طائرة باتت مكتبة عامة للأطفال والمراهقين
مكسيكو سيتي – يقف الطيار إلى جوار سلم الطائرة لكي يرحب بالركاب. يصعد بعض الصغار على عجل، ليضمنوا حجز أحد أجهزة الكمبيوتر الـ26، يغلب عليهم الحماس، فتطلب المضيفة منهم التحلي بالهدوء والتحدث بصوت منخفض: هناك من يقرأ قصة في الخلف.
وتشغل الطائرة وهي من طراز بوينغ 737-200 ناصية بالكامل بين السيارات، وإشارات المرور وأصوات أبواق المركبات المرتفعة.
وتقول الطفلة آني سوخي (10 أعوام) إنها “تسكن بالجوار، وإنها جاءت إلى هذا المكان للقراءة، وإن هذه زيارتها الثانية للطائرة التي تحولت إلى مكتبة من قبل بلدية ‘ازتابالابا’، شرقي العاصمة مكسيكو سيتي، التي افتتحتها، في منتصف الشهر الجاري للأطفال والمراهقين”.
وأفاد خيسوس أرياجا، المسؤول عن برنامج النهوض بالقراءة في البلدية “توجد في الأنحاء بعض أكثر المناطق غير الآمنة في البلدة، حيث توجد أعلى معدلات الجريمة وتفكك الأسرة وحمل المراهقات وعنف الأطفال”.
وأضاف لهذا تحمل الطائرة المكتبة شعار “التحليق إلى اليوتوبيا”، موضحا “إنها أشبه بإنشاء واحة يخف فيها العنف قليلا. يمكن للطفل أن يتخيل مستقبلا آخر بدلا من أن يكون قاتلا أو لصا. العديد من أولياء الأمور يتواصلون أيضا بالقراءة مع أطفالهم والتوصل إلى رابط أوثق بينهم”.
جسم الطائرة والأجنحة، في وضع الإقلاع، وقد أعيد طلاؤها بأزهار ملونة زاهية. عند الباب ترى فتاة تطير مبسوطة الذراعين، مع كتاب على هيئة الأجنحة. أفراد الطاقم هم المروّجون للثقافة والمتنكرون في هيئة مضيفين ومضيفات.
وقد اشترت البلدية طائرة من طراز بوينغ من شركة الطيران المكسيكية. واستمرت الطائرة في الخدمة لمدة عشرين عاما، ثم خرجت من الخدمة، وتعد واحدة من بين ست طائرات سيتم تحويلها إلى مكتبات عامة مجانية.
وتحوي الطائرة أجهزة كمبيوتر وألعابا تعليمية وكتبا إلكترونية وكتبا صوتية، ويوجد على أرفف المكتبة نحو 240 كتابا مطبوعا احتلت أماكن حفظ حقائب وأمتعة الركاب على جانبي الطائرة.
وسأل ماركوس لوبيز ريكو من كابينة القيادة طفلا يريد تجربة جهاز محاكاة الطيران. وتعد هذه جائزة القراء الصغار أو الذين زاروا المكتبة عشر مرات، قائلا “هل سبق لك أن قرأت كتابا كاملا”.
وعمل ماركوس على مدار ربع قرن من عمره في صيانة الطائرة بإحدى شركات الطيران المكسيكية وهو من سكان المنطقة، ويتعاون بصورة تطوعية مع المشروع.
وأكد ماركوس “التحدي الأكبر هو العمل على استمرارية هذه المبادرة خلال السنوات القادمة”.
