توجس روسي من دور تركي مشبوه بهجمات داعش في القوقاز

تكهنات ببدء أنقرة نقل الدواعش الروس من سوريا إلى الشيشان.
الجمعة 2020/01/03
أمن روسيا على المحك

تسود حالة من الترقب في القوقاز الروسي بعد تبني تنظيم داعش الإرهابي هجوما جد هذا الأسبوع واستهدف مركزا للشرطة، حيث أصبحت هجمات التنظيم في أراضي الاتحاد السوفييتي سابقا توحي بأنها باتت أرضية خصبة لبعث روح جديدة للتنظيم، لكن التساؤلات ازدادت بعد هذه الهجمات بشأن دور تركيا التي كانت معبرا منذ 2011 للجهاديين المنحدرين من الشيشان للقتال في سوريا وهو ما جعل البعض يرجح إمكانية وجود تساهل من قبل أنقرة لتسهيل عودة هؤلاء وتنظيم هجمات في مناطق الاتحاد.

موسكو  –  أثار تكرر الهجمات في القوقاز وتواتر ورود أنباء بشأن إمكانية أن يجد تنظيم داعش الإرهابي موطئ قدم له هناك تساؤلات بشأن دور أنقرة التي يتهمها البعض بتسهيل دخول المقاتلين الروس المنحدرين من الشيشان وعائلاتهم إلى العراق وسوريا للقتال إلى جانب التنظيمات المتطرفة.

وفي مقال نشره الخميس أكد موقع أحوال تركية وجود توجس من أن تركيا التي يحكمها حزب العدالة والتنمية الإسلامي برئاسة رجب طيب أردوغان قد بدأت فعليا في نقل مقاتلي داعش إلى أراضي الاتحاد السوفييتي سابقا.

وكانت وكالة أعماق الناطقة باسم تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي قد ذكرت الخميس أن رجلين هاجما هذا الأسبوع مركزاً للشرطة في القوقاز الروسي، ما أدى إلى مقتل شخص على الأقل، ينتميان للتنظيم.

وكانت منطقة القوقاز، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، خلال التسعينات وحتى عام 2009، ساحة لحربين بين موسكو والتمرد المطالب بالاستقلال في الشيشان، الذي اتخذ طابعاً إسلاميا بشكل تدريجي.

ويعتبر تنظيم الدولة الإسلامية منطقة شمال القوقاز جزءاً من أراضي “الخلافة”، وتبنى مرارا هجمات فيها، آخرها في يونيو أدت إلى إصابة شخص واحد على الأقل بجروح قرب القصر الرئاسي في الشيشان.

تنظيم الدولة الإسلامية يعتبر أنّ منطقة شمال القوقاز تمثل جزءا من أراضي الخلافة وتبنى مرارا هجمات فيها

وتثور تساؤلات روسية حول الدور التركي في تسهيل نقل الدواعش لأراضي الاتحاد السوفييتي السابق، الأمر الذي يُهدّد علاقة أنقرة مع موسكو وفقاً لمُراقبين سياسيين.

وتمّ اتهام تركيا لفترة طويلة بالتغاضي عن الجهاديين الذين يعبرون حدودها للالتحاق بالقتال في سوريا بعد اندلاع النزاع في هذا البلد عام 2011.

واقتحم المهاجمان بسيارتهما نقطة تفتيش للشرطة في مدينة ماغاس عاصمة جمهورية إنغوشيا في القوقاز الروسي الحدودية مع الشيشان. وأفادت السلطات المحلية بأن الرجلين هاجما بعد ذلك عناصر الشرطة بالسكاكين.

وفي بيان نشر الخميس على تطبيق تلغرام للمراسلة، أكدت وكالة أعماق أن المهاجمين “مقاتلان في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفة أن هجومهما أدى إلى مقتل اثنين من قوات الأمن وإصابة العديد بجروح.

وأعلنت من جهتها سلطات إنغوشيا والمحققون الروس عن مقتل شرطي، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، دون أن تؤكد مقتل شخص آخر.

والمشتبه بهما في تنفيذ الهجوم هما أحمد إيماغوجيف مولود عام 1996، والآخر هو ميكاييل ميزييف من مواليد عام 2001، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية عن السلطات. وقتل ميزييف، فيما أصيب الآخر بجروح، وهو متواجد في المستشفى حيث استعاد الوعي، وفق السلطات.

تجدد الإعتداءات
تجدد الإعتداءات 

وحمّل حاكم إنغوشيا مساء الثلاثاء الشرطة المحلية المسؤولية عن الهجوم، معتبراً أن إهمالها ليلة رأس السنة، التي يحتفل بها على نطاق واسع في روسيا، قد سهّل وقوعه. وفتح تحقيق بتهمة محاولة قتل عناصر من قوات الأمن، لكن لم تتم الإشارة إلى فعل إرهابي.وعندما أعلنت الحكومة الأميركية أواخر العام الماضي أنّ قواتها قتلت زعيم داعش أبوبكر البغدادي في منطقة إدلب بشمال سوريا، ثارت التساؤلات داخل وخارج تركيا حول أنّه كيف يمكن لأخطر إرهابيي العالم أن يعيش بعيدا عن الأنظار بضعة كيلومترات فقط عن الحدود التركية، وذلك في منطقة تخضع لمجال تأثير أنقرة العسكري. ويرى مراقبون أنّ خيار ترحيل الدواعش إلى أفغانستان ودول الاتحاد السوفييتي السابق كان قد تمّ طرحه بقوة خلال الأشهر الماضية بعد هزيمة التنظيم الإرهابي في سوريا ومقتل البغدادي.

وكان ألكسندر بورتنيكوف رئيس الاستخبارات الروسية قد أعلن أن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول الانتقال إلى آسيا الوسطى. وقال مؤخرا خلال اجتماع في طشقند بأوزبكستان لقادة الأجهزة الأمنية في مجموعة الدول المستقلة التي تضم حاليا جمهوريات سوفيتية سابقة “نسجل نشاطا متزايدا لوحدات من تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان”.

ونقلت وكالة أنباء إيتار تاس عنه قوله “هدفهم هو إنشاء موقع قوي للتوسع عبر مجموعة الدول المستقلة وسيستعينون بمقاتلين ينحدرون من جمهوريات آسيا الوسطى لهم خبرة قتالية”.

وذكرت السلطات أن أكثر من ألف طاجيكي انضموا إلى داعش في سوريا والعراق في السنوات القليلة الماضية.

وأبرز المقاتلين الذين قدموا من طاجيكستان غول مراد حليموف الذي كان قائد وحدة القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية قبل أن يعلن انشقاقه وانضمامه إلى تنظيم الدولة الإسلامية عام 2015.

5