الجزائر تدخل مرحلة الانحياز المكشوف للإسلاميين في ليبيا

الجزائر - دفعت التطورات الأخيرة التي تشهدها ليبيا ولاسيما انتشار القوات التركية الجزائر للتخلي عما يوصف منذ سنوات بـ"سياسة الحياد الزائف" التي تنتهجها حيال الأزمة من خلال دعمها المبطن للإسلاميين وميليشياتهم المسؤولين بشكل مباشر عن الفوضى التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
واعتبرت الجزائر الاثنين، العاصمة الليبية ”خط أحمر”، داعية المجموعة الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي إلى "تحمل مسؤولياتهم في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا".
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان لها في أعقاب اجتماع بين الرئيس عبدالمجيد تبون، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج إن الجزائر "تناشد الأطراف المتنازعة إنهاء التصعيد، وتدعو الأطراف الخارجية إلى العمل على وقف تغذية هذا التصعيد والكف عن تزويد الأطراف المتقاتلة بالدعم العسكري والمادي والبشري. وتطالب أيضا باحترام الشرعية الدولية لتسهيل استئناف الحوار من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة".
ويتماهى حديث الجزائر عن الشرعية الدولية مع مواقف الدول المنحازة لحكومة الوفاق وفي مقدمتها تركيا التي لا تتوقف عن تبرير الاتفاقيات التي وقعتها مع حكومة السراج باعتبارها حكومة معترفا بها دوليا.
ولعبت الجزائر طيلة السنوات الماضية دورا داعما للميليشيات والإسلاميين بخلاف الوساطة حيث استقبلت في 2015 قيادات إسلامية من بينها الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة بعد أشهر قليلة من عملية "فجر ليبيا" التي نفذها الإسلاميون على نتائج الانتخابات التشريعية، بذريعة إطلاق حوار بين الفرقاء الليبيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية، محمد القبلاوي، الثلاثاء، إن الجزائر ستلعب دورا في وقف ما وصفه بـ"العدوان" على العاصمة طرابلس واستقرار البلاد.
جاء ذلك في حديث أجراه القبلاوي مع الإذاعة الرسمية الجزائرية، تعليقا على زيارة أجراها رئيس حكومة الوفاق إلى الجزائر.
وحسب المتحدث الليبي، فإن “الجزائر معوّل عليها بأن يكون موقفها داعم للشعب الليبي، ولوقف العدوان ووقف المجازر"، حسب قوله.
وأفاد بأن “الدور الجزائري دور مهم جدا، باعتبار أن الجزائر جارة، وباعتبارها لم تتورط في الأزمة الليبية عسكريا”.
وأوضح “أننا على يقين من أن الجزائر ستلعب دورا ايجابيا في وقف العدوان وفي استقرار الدولة الليبية”.
وتابع "والدليل هو التصريح الذي صدر عن الرئاسة الجزائرية أمس (يوم الاثنين) عندما أكدت أن طرابلس خط أحمر، وترجو من الجميع ألا يتجاوزوه".
ورحب المتحدث بدعوة الجزائر إلى مؤتمر برلين رسميا بالقول "بدأنا نجني ما حاولنا أن نركز عليه في الأيام السابقة، وهو ضرورة إشراك الجزائر في أي تسوية سياسية بأي مؤتمر أو جهود دولية".
وتغض الجزائر الطرف عن التدخل العسكري التركي في ليبيا وما قد ينجر عنه من انفلات أمني يهدد كامل المنطقة لاسيما بعد اعتراف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنهم سيعولون على مرتزقة للقتال في ليبيا.
وبدأت تركيا فعليا إرسال عناصر من المعارضة السورية المسلحة وتحديدا من "لواء السلطان مراد" الموالي لها، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية غربية.
واستقبل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الثلاثاء وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو. كما التقى تشاويش أوغلو في وقت سابق مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم وتوسعت بعد ذلك المحادثات لتشمل وفدي البلدين.
وتطرق الطرفان إلى المسائل الإقليمية والدولية الراهنة، كما كانت المسائل الاقتصادية لاسيما تعزيز الاستثمار في صلب المحادثات بين الوزيرين، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وكتب تشاويش أوغلو، في تغريدة له في حسابه على تويتر “التقينا مرة أخرى، مع أخي صبري بوقادوم وزير الخارجية الجزائري، بعد فترة قصيرة مدتها ثلاثة أشهر"، مضيفا "نحن مصممون على تطوير علاقاتنا الثنائية، خلال اللقاء، قمنا بتبادل وجهات نظر مثمرة حول التطورات الإقليمية، وخاصة في ملف ليبيا”.
وكان وزير الخارجية التركي وصل مساء الاثنين إلى الجزائر في زيارة تدوم يومين.