موقف الحريري من الحكومة اللبنانية المقبلة لم يرق لعون

الرئيس اللبناني يتجاوز حقيقة أن حسان دياب الموكل له مهمة تشكيل الحكومة هو مرشح حزب الله بالأساس.
الأربعاء 2019/12/25
حكومة على المقاس

بيروت - يبدو أن موقف رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري من  حكومة حسان دياب المقبلة، قد استفز الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي يرى إنه "من الخطأ" اعتبار الحكومة المقبلة برئاسة حسان دياب، حكومة حزب الله.

وقال عون "ما يحدد لون الحكومة المقبلة، هو التأليف وليس التكليف"، لافتًا إلى اعتقاده بأنها ستقوم على اختصاصيين، وأنها "ستكون لكل اللبنانيين".

وحيال تصريحات الحريري بأن الحكومة التي ينوي تشكيلها حسان دياب والمدعوم من طرف حزب الله هي حكومة "جبران باسيل"، شدد عون على أنه ليس رئيس حزب التيار الوطني، من سيشكل الحكومة.

وأضاف "الوزير جبران باسيل، رئيس أكبر تكتل نيابي، ليس هو من يؤلف الحكومة، بل من يفترض أن يؤلفها يقوم بذلك".

وباسيل، هو رئيس حزب التيار الوطني الحرّ، وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال، وصهر رئيس الجمهورية، ميشال عون.

ويرفض الحراك الشعبي المتواصل في لبنان أي دور لباسيل في الحكومة المقبلة، إضافة إلى تمسكه برفض حكومة دياب بسبب الدعم القوي والمباشر من حزب الله الذي سمح بتحويل بلدهم إلى مجرد "أداة لخدمة المشروع الإيراني" في المنطقة.

وجاءت تصريحات ميشال عون، ردّا على حقيقة أن الحكومة المقبلة ستكون تابعة لحزب الله، حيث قال الحريري في دردشة مع الإعلاميين، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام لبنانية، إن "الحكومة المقبلة ستكون حكومة الوزير جبران باسيل"، مشيرا إلى أنه "لن يترأس أي حكومة يكون فيها باسيل "يروح يدبر حالو"، إلا إذا اعتدل هو ورئيس الجمهورية".

وأضاف "بالنسبة لموقفي من الحكومة العتيدة، أعود وأكرر لا تسمية ولا تغطية ولا مساءلة ولا ثقة إذا تطلب الأمر".

وأوضح "لا يمكن أن أعمل مع من يهاجمني على الدوام و"بيربحني جميلة"، ولم ألتق الرئيس المكلف قبل يوم واحد من تكليفه، كما أشيع، إنما قبل أسبوع في إطار المشاورات التي كنت أجريها".

وتابع "الرئيس نبيه بري (رئيس البرلمان) يعلم أنني لا ألعب بالنار، انما تعودت على إطفائها، ولست نادما على الإطلاق". وقال "لا أقبل بشيطنة السنة واتهامهم بسرقة البلد، ولم أسم الرئيس المكلف، ولا تغطية له، ولا ثقة إذا اقتضى الأمر".

وكان وزير الخارجية ورئيس التيار الحر جبران باسيل قد دافع عن الحكومة التي ينوي تشكيلها حسان دياب، الذي بدوره لا يحظى بقبول من السنة.

وقال باسيل في تصريحات صحافية قبل يومين إن هذه الحكومة "ليست حكومة حزب الله ونرفض إبعاد أي أحد عنها كما نرفض أن يبعدنا أحد".

وأبلغت كتلة المستقبل البرلمانية (19 نائبًا من 128)، بزعامة الحريري، دياب بأنها “لن تشارك بالحكومة، ولن تعرقل تشكيلها”، بحسب ما صرح به النائب عن الكتلة، سمير الجسر، يوم السبت.

وكان رئيس الحكومة المكلف قد أعلن عن توجهه لتشكيل حكومة اختصاصيين ومستقلين مصغرة في أسرع وقت لإخراج البلاد مما أسماه "العناية الفائقة".

ولا يعني إطلاق مشاورات تشكيل الحكومة أن ولادتها ستكون عملية سهلة، إذ إنه رغم تأكيد دياب موافقة جميع الأطراف على طرحه، فإن التباين لا يزال واضحاً بين أبرز القوى السياسية على شكل الحكومة المقبلة ومشاركتها فيها.

مرشح لا يحظى بدعم الشارع
مرشح لا يحظى بدعم الشارع

ويطالب المتظاهرون في الشارع، والذين قال دياب إنه سيلتقي ممثلين لهم رغم رفضهم سابقاً التفاوض مع السلطة، بتشكيل حكومة اختصاصيين من خارج الطبقة السياسية بالكامل، والتي يتهمونها بالفساد ويحملونها مسؤولية الإنهيار الاقتصادي.

ومع توجه قوى سياسية رئيسية لعدم المشاركة في الحكومة، قد ينتهي الأمر بتشكيل حكومة من لون واحد تضم حزب الله وحلفاءه من حركة أمل برئاسة بري و"التيار الوطني الحر" وحلفائهم.

وبرز اسم حسان دياب فجأة بعد إعلان الحريري أنه لن يكون مرشحاً لتولي رئاسة الحكومة نتيجة الخلاف على شكل الحكومة وعدم حصوله على دعم الكتلتين المسيحيتين الأبرز في بلد يقوم نظامه على التوافق بين الطوائف كافة.

وأثار تكليف دياب غضب مناصرين للحريري اعتبروا أن الرئيس المكلف لا يمثّل الطائفة السنيّة التي ينتمي إليها، خصوصاً أنه نال تأييد ستة نواب سنّة فقط من إجمالي 27 نائباً يمثلون هذه الطائفة في البرلمان.

ولن تكون مهمة دياب سهلة أيضاً على وقع تدهور اقتصادي متسارع. فهو يواجه من جهة حركة احتجاجات شعبية غير مسبوقة مستمرة منذ 17 أكتوبر، ومن جهة ثانية المجتمع الدولي الذي يربط تقديمه دعماً مالياً لبنان بتشكيل حكومة إصلاحية.