المدير السابق لمنظمة التجارة متفائل بالمفاوضات البريطانية الأوروبية

بروكسل - دخلت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع مرحلة مفاوضات شاقة للتوصل إلى اتفاق تجاري شامل بين الطرفين بعد إتمام بريكست ومرحلته الانتقالية.
ورغم الصعوبات التي تبدو طاغية على المشهد الحالي للمفاوضات إلا أن المدير السابق لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي يقول إنه يمكن للطرفين إيجاد “طريقة للتفاهم”.
وفي تصريحات صحافية له الجمعة شبه باسكال لامي هذه المفاوضات بـ”سباق قوارب طويل”.
وقد لفت لامي إلى أنه يتشكك كثيرا في فوز البريطانيين في السباق، خاصة في نظام رأسمالي وسوق معولمة لا تزال الاقتصادات الكبيرة تلعب فيها دورا مهما.
ولامي هو الرئيس الحالي لفرع شركة “برونزويك” للاستشارات والعلاقات العامة في أوروبا والرئيس الشرفي لمؤسسة جاك دولور.
ورجح لامي أن يتوصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ومفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه إلى توافق قائلا “على الأرجح سيتوصل الطرفان إلى توافق في نهاية المطاف، لأن المواقف الصادرة حاليا مواقف مبدئية، كما في كل مفاوضات. كل يضع ملابسه الأكثر أناقة ويستعد للحرب”.
وأضاف أن في بريكست يتم الأمر على النحو التالي ”نريد قوانيننا الخاصة بنا لذلك أعدنا رسم الحدود”.
وأضاف مدير منظمة التجارة السابق أنه “عليه، يصير السؤال مرتبطا بسماكة الحدود: في حال التباعد، ستكون سميكة. وفي حال التقارب، ستكون رفيعة. السويسريون والنرويجيون مثلا لا مشكلة لديهم في اتباع قوانيننا”.
وتابع لامي أن “الصعوبة تكمن في أنه يجب على بوريس جونسون إخفاء مستوى التباعد. وفي حال كان واضحا، سيهاجمه أنصار بريكست بحجة أننا لا نتباعد بشكل كاف، وسيهاجمه أنصار البقاء في الاتحاد بحجة أننا نتباعد بشكل مبالغ فيه”.
واستبعد لامي أن يتسبب عدم التوصل لاتفاق بين لندن وبروكسل مع نهاية السنة في نتائج كارثية قائلا “سيطبق الجانبان حينها نظام منظمة التجارة العالمية وهو ليس كارثيا لكنه أيضا ليس النعيم الموجود الآن”.
وشدد لامي على أنه توجد طريقة للتوافق، وهي قابلة للتطبيق مشيرا إلى أنه على عكس بارنييه يُعد “جونسون مخادعا، شعبويا” مؤكدا أنه لا يجب الأخذ بما يقوله هذه الأيام.

وأضاف أن “الحل يتمثل في اتفاق يثبت مبادئ سنرى تأثيرها شيئا فشيئا، وسيتخذ بارنييه ضمانات كافية ضد حدوث إغراق بريطاني”.
ولم يكتف لامي بالحديث عن الطرق التي ينبغي على البريطانيين والأوروبيين سلكها لتوخي خروج بريطاني غير منظم من التكتل الأوروبي.
وتمكنت بريطانيا من تنفيذ بريكست في الـ31 من يناير الماضي، ودخلت منذ ذلك الحين في مرحلة انتقالية تنتهي في ديسمبر المقبل تتفاوض خلالها من أجل اتفاقات تجارية مع أكثر من قوة عالمية على غرار الولايات المتحدة والصين وأستراليا لكنها ستكون قبل ذلك مُجبرة على خوض مفاوضات مع الأوروبيين لتحديد العلاقة المستقبلية بين الطرفين.
وأشار لامي إلى أنه “خلال الـ15 عاما القادمة، سيستمرون، داخل النظام السياسي البريطاني، في إطلاق تصريحات ضد بعضهم حول نجاح وفشل بريكست”، وتابع أن ذلك “سيكون له صدى عندنا، إنه أمر لا مفر منه”.
وفي حديثه عن فرص المملكة المتحدة لتعويض ما ستخسره من خروجها من التكتل الأوروبي، ولاسيما إمكانية التوصل لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة قال لامي إن واشنطن ستطالب بدورها باتفاق يراعي تبني البريطانيين معايير مشابهة لمعاييرها.
وقال لامي “الولايات المتحدة أبعد من الاتحاد الأوروبي. لم تعد للمسافة أهمية مثل السابق، لكنها لا تزال مهمة”.
وأضاف “تكمن المشكلة في المعايير والقواعد، سيقول الأميركيون: نريد تصدير دجاج معالج بالكلور، ولحم بقر يغذى بالهرمون، وزيادة أسعار الأدوية”.
وتابع مدير منظمة التجارة السابق “في رأيي، لن يرضى الشعب البريطاني بتناول دجاج بالكلور لأنه يبقى، رغم كل شيء، حاملا لعقلية أوروبية.. ولن يصير البريطانيون أميركيين لزيادة مبادلاتهم مع الولايات المتحدة بنسبة 10 أو 15 بالمئة”.