صراع المدربين يطبع مواجهات الدوري الإنجليزي

تفتتح الجولة الثامنة عشرة من منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز على وقع صدامات قوية بين عدة أندية يلوح أبرزها لقاء ديربي بين توتنهام وتشيلسي إضافة إلى مواجهة لا تقل أهمية بين ليستر ومانشستر سيتي، فيما ستكون الأنظار مشدودة إلى الحوارات التكتيكية بين المدربين أبرزها المعركة التاريخية بين “الأستاذ” جوزيه مورينيو و”تلميذه” فرانك لامبارد.
لندن – تتخلل المرحلة الثامنة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ثلاث مواجهات يمكن وصفها بـ”معارك المدربين” بامتياز، أبرزها ديربي الأحد بين توتنهام وضيفه تشيلسي الذي سيواجه مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو المقال من منصبه قبل أربعة أعوام بالتمام والكمال.
وتحمل المباراة طابعا خاصا كون فرانك لامبارد، “تلميذ” مورينيو وقائد تشيلسي في أرض الملعب خلال عهده، أصبح الآن يقود دفة الـ”بلوز” من مقاعد البدلاء كمنافس له.
ويسعى البرتغالي للوصول إلى أحد المراكز الأربعة الأولى قبل نهاية العام من بوابة فريقه السابق، وقال عشية مباراة فريقه في المرحلة الماضية أمام ولفرهامبتون “نعرف ما ننتمي إليه. لا ننتمي إلى الجزء الثاني من الجدول الذي كنا فيه، ولا ننتمي حتى إلى المركز السابع أو الثامن حيث نحن في هذه اللحظة. نعرف ما ننتمي إليه ونؤمن في نهاية الموسم بأننا سنكون هناك”.
وخاض المدرب البالغ من العمر 56 عاما سبع مباريات (خمسا في الدوري الممتاز واثنتين في دوري الأبطال) منذ استلامه الإدارة الفنية للفريق قبل شهر تماما، وفاز في خمس منها وخسر في اثنتين.
ونجح المدرب الملقب بـ”السبيشل وان” في رفع الفريق منذ ذلك الوقت من المركز الرابع عشر إلى الخامس بفارق ثلاث نقاط خلف جاره تشيلسي.
وفي الجهة المقابلة، لن يفوّت لامبارد على نفسه تجديد تفوقه على “أستاذه”، بعدما سبق له أن هزمه في كأس الرابطة الإنجليزية 8-7 بركلات الترجيح بعد تعادل 2-2 عام 2018، عندما كان لامبارد مدربا لديربي كاونتي ومورينيو مدربا لمانشستر يونايتد.
ويطمح تشيلسي إلى الخروج من دوامة النتائج السيئة، بعدما خسر أربعا من مبارياته الخمس الأخيرة في الدوري المحلي.
ويحتل تشيلسي المركز الرابع برصيد 29 نقطة، ويتقدم على توتنهام بثلاث نقاط فقط، أي أن إخفاق “البلوز” سيمنح “السبيرز” المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.
وفي مباراة لا تقل أهمية الأحد أيضا، يحل ليستر سيتي ضيفا على مانشستر سيتي حامل اللقب في الموسمين الماضيين، وكلا الفريقين لا يفكر في غير الفوز، كي لا تزيد الهوة مع ليفربول المتصدر. ويتخلف “السيتيزنس” بـ14 نقطة عن “الريدز”، في حين يبتعد عنه بطل عام 2016 بفارق عشر نقاط.
وستكون الفرصة سانحة للفريقين لاستغلال غياب ليفربول عن المرحلة، كونه مشغولا بكأس العالم للأندية المقامة في الدوحة حيث يقابل السبت فلامنغو البرازيلي في النهائي.
ويعاني حامل اللقب مؤخرا من تأرجح في مستواه، وهو أمر لم ينكره مدربه الإسباني بيب غوارديولا الذي أقر بتراجع مستوى فريقه وبأنه غير قادر على مقارعة الفرق الكبرى.
وخسر سيتي أربع مرات خلال 17 مباراة في الدوري المحلي حتى الآن وهو مجموع ما تعرض له طيلة الموسم الماضي.
وخلافا لسيتي، يعيش ليستر موسما مشابها إلى حد كبير لذلك الذي أحرز فيه لقبه اليتيم عام 2016.
ويبدو أن مدربه الأيرلندي الشمالي برندن رودجرز عرف سر التوليفة الصحيحة، وكيفية استثمار لاعبيه بأفضل طريقة ممكنة. وطالب رودجرز فريقه بالحفاظ على مستواه بعد فوزه في ثماني مباريات على التوالي في أفضل سلسلة انتصارات في تاريخ الفريق، قبل سقوطه في فخ التعادل 1-1 أمام نوريتش سيتي في المرحلة الماضية.
وقال مدرب ليفربول السابق “نحن فريق بدأ يتطور منذ تسعة أشهر (فترة وصوله إلى الفريق في فبراير الماضي). قبل عشرة أشهر، كان الفريق في منتصف الترتيب واليوم الناس يتحدثون عن إمكانية المنافسة على الألقاب (…) بالنسبة إلينا، أقدامنا راسخة للغاية على الأرض وكان اللاعبون مذهلين للغاية”.
ويعوّل ليستر على متصدر ترتيب هدافي الدوري المخضرم جيمي فاردي (32 عاما)، صاحب 16 هدفا في 17 مباراة.
ويمتلك ليستر أفضل خط دفاع، إذ لم تتلق شباكه سوى 11 هدفا، بالإضافة إلى أنه يملك ثالث أفضل خط هجوم برصيد 40 هدفا، بعد السيتي (47 هدفا) وليفربول (42 هدفا).
وتتجه الأنظار السبت إلى لقاء إيفرتون وضيفه أرسنال اللذين يخوضان على الأرجح آخر مباراة لهما بقيادة المدربين المؤقتين الاسكتلندي دانكن فيرغسون والسويدي فريدي ليونغبرغ تواليا.
وكان الفريقان قد أقالا المدربين الأصليين البرتغالي ماركو سيلفا (إيفرتون) والإسباني أوناي إيمري (أرسنال) بسبب النتائج السيئة التي تعرضا لها. وتسري شائعات عن “اتفاق مبدئي” لتولي الإيطالي كارلو أنشيلوتي مهام منصب المدير الفني لإيفرتون، فيما أنهى الإسباني ميكل أرتيتا كل تفاصيل عقده وأعلن أرسنال الجمعة تعيينه مدربا للفريق الذي أمضى خمسة أعوام في صفوفه كلاعب وأنهى مسيرته فيه.
وكان أرتيتا (37 عاما) يشغل منصب مساعد لمواطنه بيب غوارديولا في مانشستر سيتي، في حين أقيل أنشيلوتي (60 عاما) من تدريب نابولي إثر النتائج المخيبة في الدوري المحلي.