم بسقوط براميل متفجرة على بلدة الأتارب غرب حلب.
كذلك، قتل مدني في قصف مدفعي على مدينة جسر الشغور جنوب محافظة ادلب، وفق المصدر نفسه.
كما قُتل 9 مدنيين في قصف نفذته مقاتلات روسية على مناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن هذه الحصيلة نتيجة "تكثيف الضربات الجوية" الروسية والسورية مساء وخصوصا في المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة الجهاديين والفصائل المعارضة في محاذاة القسم الأخير من طريق "ام 5".
ويخطو الجيش السوري، بدعم روسي، بسرعة نحو استكمال المرحلة الأولى من العملية العسكرية التي يخوضها في إدلب، حيث شارف على بسط نفوذه على الطريق الدولي”أم 5” في المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد.
ويبلغ طول هذا القسم كيلومترين ويقع غرب محافظة ادلب. وتربط هذه الطريق الرئيسية جنوب البلاد بمدينة حلب شمالا مرورا بدمشق.
وأضاف عبد الرحمن "حققت قوات النظام تقدماً جديداً الأحد وسيطرت على عدد من القرى قرب الطريق" في ريف حلب الجنوبي الغربي.
اقرأ أيضا:
وتُعد استعادة هذا الطريق الذي يعرف باسم "الام 5"، الهدف الأبرز لدمشق حالياً، وقد سيطرت على الجزء الأكبر منه تدريجياً خلال هجمات عسكرية على مر السنوات الماضية.
فيما سرعت تركيا من وتيرة حشدها للمزيد من القوات في المحافظة، على وقع تقدم الجيش السوري وإظهار التحدي لروسيا، غير أنها تعمل جاهدة خلف الكواليس لتجنب المواجهة خاصة وأنها غير مضمونة العواقب، في ظل غياب دعم غربي جاد.
وصرح مسؤول تركي بارز، الأحد، بأن أنقرة أرسلت تعزيزات كبيرة إلى إدلب وأن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة" لوقف التقدم السريع للقوات السورية.
وأدى القتال في إدلب إلى زعزعة التعاون الهش بين تركيا، التي تساند الفصائل المعارضة والجهادية، وروسيا التي تدعم الرئيس بشار الأسد.
ومنذ بدء الهجوم، سيطرت قوات النظام على عشرات المدن والبلدات في ريفي إدلب وحلب، آخرها مدينة سراقب السبت والتي يمر منها الطريق الدولي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
واستعادت قوات النظام قبل يومين كامل الجزء من الطريق الذي يمر من محافظة إدلب، وتركز منذ ذلك الحين عملياتها على ريف حلب الجنوبي الغربي، وفق المرصد.
وأعلن الجيش السوري في بيان الأحد أن "القوات المسلحة حققت إنجازات ميدانية نوعية والتقت القوات المتقدمة من ريف إدلب الشرقي بالقوات المتقدمة من اتجاه حلب الجنوبي"، مشيراً إلى أنها استعادته "السيطرة على مساحة جغرافية تزيد عن 600 كيلومتر مربع وأحكمت السيطرة على عشرات البلدات والقرى والتلال الحاكمة".
إلى ذلك، ذكرت وكالة الانباء السورية سانا الاحد ان "مجلس الوزراء أقر خطة لإعادة الخدمات تدريجيا إلى المناطق التي حررها الجيش السوري من الإرهاب في محافظتي حلب وادلب وتأمين عودة الأهالي إليها".
وبعد استعادة قوات النظام كامل مدينة حلب في العام 2016، حافظت هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى على سيطرتها على منطقة واسعة تمتد من أطراف المدينة الغربية إلى مناطق واسعة في ريفيها الغربي والجنوبي الغربي.
ومحافظة إدلب ومحيطها مشمولان باتفاق روسي تركي يعود إلى العام 2018 نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، وعلى فتح طريقين دوليين، بينهما طريق حلب - دمشق.
إلا أن الاتفاق لم يُنفذ كون أي انسحابات لمقاتلي هيئة تحرير الشام لم تحصل، فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل.
ودفع التصعيد العسكري من بداية ديسمبر بـ586 ألف شخص إلى النزوح من مناطق التصعيد في إدلب وحلب باتجاه مناطق أكثر أمناً، وفق الأمم المتحدة.
كما أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 300 مدني، بحسب حصيلة للمرصد.