تركيا تحشد عسكريا في إدلب وسط مخاوف من انهيار نفوذها

أنقرة - تواصل تركيا بشكل غير مسبوق إرسال التعزيزات العسكرية إلى الأراضي السورية للانتشار وإنشاء نقاط جديدة في حلب وإدلب، بعد أن تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة منطقة سراقب الإستراتيجية وسط عجز أنقرة عن حماية مناطق نفوذها في إدلب.
وأرسل الجيش التركي الأحد، تعزيزات إضافية إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب، فيما تواصل قوات النظام السوري معاركها وفرض سيطرتها الكاملة على المحافظة عقب إعلانها السيطرة على مدينة سراقب.
ووصلت قافلة تضم تعزيزات جديدة من دبابات وذخائر، وتوجهت من قضاء ريحانلي في ولاية هطاي الحدودية مع سوريا نحو نقاط المراقبة داخل إدلب، وسط إجراءات أمنية مشددة.
في غضون ذلك، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه خلال الفترة من الثاني من فبراير الجاري وحتى مساء السبت وصلت أكثر من 1240 شاحنة وآلية عسكرية تركية إلى الأراضي السورية، تحوي وتحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و"كبائن حراسة" متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي.
اقرأ أيضا:
وهددت تركيا بالرد على أي استهداف لمواقعها العسكرية في إدلب، وأملهت أنقرة النظام السوري حتى نهاية فبراير للانسحاب خلف نقاط المراقبة
يأتي ذلك عقب لقاء جمع عسكريين من تركيا وروسيا، ودعا إلى التركيز على التهدئة والدفع بالعملية السياسية وإقرار عقد مباحثات جديدة خلال الأسابيع المقبلة.
ويبدو أن تركيا تحاول تحييد روسيا عن الصراع الدائر مع أنها تعلم باستحالة ذلك حيث أن عملية إدلب تجري بتخطيط ودعم لا محدود من موسكو.
ويرى محللون أن إدلب تشكّل اختبارا مرا للجانبين الروسي والتركي وهما مضطران لخوضه، فإمّا أن يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون وهذا يبدو صعبا وإما أنه سيقود إلى تصادم بينهما، تنتظره أطراف كثيرة.
ورغم هذا يصر الجيش التركي على عدم الانسحاب من نقاط المراقبة في إدلب رغم خسارة ميليشياته لسراقب وتمكن قوات النظام من تحقيق تقدم ميداني هام في الفترة الأخيرة على حساب الجماعات المسلحة.
من جانب آخر أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 900 ألف شخص نزحوا من شمال غربي سوريا منذ مطلع ديسمبر.
ولفت إلى استمرار حركة النزوح من حلب وإدلب، واصفا الأمر بأنه "جزء من خطة يعمل النظام السوري على تنفيذها من أجل إجبار المدنيين على النزوح بهدف السيطرة على مزيد من المناطق".
وكانت بيانات أممية أفادت الأسبوع الماضي بأن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية السورية في شمال غربي البلاد تسببت في نزوح نحو 520 ألف شخص خلال شهرين.
وقال ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن "الأغلبية العظمى- 80% من النازحين - من النساء والأطفال".
وأضاف أن القصف الجوي والمدفعي اليومي تسبب في "معاناة هائلة للسكان المحليين على مدار الأشهر التسعة الماضية، ما جعل كثيرين يضطرون إلى النزوح للنجاة بأرواحهم".