تخبط إيراني في الكشف عن حيثيات حادثة الطائرة الأوكرانية

طهران - أظهر التحقيق الذي أجرته السلطات الإيرانية، الثلاثاء، أن الطائرة الأوكرانية المنكوبة أسقطت بصاروخين لا بصاروخ واحد، كما كانت تقول في السابق.
وأكدّت منظمة الطيران المدني الإيرانية أن صاروخين أطلقا باتّجاه الطائرة الأوكرانية التي أُسقطت في وقت سابق هذا الشهر وفق تقرير صدر عن التحقيقات الأولية ونشر على موقع الهيئة في وقت متأخر الاثنين.
وأفاد التقرير أن "المحققين (...) اكتشفوا أن صاروخين من طراز +تور-إم1+ (...) أطلقا باتّجاه الطائرة"، مضيفًا أن التحقيق لا يزال جاريًا لتقييم تأثيرهما.
ويسود الترقب الرد الأوكراني على التراجع الإيراني بشأن إرسال الصندوقين الأسودين، لاسيما أن طهران تمسكت بعدم تسليمهما منذ وقوع الحادثة وهو ما أثار آنذاك حفيظة كييف وعواصم أوروبية وغيرها.
ومارست هذه العواصم العديد من الضغوط لإجبار طهران على القيام بتحقيق شامل وشفاف لكشف حيثيات الحادثة التي راح ضحيتها 176 شخصا من جنسيات مختلفة.
وربما تكون إيران مترددة في تسليم الصندوقين، خشية ظهور تفاصيل أكثر للحادث، حسبما ذكرت وسائل إعلامية.
وبعد أخذ ورد، أعلنت طهران أنها لم تتمكن من تفريغ بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية.
وأضافت أنها طلبت معدات ضرورية من أميركا وفرنسا من أجل تفريغ بيانات الصندوقين في إيران، لكنها "لم تتلق ردا إيجابيا حتى الآن".
وأفادت اللجنة الإيرانية المكلفة بالتحقيق في حادثة الطائرة الأوكرانية، في تقرير جديد صدر عنها الليلة الماضية، إنها قدمت طلبا لمختبرات التحقيق في الحوادث الجوية في فرنسا وأميركا لتزويدها "بالأجهزة اللازمة لفك شفرة الصندوقين إلا أنها لم ترد على هذا الطلب لغاية الآن".
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) الثلاثاء عن اللجنة التابعة لمنظمة الطيران المدني الإيرانية أن الجانبين "أعلنا قائمة بالأجهزة اللازمة، وتم وضعها تحت تصرف المسؤولين للعمل على شرائها".
وأشار التقرير إلى تضرر الصندوقين الأسودين بسبب الحادث، إلا أنه أكد أن الذاكرة الرئيسية بهما لا تزال موجودة.
وجاء في تقرير اللجنة أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسويد وأوكرانيا وكندا قدمت أسماء لممثلين عنها لمعرفة نتائج التحقيقات.
واعتبر التقرير أن جميع التحقيقات التي أجريت لا تزال أولية ولا تعد نتيجة نهائية للحادثة، وأن مراحل جمع ودراسة المعلومات بهدف التحليل والاستنتاج ما زالت جارية.
وكانت إيران تراجعت عن إعلان سابق بأنه سيتم نقل الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة للخارج لفحصهما، وأكدت أنه لا نية حاليا لإرسالهما لدولة أخرى.
وقال حسن رضيفار المدير العام للجنة التحقيق: "الخبراء الإيرانيون يعكفون حاليا على فحص الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة.. نحاول قراءة الصندوقين هنا في إيران. وبعيدا عن ذلك، فخياراتنا هي أوكرانيا وفرنسا، ولكن لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن لإرسالهما إلى دولة أخرى".
وسبق أن صرح رضيفار بأن الطائرة المنكوبة حديثة وأنه ليس لدى إيران التكنولوجيا اللازمة لفك شفرة الصندوقين الأسودين لها.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن أنه أسقط الطائرة بطريق الخطأ عندما اشتبهت الدفاعات الجوية الإيرانية أنها صاروخ كروز.
ووقع الحادث في نفس الليلة التي قصفت فيها إيران قاعدتين عسكريتين تتواجد بهما قوات أميركية في العراق.
وقصف الحرس الثوري الإيراني القاعدتين ردا على اغتيال الولايات المتحدة للقائد بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
