قضية كارلوس غصن تضع لبنان في مأزق مع الإنتربول

القضاء اللبناني يتسلم طلبا من الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" لأجل توقيف رجل الأعمال، كارلوس غصن بعد فراره من اليابان.
الخميس 2020/01/02
ماذا بعد هروب غصن؟

بيروت- يتسارع نسق الأحداث في مجريات الهروب المثير لرجل الأعمال كارلوس غصن من اليابان إلى لبنان حيث يبدو بأن قضيته ستشكل محل صدام للدولة اللبنانية مع الانتربول الدولي الذي سلم لبنان مذكرة إيقاف غصن.

وأعلن وزير العدل اللبناني ألبرت سرحان الخميس، أن القضاء تسلم طلبا من الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" لأجل توقيف رجل الأعمال، كارلوس غصن بعد فراره من اليابان.

وتضع المذكرة الدولية لبنان في موقف حرج لجهة الامتثال لطلب الانتربول بتسليم غصن أو الرفض خاصة وأن السلطات اللبنانية قد أعلنت في وقت سابق بأن رجل الأعمال اللبناني الفرنسي البرازيلي الذي فرّ من اليابان حيث كان قيد الإقامة الجبرية في انتظار محاكمته بمخالفات مالية، دخل لبنان "بصورة شرعية"، مؤكدة أن لا شيء يستدعي ملاحقته.

وقال سرحان في بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية، إن الإنتربول الدولي سلم ما يعرف "بالنشرة الحمراء" النيابة العامة التمييزية في بيروت المدير السابق لشركة نيسان كارلوس غصن.

والنشرة الحمراء التي تلقاها لبنان؛ هي طلب يرفعه الإنتربول الى الأجهزة القضائية في دولة ما لتحديد مكان أحد المطلوبين وتوقيفه قبل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وأعلن غصن (65 عامًا)، الثلاثاء، عقب وصوله المفاجئ إلى لبنان أنه لم يهرب من العدالة في اليابان وإنما غادرها لتجنب "الظلم والاضطهاد السياسي" ووعد بالحديث مع الصحفيين، الأسبوع المقبل.

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، الثلاثاء، إن اللبناني كارلوس غصن دخل لبنان، فجر الاثنين، بصورة شرعية (قانونية)، بحسب ما أكده الأمن العام اللبناني، وأعربت عن حرصها على العلاقات مع اليابان.

وأعلن "غصن" الرئيس السابق لشركة "نيسان" للسيارات، الثلاثاء، أنه لم يهرب من العدالة في اليابان، وإنما غادرها لتجنب "الظلم والاضطهاد السياسي"، ووعد بالحديث مع الصحفيين، الأسبوع المقبل، وفق وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وأضافت الخارجية اللبنانية، في بيان، أن "‏ظروف خروجه (غصن) من اليابان، والوصول إلى بيروت غير معروفة منا، وكل كلام عنها هو شأن خاص به".

وتشير تقارير إلى أن غصن تمكن من الفرار من اليابان، حيث كانت تجري محاكمته بتهم فساد، إلى اسطنبول ومنها إلى العاصمة اللبنانية، دون أن تتضح بعد ملابسات رحلة الهروب.

وقالت متحدثة باسم الشرطة التركية إن الشرطة ألقت القبض على سبعة أشخاص من بينهم أربعة طيارين الخميس في إطار التحقيق بشأن هبوط كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان للسيارات في اسطنبول أثناء فراره من اليابان إلى لبنان.

Thumbnail

وأضافت أن المعتقلين الآخرين هم اثنان من العاملين على أرض المطار وعامل شحن، وأن من المتوقع أن يدلي المعتقلون السبعة جميعا بإفادات أمام محكمة اليوم الخميس.

وذكرت تقارير إعلامية أن وزارة الداخلية التركية فتحت تحقيقا في مرور غصن عبر البلاد.

وقالت مصادر مطلعة إن غصن، أحد أشهر الرؤساء التنفيذيين في العالم، وصل إلى بيروت في طائرة خاصة قادمة من اسطنبول يوم الاثنين.

ونقل موقع حريت الإخباري عن مسؤول بوزارة الداخلية قوله إن شرطة الحدود التركية لم تتلق إخطارا بوصول غصن ولم يتم تسجيل دخوله ولا خروجه من البلاد.

وأضاف أن الطائرة وصلت مطار أتاتورك في اسطنبول الساعة 5:30 فجرا (0230 بتوقيت جرينتش) الاثنين مضيفا أن ممثلي الادعاء أصدروا أوامر الاعتقال بعد توسيع نطاق التحقيق.

وأظهرت بيانات تتبع حركة الطيران أن غصن استخدم طائرتين مختلفتين للوصول إلى اسطنبول ومنها إلى لبنان.

وجرى توقيف غصن، وهو فرنسي المولد، برازيلي من أصل لبناني، في طوكيو يوم 19 نوفمبر 2018، بتهمة ارتكاب "مخالفات مالية" عندما كان رئيسًا لـ"نيسان"، التي سبق أن أنقذها من الإفلاس.

ودخل "غصن" السجن لمدة 130 يومًا، وأُفرج عنه لاحقًا بكفالة، بانتظار بدء محاكمته في أبريل/نيسان 2020، وكان يخضع لمراقبة.

وتابعت الخارجية اللبنانية أن "لبنان وجه إلى الحكومة اليابانية منذ سنة عدة مراسلات رسمية بخصوص كارلوس غصن بقيت من دون أي جواب، وتم تسليم ملف كامل عنها إلى مساعد وزير الخارجية اليابانية، أثناء زيارته بيروت قبل أيام".

ولفتت إلى أنه لا توجد مع اليابان أية اتفاقية للتعاون القضائي أو الاسترداد (بشأن المطلوبين)، لكن الدولتين وقعتا على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وهي ‏المرتكز الذي تم اعتماده في المراسلات التي وجهها لبنان إلى اليابان.

وشدّدت الخارجية اللبنانية على حرص لبنان على أفضل العلاقات مع اليابان.

ونفى مصدر مقرّب من رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، صحة ما تردد في وسائل إعلام محلية عن أن "غضن" زار عون.

وأضاف المصدر : "الرئيس عون لم يكن على علم بعودة غصن إلى لبنان".

وعن تأثير ملف "غصن" على العلاقات بين لبنان واليابان، أجاب المصدر: "بانتظار ردة الفعل اليابانية".