تنسيق سعودي ـ ياباني على تأمين إمدادات النفط والملاحة

الرياض - أجرى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها، إلى جانب سبل تعزيز استقرار المنطقة من خلال تأمين الملاحة وإمدادات النفط، وتخفيف حدة التوتر الذي يشهده الشرق الأوسط.
وتشهد المنطقة توترا منذ مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية في بغداد الاسبوع الماضي
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أنّ الملك سلمان بن عبد العزيز عقد جلسة مباحثات رسمية مع آبي الذي يقوم بجولة خليجية تستمر خمسة أيام في المنطقة تشمل الإمارات وسلطنة عمان.
وأشارت إلى أنهما استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين كما تطرقا للتعاون في مجالات السياحة وأمن الإمدادات والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.
ومساء الأحد، استقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آبي في محافظة العلا في شمال غرب المملكة.
وقال مدير عام وزارة الخارجية اليابانية للإعلام والدبلوماسية ماساتو اوتاكا في إيجاز صحافي في فندق فاخر في الرياض إنّ الزعيمين عقدا اجتماعا استمر نحو ساعة تضمن لقاءً ثنائيا بينهما استمر 20 دقيقة.
وأوضح أن آبي ارتدى العباءة السعودية التقليدية خلال لقائه ولي العهد السعودي.
وصرّح اوتاكا أن آبي قال إن "أي مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط بما في ذلك بلد مثل إيران ستكون لها تداعياتها الكبيرة ليس فقط على السلام والاستقرار في المنطقة لكن على السلام والاستقرار في العالم بأسره، متابعا أنه "يجب تجنب أي مزيد من التصعيد في المنطقة".
وأشار إلى أن آبي دعا كل الأطراف المعنية للانخراط في جهود دبلوماسية لتخفيف التوتر وأن يمارس الجميع أقصى درجات ضبط النفس.
ونقل أوتاكا عن الأمير محمد تقديره الجهود الدبلوماسية لليابان في المنطقة واتفاقه التام مع رؤية وتقييم آبي للأمور.
وأوضح أنّ الأمير محمد بن سلمان أفاد بأن "التوتر المتصاعد في المنطقة سيكون له أثر سلبي على العالم بأسره وأن الأطراف في المنطقة تحتاج في شكل ضروري" للانخراط في حوار.
وكانت حكومة آبي، قررت أواخر الشهر الماضي، إرسال قوات بحرية إلى الشرق الأوسط إضافة إلى طائرتي مراقبة من طراز "بي-3سي" للمساعدة في ضمان أمن الملاحة. وستكون مهمة البحرية اليابانية لمدة عام وتستهدف جمع المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في ضمان سلامة السفن في ممر رئيسي لشحن النفط، لكنها لن تنضم إلى التحالف الذي تقوده واشنطن في المنطقة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يتصاعد فيه القلق الدولي من الوضع الأمني في العراق والمنطقة بعد مقتل قاسم سليماني في بغداد، في غارة أميركية بطائرة دون طيار.
وشرح رئيس الوزراء الياباني لولي العهد السعودي قرار طوكيو إرسال قوات الدفاع عن النفس للمنطقة لجمع معلومات مرتبطة بالأمن وتأمين السفن اليابانية.
لكنّ المسؤول أشار إلى أن الإعداد لإرسال هذه المدمرة لا يزال جاريا دون تقديم موعد محدد لوصولها.
ونقل أوتاكا عن ولي العهد السعودي دعم الرياض الكامل للانخراط الياباني في المنطقة. وقال إن الزعيمين اتفقا على مواصلة العمل عن كثب في مسألة أمن وسلامة الملاحة في المنطقة.
وأوضح أن آبي أكد أهمية تواصل إمداد النفط من السعودية إلى اليابان في شكل متواصل ومستقر.
ونقل عن الأمير محمد تأكيده التزام الرياض استمرار واستقرار تدفق النفط السعودي لليابان.
وحاولت اليابان إرساء توازن بين تحالفها مع واشنطن وعلاقاتها التاريخية ومصالحها مع إيران.
وكانت في السابق بين أبرز مشتري النفط الإيراني لكنها توقفت امتثالاً للعقوبات الأميركية التي فرضت بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران في مايو 2018.
وحاول آبي خلال الاشهر الأخيرة تقديم نفسه كوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، فقد زار طهران واستقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني في طوكيو في ديسمبر.
وردا على سؤال لفرانس برس حول نقل آبي مبادرة وساطة بين الرياض وطهران، قال اوتاكا إنّ "موضوع إيران حساس للغاية وانا أحجم عن الخوض في تفاصيل هذا الموضوع، كما أننا لا نرغب بالضرورة أن نصف جهودنا بأنها جهود وساطة".