مساع تركية لاستمالة الجزائر حيال التدخل في ليبيا

الجزائر - وصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، إلى الجزائر على رأس وفد رفيع المستوى لإجراء مباحثات حول تطورات الوضع في ليبيا.
وتزامن وصول السراج مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أنه سيقوم بزيارة عمل إلى الجزائر في اليوم ذاته وتستغرق يومين.
ويأتي ذلك بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البدء بنشر مقاتلين مرتزقة ووحدات من الجيش التركي في ليبيا، في خطوة تصعيدية من شأنها أن تزيد في تعقيد الأزمة.
وفي ظل الرفض الإقليمي والدولي الواسع للتدخل التركي في الأزمة الليبية، يسعى أردوغان إلى استمالة الجزائر لفك عزلته وضمان الدعم اللوجستي لعملياته العسكرية في ليبيا.
ورجح مراقبون أن الاجتماع المزمع عقده في الجزائر بين رئيس حكومة الوفاق الليبية ووزير الخارجية التركي مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبّون يهدف بالأساس إلى ضمان انحياز ولو غير معلن من قبل الجزائر لفائدة التدخل التركي ودعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
ويكتسي توقيت الاجتماع الثلاثي في الجزائر أهمية بالغة لعدة اعتبارات تبدأ بالمُتغيرات في المشهد الليبي والإقليمي والدولي في علاقة بالملف الليبي، ولا تنتهي عند المساعي التركية لجرّ الجزائر إلى المحور التركي القطري الذي بدأ يفقد هامش المناورة نتيجة التصرفات التي تُوصف بـ"المتهورة" للرئيس أردوغان.
وأعاد الحديث عن إمكانية انخراط جزائري في الحلف التركي، سيناريو الدعم اللوجستي الذي قدمته الجزائر لسلاح الجو الفرنسي وحتى الأميركي في الحرب على الإرهاب التي يخوضها الطرفان في منطقة الساحل الصحراوي منذ العام 2012.
وتجدر الإشارة إلى أنه في أواخر شهر ديسمبر الماضي، وصلت بارجتين حربيتين تركيتين إلى سواحل الجزائر، بهدف معلن هو الاحتفاء بذكرى الريس عروج، وهو قرصان عثماني كان يتولى اعتراض سفن أوروبية وخاصة إسبانية.
ولكن توقيت رسو البارجتين كشف عن مساع تركية إلى الضغط على الجزائر للانحياز إلى حكومة الوفاق الليبية.
ولم تستبعد مصادر مطلعة أنذلك، أن يكون استقبال البارجتين المذكورتين في السواحل الجزائرية، في إطار اتفاقيات التعاون المبرمة بين الجزائر والحلف الأطلسي، على اعتبار أن المسألة تتعلق بنشاط عملياتي للحلف المذكور وليس بسلاح البحرية التركية.
ولم تكشف السلطات الجزائرية إلى اليوم أي تفاصيل عن المخطط العملي الذي تم إعداده لمواجهة التطورات المتسارعة في ليبيا.
ويرى خبراء المجال بالمجال العسكري أن القوات التركية لا يمكن أن تنفذ هجوما ميدانيا حاسما على الأرض، لافتقادها التغطية الجوية اللازمة، في إشارة إلى سلاح الجو الذي تميل فيه الكفة لصالح قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ولذلك من المتوقع أن تميل تركيا إلى التركيز على سلاح البحرية في المعركة لوقوع العاصمة طرابلس على الساحل المتوسطي.