تركيا تجند مقاتلين من سوريا لحطب حربها المرتقبة في ليبيا

الفصائل المسلحة الموالية لتركيا تفتتح مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا برواتب مغرية.
الجمعة 2019/12/27
تركيا تفتح أبواب الفوضى والخراب من سوريا إلى ليبيا

دمشق - استغل النظام التركي وجوده العسكري في الشمال السوري بهدف تجنيد مقاتلين موالين له وإغرائهم بالمال من أجل الذهاب إلى ليبيا للقتال في صفوف ميليشيات داعمة لحكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج، في محاولة من أنقرة لدعم تلك الميليشيات في مواجهة الجيش الوطني الليبي.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، بأن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا.

ويقول مراقبون إن حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وجدت طريق الخلاص من مأزق مجموعاتها المسلحة خاصة بعد تطويق الجيش السوري مناطقها في شمال البلاد وخاصة في إدلب وريف حلب بدفعهم إلى الصفوف الأمامية وإرسالهم إلى ليبيا.

وأفادت مصادر لـ"المرصد السوري" أنه تم افتتاح أربعة مراكز في منطقة عفرين شمال حلب لاستقطاب المقاتلين ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا، حيث افتتح مكتب تحت إشراف "فرقة الحمزات" في مبنى الأسايش سابقا، وفي مبنى الإدارة المحلية سابقا تحت إشراف "الجبهة الشامية"، كما افتتح "لواء المعتصم" مكتبا في قرية قيباريه، وفي حي المحمودية مكتباً آخر تحت إشراف "لواء الشامل".

ورصد المرصد السوري توجه عشرات الأشخاص إلى تلك المراكز، للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت الحماية التركية هناك، وأكدت مصادر أن الفصائل الموالية لتركيا، تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب الليبية وتقدم مغريات ورواتب مجزية تتراوح بين 1800 إلى 2000 دولار أمريكي لكل مسلح شهريا، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة.

فيما أكدت مصادر أخرى أن مقاتلين اثنين لقيا حتفهما قبل أيام في ليبيا، وهما من مهجري دمشق ومنتسبي الفصائل الموالية لتركيا.

وقال المرصد إن عشرات الأشخاص يقصدون تلك المراكز للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت الحماية التركية هناك.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد في وقت سابق أن بلاده سترسل قوات إلى ليبيا استجابة لطلب من طرابلس في وقت قريب قد يكون الشهر المقبل. وأعلن الخميس أن بلاده تلقت من حكومة الوفاق طلباً لإرسال قوات إلى ليبيا، مشدداً: "وسنفعل ذلك".

كما أضاف "ندعم حكومة الوفاق ضد الجيش الليبي بكل الوسائل". وأوضح أنه "في الثامن من يناير ستتم الموافقة على إرسال قوات إلى ليبيا"، قائلاً "اتفاقيتنا مع ليبيا دخلت حيز التنفيذ بشكل كامل ودونت بسجلات الأمم المتحدة".

بدوره تحدث المبعوث التركي إلى ليبيا أمر الله إيشلر، عن إرسال جنود إلى ليبيا، قائلاً :"يسألوننا عمّا إذا كنا سنرسل الجنود إلى ليبيا.. نحن نتجه إلى المكان الذي نُدعى إليه". وتابع سنلبي دعوة ليبيا لإرسال الجنود)بعد تمرير مذكرة التفويض من البرلمان فور افتتاح جلساته.

واتهم المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، المخابرات التركية بنقل مقاتلين من تنظيم داعش و"جبهة النصرة" من سوريا إلى ليبيا.

وقال في تصريحات صحفية إن مطارات مصراتة وزوارة ومعيتيقة استقبلت أعداداً كبيرة من متطرفي "داعش".

وسبق أن حذرت منظمات دولية وخبراء من إعادة سيناريو شبيه بالسيناريو السوري الذي شهد تدخل عدة قوى إقليمية، في ليبيا في حال تورط دول أجنبية أكثر فيها.

وحشدت تركيا فصائل إسلامية متشددة للقتال إلى جانبها في عملياتها العسكرية في شمال شرقي سوريا، أطلقت عليهم تسميات متعددة تحت غطاء "المعارضة السورية".

وتلقت تلك الجماعات المسلحة دعما سخيا من تركيا بالأسلحة والذخيرة والمال فضلاً عن التدريب وكانت تحتل مناطق عديدة في سوريا أهمها حلب وإدلب، التي تحاصرها قوات النظام السوري منذ أيام بدعم من قوات الجو الروسية.

ومعظم هذه المجموعات كانت تحت مظلة "الجيش السوري الحر" الذي يضم وحده نحو 40 ألف مقاتل، وقد جمعت تحت قيادة عسكرية منتظمة ومحترفة قبل العملية العسكرية الأولى لتركيا في سوريا، التي أطلقت عليها تركيا تسمية "درع الفرات "في أغسطس 2016، ثم شاركت هذه الميليشيات في عمليات اجتياح أخرى للجيش التركي مثل تلك التي شنت في عفرين أوائل عام 2018.

وفي الرابع من أكتوبر الماضي، أي قبل خمسة أيام من بدء الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا، قامت تركيا بضم تلك الفصائل استعدادا لمساعدتها في هجومها على قوات سوريا الديمقراطية والذي وثقت خلاله عمليات تعذيب وتنكيل نفذتها الميليشيات ضد الأكراد.

والثلاثاء، أكد الجيش السوري في بيان أنه استعاد 320 كلم مربعًا في الأيام الأخيرة بينها "أكثر من أربعين قرية وبلدة"، مشدداً على أنه سيواصل تقدمه حتى استعادة كامل محافظة إدلب و"طرد التنظيمات الإرهابية المسلحة منها".

وتأتي هذه التطورات في الملف السوري في وقت توجهت فيه أنظار أردوغان منذ أسابيع نحو الملف الليبي بعد أن حققت قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر تقدما كبيرا نحو العاصمة طرابلس، حيث مقر حكومة الوفاق التي تقاتل في صفوفها مجموعات مسلحة تدعمها تركيا بالسلاح.